«المركزى البحرينى» يجمد أموال «قائمة الإرهاب القطرية»

«المركزى البحرينى» يجمد أموال «قائمة الإرهاب القطرية»

«المركزى البحرينى» يجمد أموال «قائمة الإرهاب القطرية»

أصدر البنك المركزى البحرينى، أمس الأول، تعليمات للبنوك والمؤسسات المالية المحلية، بحظر التعامل مع قائمة من الأشخاص والكيانات الداعمة للإرهاب والمتصلة بقطر، كما وجه «المركزى»، وفق ما نقلت قناة «العربية»، البنوك بتجميد الحسابات والودائع والاستثمارات العائدة للمؤسسات والأشخاص المذكورين، وطالبها بتقديم كل البيانات المتوافرة عنهم على وجه السرعة. وأتى التوجيه بعد أن أصدرت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قائمة موحدة بـ59 شخصاً و12 كياناً مرتبطين بالإرهاب. وكان «البنك المركزى الإماراتى» أصدر قراراً مماثلاً أمس الأول.

وقالت وكالة أنباء «رويترز» للأنباء إن بعض مراكز الصرافة فى قطر باتت تعانى شحاً فى تأمين الدولار الأمريكى، بعد تراجع الريال القطرى فى أسواق العملات. وتوقع المحللون تفاقم ضغوط السيولة فى البنوك القطرية بعد إدراج الدول الأربع عدداً من الأشخاص والكيانات المرتبطة بقطر على قوائم الإرهاب، إذ إن إقدام السعودية والإمارات والبحرين ومصر على إدراج عشرات الشخصيات والمؤسسات المرتبطة بقطر على قوائم الإرهاب سيفاقم من ضغوط السيولة فى البنوك القطرية التى تحصل على جزء كبير من تمويلها من المنطقة. ووفق مصرفيين، فإن البنوك القطرية لديها ما يعادل 60 مليار ريال، أى 16 مليار دولار، من ودائع عملاء وودائع ما بين البنوك من دول خليجية أخرى، ما يعنى أن البنوك ستعانى شحاً فى السيولة وستضطر إلى دفع علاوة من أجل توفير التمويل من أماكن أخرى خارج السعودية والإمارات والبحرين. وما يزيد من صعوبة الموقف هو النسب المرتفعة للقروض إلى الودائع فى البنوك القطرية التى تزيد على 100%.

وقررت مصر والسعودية والإمارات والبحرين، الأسبوع الماضى، قطع العلاقات الدبلوماسية وطرق المواصلات مع قطر بعد اتهامها بدعم التطرف والإرهاب، بعد أقل من شهر من زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى السعودية ودعوته إلى تشكيل جبهة إسلامية موحدة ضد التطرف. ثم انضمت إلى القرار دول اليمن وحكومة شرق ليبيا وموريشيوس والمالديف وموريتانيا وجزر القمر ودول أخرى، فيما قرر الأردن تخفيض التمثيل الدبلوماسى فى «الدوحة».

وعلقت شركة «كوسكو» الصينية للملاحة البحرية خدماتها، وهى رابع أكبر شركة خدمات شحن إلى قطر، مشيرة إلى «غموض الوضع» بعد أن قطعت دول عربية العلاقات الدبلوماسية مع «الدوحة». وأبلغت شركة «كوسكو»، فى بيان نقلته قناة «سكاى نيوز»، أمس، زبائنها بتعليق الخدمات من «ميناء حمد القطرى» وإليه، مشيرة إلى أنه «فى ضوء الغموض مع تطور الموقف ومن أجل حماية مصالح عملاء الشركة، فإنه قد تقرر تعليق خدمات الشحن والتسليم لقطر».

