ضابط الشرطة فى دراما رمضان: انحياز صريح لـ«الداخلية» وتجسيد حقيقى لأرض الواقع

كتب: ضحى محمد

ضابط الشرطة فى دراما رمضان: انحياز صريح لـ«الداخلية» وتجسيد حقيقى لأرض الواقع

ضابط الشرطة فى دراما رمضان: انحياز صريح لـ«الداخلية» وتجسيد حقيقى لأرض الواقع

تباينت صورة ضابط الشرطة فى المسلسلات المشاركة بالماراثون الرمضانى الحالى، ما بين أعمال منحازة بوضوح لرجال «الداخلية»، وأخرى تكتفى بنقل الواقع إلى المشاهد.

ومن المشاهد المؤثرة التى لاقت رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعى، لحظة القبض على الضابط سليم الأنصارى، الذى يجسده الفنان أمير كرارة فى مسلسل «كلبش»، حيث جمع المشهد بين بكاء سيدة أثناء خروج جثة ابنها من قسم الشرطة، وفى الوقت نفسه تبكى هالة فاخر لضبط ابنها «سليم» والمتهم بقتل هذا الشاب، وسط هتاف الأهالى «الداخلية بلطجية».

{long_qoute_1}

وقال باهر دويدار، مؤلف مسلسل «كلبش»: «أنا شخصياً لم أكن متعمداً أن أكون مع ضابط الشرطة أو ضده، ولكننى أركز على تفاصيل شخصية بعينها، ولست مسئولاً عن وجهة النظر التى يكوّنها الجمهور تجاه الشخصية، قد يكون لى رأى خاص فى (سليم الأنصارى)، مخالف للآخرين، فلا أقصد الدفاع عن الداخلية أو مهاجمتها، ولكن وظيفتى الوحيدة تكمن فى تقديم نماذج لرجال الداخلية تتنوع ما بين السيئ والجيد، وأرصد كل الجوانب، وأعطى فرصة لكل الأطراف أن تعبر عن وجهة نظرها وليس وجهة نظرى فقط».

وأضاف لـ«الوطن»: «تناول شخصية الضابط يعد أمراً مقلقاً، فأنا عندما أعمل على شخصية ضابط أجد صعوبة فى ذلك الموضوع، لأن هناك حساسية شديدة تجاه الأمر، خصوصاً أن هناك فئة من الشعب تريد أن تتحدث عنه بشكل إيجابى وأخرى العكس، ما يضع أى شخص يتعرض لمنطقة الضابط فى حالة حرج، فإذا أردت أن أقدم الضابط بشكل مهنى وتقليدى فيكون من خلال البحث عن المجرم، ولكننى تهربت من تلك النقطة، وقررت أن أتدخل هذا العام فى آليات تفاصيل حياة الضابط وعمله بالأمن المركزى».

وتابع «هدفى الأساسى من المسلسل، تقليل الفجوة بين مهاجمى ومشجعى شخصية الضابط، لأن حالة الاستقطاب العنيفة الموجودة فى المجتمع غير صحية، ولا يجوز أن نقف على طرفى المدينة، فيجب على كل منا أن يتقبل وجهة نظر الآخر ويحترمها، وهذا ما يفعله المسلسل، خصوصاً أن شخصية (سليم الأنصارى) رمادية وليست مثالية، كما لها مميزاتها وعيوبها، حتى والدته انتقدته فى سياق الأحداث».

وفى السياق ذاته، يؤكد فايز رشوان مؤلف مسلسل «الحالة ج»: «العمل لا يهدف إلى تمجيد شخصية ضابط الشرطة، أو الهجوم عليه، ولكننا نقدم نماذج حقيقية موجودة فى الواقع، ونتحدث عن تفاصيل دقيقة فى حياتهم، وليس مجرد القبض على مجرم، فالعمل لا ينحاز لوجهة نظر على حساب الأخرى، عكس بعض الأعمال الدرامية، لكن غرضنا أن نعرض القضية بشكل موضوعى، ونترك للأشخاص الحكم فى النهاية».

واستطرد لـ«الوطن»: «المسلسل لم يأخذ مدرسة الرمزية والإسقاطات، فهو عمل واقعى وله هدف واضح، وتمثل ذلك فى مشهد تعذيب ضابط أمن الدولة (محمد مهران)، الذى قال ضمن سياق الأحداث (انظروا إلى الناس الذين وقعوا تحت صخرة الدويقة، والناس الذين غرقوا فى العبارة، والآخرين الذين أهينت كرامتهم فى أقسام الشرطة)، فهذه الجملة تدل على أننا لا نريد أن نقوم بإسقاط، ولكننا نتحدث فى عصر الحريات دون انحياز لأحد».

وتابع: «وهناك مشهد آخر جمع بين الفنان أحمد زاهر وعلاء الثورجى وهو يتحدث له (أنا قلت لتمارا إنك لو أردتِ أن تعيشى فى هذا البلد، عليكِ أن تعيشى بقدر وتأكلى بقدر)، فكلها عبارات بسيطة ولكنها مؤثرة ومقتبسة من واقع المجتمع المصرى، فى الفترة ما بين شهرى مارس وأبريل 2011، وتلقى الضوء على الانفلات الأمنى وحال الشباب بعد الثورة».

ومن ناحية أخرى، قال الناقد محمود قاسم لـ«الوطن»: «الدراما تركز دائماً بشكل كبير على صورة رجل الشرطة القوى، ذى النفوذ الذى يحارب الفساد ويقبض على المجرمين ويحارب العنف، ولكن عندما حدث تغيير فى المجتمع، تغيرت صورته فى الدراما، فأغلب المسلسلات المعروضة فى السنوات الماضية مأخوذة من صحف الحوادث».

واستطرد: «هيبة رجال الشرطة تأثرت بعد تخريب أقسام الشرطة فى ثورة يناير، وأصبح الجميع يعاملهم كباقى أفراد الشعب، وبالتالى عملت الدراما الرمضانية على نقل الصورة الحقيقة للواقع بشكل مكثف، ويرجع ذلك إلى محاولة المؤلفين نقل الواقع الذى يعيشه رجال (الداخلية) فى محاولة لتوصيل المعلومات كاملة وصحيحة إلى الجمهور».


مواضيع متعلقة