دينيس روس: "الإخوان" لم يقدموا التغيير المطلوب والديمقراطية ليست بـ"الصناديق" فقط
![دينيس روس:](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/24297_660_9515091.jpg)
قال الكاتب والدبلوماسي الأمريكي دينيس روس، المساعد السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن مصطلح "الربيع العربي" كان دوما "مصطلحا خاطئا"، حيث لم يكن من المتاح إجراء تغيير سريع من الحكم الديكتاتوري إلى الحكم الديمقراطي في دول الشرق الأوسط، "لأن الديمقراطية الحقيقية لا تتطلب الانتخابات فقط، ولكنها تطلب ثقافة سياسية من التسامح واحترام حقوق الأقليات والمؤسسات التي تنص على سيادة القانون، بالإضافة لجاهزية قبول نتائج الانتخابات حتى إذا كنت خاسرا، والاعتراف بأن الحكم لا يمكنه تفضيل مجموعة واحدة مع إقصاء بقية الأطراف".
وأضاف روس، في مقال نشرته صحيفة "يو إس إيه توداي" على موقعها الإلكتروني اليوم، أن محمد مرسي والإخوان المسلمين تعاملوا كما لو أنهم "القوة الاستبدادية الجديدة"، وتابع روس: "نعم هو رئيس منتخب، لكنه بدلا من أن يكون رئيسا للجميع، عمل على عدة أشياء مختلفة، منها تعيين معظم أعضاء جماعة الإخوان بموجب مراسيم رئاسية، وثانيها التأكد من أن الدستور الجديد سوف يكتبه الإسلاميون، وثالثها هو مقاضاة الصحفيين بتهمة مثل إهانة الرئيس، ورابعها إزاحة القضاة الذين يعارضونه، وأخيرا تجاهله لاحتياجات الدولة الاقتصادية".[FirstQuote]
وتابع روس متحدثا عن حركة "تمرد"، أنها تغذت على حالة الإحباط التي سيطرت على الشارع المصري في الآونة الأخيرة، "الإحباط لم يكن بسبب سياسة مرسي باستبعاد الآخرين، أو بسبب المخاوف من إنشاء دولة إسلامية في مصر، بل من التعامل السخيف لمرسي مع مشكلات بلاده"، منتقدا ازدياد البطالة وانقطاع التيار الكهربائي عدة مرات في اليوم، ونقص الخبز وغياب القانون والنظام على نحو متزايد، مؤكدا أن "من خرجوا في 30 يونيو لم يكونوا فقط ليبراليين وعلمانيين، بل شرائح أوسع من المجتمع، كلهم اتفقوا أنه لا يوجد سبيل آخر".
وعن الأحداث الجارية قال روس إن الولايات المتحدة تشعر ببعض الراحة عندما تتم إزاحة رئيس منتخب عن طريق مطالب الشارع وليس الصناديق، "لكننا لا نشعر بالارتياح لاستجابة الجيش إلى تلك المطالب، ولا يجب أن نتجاهل حقيقة ما يجري في مصر"، مضيفا أن الأحداث الجارية ليست تكرارا لما حدث في الجزائر من قبل، "بل إن المصريون قاموا بثورة بحثا عن تصحيح للمسار".[SecondQuote]
واستعرض روس شعور المصريين بوجود مؤامرة أمريكية بالاتفاق مع الإخوان المسلمين، وتابع أنهم يؤكدون على الحاجة لوجود عملية انتقال سياسية للسلطة ذات مصداقية، وتحديد موعدا للانتخابات الرئاسية واختيار رئيس جديد، وقبله كتابة دستور جديد يضع القواعد الأساسية للانتخابات، ما يتطلب من الحكومة المؤقتة أن تعالج الاحتياجات الاقتصادية وألا تؤجلها لما بعد انتهاء الانتخابات.
واختتم روس مقاله بأن الحقيقة الواضحة أن الإخوان المسلمين لم يوفروا مسارا ديمقراطيا أو أي رؤية لمستقبل القيادة في مصر، كما لم يعملوا على اقتسام السلطة والمسؤولية، وهي الأشياء التي يطالب بها المصريون وليس أقل من ذلك.