{long_qoute_1}

وواصلت «الدوحة» تحدى الدول الغاضبة منها، فقال وزير المالية القطرى على شريف العمادى، فى مقابلة مع محطة «سى إن بى سى» الأمريكية بثت أمس الأول، إن بإمكان قطر الدفاع بسهولة عن اقتصادها وعملتها فى مواجهة العقوبات التى فرضتها عليها دول عربية أخرى. وأشار إلى أن الخسارة ستطال الدول المقاطعة لقطر كما ستطال قطر أيضاً، حيث ستخسر الدول التى فرضت عقوبات أموالاً أيضاً بسبب الأضرار التى ستلحق بقطاع الأعمال فى المنطقة. وقال «العمادى»: «كثيرون يعتقدون أننا الوحيدون الذين سنخسر فى هذا، إذا خسرنا دولاراً سيخسرون هم أيضاً دولاراً». فى المقابل، انتقد وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش الترويج القطرى لتفسير المقاطعة تحت مسمى الحصار، مضيفاً أنها إجراءات سيادية من الدول المقاطعة رداً على تصرفات «الدوحة» فى دعم التطرف والحركات الإرهابية. وقال «قرقاش»، عبر موقع «تويتر»، إن «تفسير الحصار لا يتسق مع موانئ مفتوحة ومطار مفتوح وأسطول طائرات كبير». وأضاف أن «غضب الأشقاء وإجراءاتهم السيادية جاءت بعد صبر طويل على التآمر الذى طالهم والضرر الذى لحق بهم، إن كانت المظلومية موقفاً فهى من حقهم وليس من حقه».

من جهة أخرى، أكدت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى أن توجيهات القيادة العليا فى المملكة العربية السعودية تؤكد تقديم الخدمات وتسهيل أمور المعتمرين من كل دول العالم بمن فى ذلك القطريون. وأضافت أن ما يتم تداوله فى وسائل التواصل الاجتماعى بمنع المعتمرين القطريين من دخول المسجد الحرام لا أساس له من الصحة.

ونشرت مجلة «فوربس» الأمريكية تقريراً مفصلاً عن الأزمة فى قطر ومحاصرة الدول الخليجية لها، ولاحظت وجود 3 سيناريوهات لحل السقوط الخطير لقطر. وذكرت المجلة أن 10 دول قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، فيما تعهدت تركيا بتقديم المساعدات الطبية والغذائية لـ«الدوحة»، توازياً مع بدء إيران بإرسال المساعدات، أما الفلبين فقد علقت إيفاد عمال إلى قطر، ووفق المجلة فإن السيناريو الأول ستعتمد فيه قطر على حلفائها أكثر، حيث قال جورجيو كافييرو مؤسس مركز «الخليج» للأبحاث: «يجب أن تبقى قطر خط حياة مفتوحاً، فلديها خيارات أخرى لاستيراد الغذاء، مثل الحدود البحرية القطرية الإيرانية والأجواء التى يستخدمها القطريون، لكن تأمين الغذاء فى الجو يكون مكلفاً أكثر من استيراده فى البر عبر السعودية».

والسيناريو الثانى، وفق الصحيفة، هو التفاوض مع قطر، فجيرانها مثل الكويت وسلطنة عمان تبحثان عن حل لأزمة قطر، والولايات المتحدة وعلى لسان وزير خارجيتها ريكس تيليرسون طالبت السعودية ومصر والإمارات بتخفيف الحصار المفروض على قطر، وأكد أنه على الأمير تميم بن حمد أن يفعل مزيداً وبسرعة، وهنا يرى أمير على، الأستاذ بجامعة «مردوخ» فى أستراليا، أن «القاعدة الأمريكية الموجودة فى قطر هى التى تدفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإيجاد تسوية». أما السيناريو الثالث فهو الأخطر ويتمثل فى اندلاع الحرب، حيث رأت المجلة أن قطر قد تدافع عن اتهامها بدعم «حركة حماس»، والتى تعتبرها بعض الحكومات الغربية إرهابية، وربما تفعل الأمر نفسه بالنسبة لـ«الإخوان»، وهذا الأمر سيغضب السعودية ما يؤدى إلى زيادة الضغط الدبلوماسى والاقتصادى على قطر. وربما تحصل أفعال وردود أفعال غاضبة من كلا الدولتين.

واعتبر سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر، إيفان سوركوش، أن الأزمة مع قطر على ضوء مقاطعة كل من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين للدوحة يجب أن تحل عبر الحوار، مؤكداً مساندة الاتحاد الأوروبى للوساطة الكويتية فى هذا الشأن. وفيما يخص تعليقه حول مقاطعة بعض الدول العربية ومن بينها مصر لدولة قطر وانقسام الدول الأوروبية ما بين رافض وصامت ومتحفظ، قال «سوركوش» خلال مؤتمر صحفى مساء أمس الأول «إن الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى فدريكا موجرينى تحدثت مع شركاء بدول الخليج، وليس هذا فقط بل زارها (السبت) وزير خارجية قطر». وأضاف «سوركوش»: «إننا نشجع كل الأطراف المنخرطة بهذه المسألة لمناقشتها مباشرة»، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبى يدعم وساطة الكويت فى هذا الشأن، وأكد السفير أن الاتحاد الأوروبى لم يقدم مبادرات فى هذا الصدد، ويأمل أن تتوصل الدول المعنية مثل مصر والسعودية والإمارات والبحرين إلى حل قريباً. أما عن إمكانية تصديق الاتحاد الأوروبى على قوائم الإرهاب، فأشار السفير الأوروبى إلى أن الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة وغيرهما لديهما قوائم تتعلق بالإرهاب، مشيراً إلى أنه لا يعلم كيفية التعامل مع القوائم الإرهابية التى أصدرتها كل من مصر والسعودية والبحرين والإمارات.

فيما نشر الموقع الإلكترونى لصحيفة «ذا هيل» الأمريكية، أمس الأول، تقريراً عن خطورة قطر على واشنطن، وأسباب خطورتها. وقالت الصحيفة إن «قطر حاولت تصدير سياسة الانقلابات إلى البلدان المجاورة فى المنطقة، وراهنت (الدوحة) على نجاح الإسلاميين فى العالم العربى، وقدّمت فى وقت لاحق دعماً قوياً لجماعة (الإخوان) الإرهابية، التى شكلت أكبر خطر فى التاريخ الحديث». وأكدت الصحيفة، أن قطر استطاعت إقناع الولايات المتحدة بإنشاء قواعدها فى «العديد»، ومنذ ذلك الحين، زادت وتيرة دعم الإرهابيين فى المنطقة، وسعت لتكون وسيطاً بين «واشنطن» وهذه التنظيمات، وما يثير الكثير من الغرابة أن قطر، بعد أن انتقلت القواعد الأمريكية إليها، عملت على تصوير الولايات المتحدة للجمهور العربى على أنها «شيطان».

وقالت الصحيفة «إنه فى الوقت الحالى، وبعد فشل المخطط القطرى فى مصر بعد إسقاط الشعب لمحمد مرسى، واصلت قطر تقديم الدعم المباشر إلى جماعة «الإخوان» الإرهابية فى مصر والجماعات المسلحة فى سيناء، وكذلك «حماس»، كما أنه من المعروف أن قطر تدعم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة فى سوريا، التى لا تُصنّفها قطر كمنظمة إرهابية. كما حاولت قطر تسويق «التنظيم»، واستضافت زعيمه على قناة «الجزيرة»، وبدعم قطر لهذا الفصيل الخطير، وتم إفشال الجهود الأمريكية لتوحيد المعارضة فى سوريا». كما أضافت الصحيفة الأمريكية «أنه فى ليبيا، قدمت قطر دعماً ماليا ودعائيا كبيرا لميليشيات الفجر التابعة لجماعة الإخوان، الأمر الذى أحبط بدوره جميع الجهود السياسية لإيجاد حل فى ليبيا».

واختتمت الصحيفة تقريرها، قائلة: إن «من الواضح أن الإدارة الأمريكية الحالية لديها موقف ثابت تجاه ما يجرى، والجهات الفاعلة غير الحكومية والميليشيات المسلحة، وهذا يتناقض تماماً مع إدارة (أوباما) التى فشلت فى مواجهة أى تنظيمات متطرفة ترعاها قطر أو إيران».


مواضيع متعلقة