مصر والسعودية والبحرين والإمارات تقطع علاقتها مع قطر

مصر والسعودية والبحرين والإمارات تقطع علاقتها مع قطر

مصر والسعودية والبحرين والإمارات تقطع علاقتها مع قطر

قطعت كل من مصر والسعودية والبحرين والإمارات علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، وأرجعت ذلك إلى دعمها وإيوائها للجماعات الإرهابية، وعزا بيان «الخارجية» المصرية قرار قطع العلاقات إلى إصرار الحكم القطرى على اتخاذ مسلك معادٍ لمصر، وفشل جميع المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية فى عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر.

وأرجع قرار قطع العلاقات الدبلوماسية إلى ترويج قطر لفكر تنظيمَى القاعدة وداعش، ودعم العمليات الإرهابية فى سيناء، فضلاً عن إصرار قطر على التدخل فى الشئون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومى العربى، وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية، وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها. وأعلنت مصر غلق أجوائها وموانئها البحرية أمام كافة وسائل النقل القطرية، حرصاً على الأمن القومى المصرى، وستتقدم بالإجراءات اللازمة لمخاطبة الدول الصديقة والشقيقة والشركات العربية والدولية للعمل بنفس الإجراء الخاص بوسائل نقلهم المتجهة إلى الدوحة.

{long_qoute_1}

واتخذت مملكة البحرين، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء البحرينية، قرارات بمنع مواطنيها من السفر إلى قطر أو الإقامة فيها، وكذلك عدم السماح للمواطنين القطريين بالدخول إلى أراضيها أو المرور عبرها، كما منحت المقيمين والزائرين القطريين مهلة 14 يوماً لمغادرة أراضيها تحسباً لأى محاولات أو نشاطات عدائية تستغل الوضع، وجاء فى بيان المملكة أن «الممارسات القطرية الخطيرة لم يقتصر شرّها على مملكة البحرين فقط وامتد إلى دول شقيقة أُحيطت علماً بهذه الممارسات التى تجسد نمطاً شديد الخطورة، لا يمكن الصمت عليه، أو القبول به، وإنما يستوجب ضرورة التصدى له بكل قوة وحزم».

بدورها، اعتبرت المملكة العربية السعودية، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس»، أن السلطات فى الدوحة أقدمت على انتهاكات جسيمة سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلى السعودى، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار فى المنطقة، ومنها جماعة الإخوان الإرهابية وداعش والقاعدة، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران فى محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية. ونقلت «واس» عن مصدر مسئول قوله إن الرياض «قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور فى الأراضى والأجواء والمياه الإقليمية السعودية، والبدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية، لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لجميع وسائل النقل من وإلى دولة قطر».

وإنفاذاً لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية يمنع على المواطنين السعوديين السفر إلى دولة قطر، أو الإقامة فيها، أو المرور عبرها، وعلى المقيمين والزائرين منهم سرعة المغادرة خلال مدة لا تتجاوز 14 يوماً، كما تمنع «بكل أسف» لأسباب أمنية احترازية دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى المملكة العربية السعودية، وتمهل المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوماً للمغادرة، مؤكدة التزامها وحرصها على توفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين. وتؤكد المملكة العربية السعودية أنها صبرت طويلاً رغم استمرار السلطات فى الدوحة فى التملص من التزاماتها، والتآمر عليها، حرصاً منها على الشعب القطرى الذى هو امتداد طبيعى وأصيل لإخوانه فى المملكة، وجزء من أرومتها، وستظل المملكة سنداً للشعب القطرى الشقيق وداعمة لأمنه واستقراره بغض النظر عما ترتكبه السلطات فى الدوحة من ممارسات عدائية، وأكدت السعودية أنها ستلتزم بتوفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين، رغم قطعها العلاقات الدبلوماسية.

{long_qoute_2}

من جانبها، أصدرت الإمارات بياناً رسمياً قالت فيه إنه بناء على استمرار السلطات القطرية فى سياستها التى تزعزع أمن واستقرار المنطقة والتلاعب والتهرب من الالتزامات والاتفاقيات فقد تقرر اتخاذ الإجراءات الضرورية لما فيه مصلحة دول مجلس التعاون الخليجى عامة، والشعب القطرى الشقيق خاصة، وتأييداً للبيان الصادر عن مملكة البحرين الشقيقة والبيان الصادر عن المملكة العربية السعودية، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت اتخاذ عدة إجراءات. وتضمنت الإجراءات «قطع العلاقات مع قطر، بما فيها العلاقات الدبلوماسية وإمهال البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد، ومنع دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمهال المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوماً للمغادرة، وذلك لأسباب أمنية واحترازية، كما تمنع المواطنين الإماراتيين من السفر إلى دولة قطر أو الإقامة فيها أو المرور عبرها»، وإغلاق جميع المنافذ البحرية والجوية خلال 24 ساعة أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر ومنع العبور لوسائل النقل القطرية، القادمة والمغادرة، واتخاذ الإجراءات القانونية والتفاهم مع الدول الصديقة والشركات الدولية بخصوص عبورهم بالأجواء والمياه الإقليمية الإماراتية من وإلى قطر، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطنى الإماراتى، فضلاً عن منع مواطنيها من السفر إلى قطر، أو البقاء بها، أو المرور عبرها.

وأعلنت قيادة التحالف العربى، أمس، إنهاء مشاركة قطر فى هذا التحالف «بسبب ممارساتها التى تعزز الإرهاب»، وذلك بعيد إعلان قطع علاقات الدول الأربع مع الدوحة. وقالت قيادة التحالف، فى بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، إنها «قررت إنهاء مشاركة دولة قطر فى التحالف بسبب ممارساتها التى تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته فى اليمن، ومنها القاعدة وداعش، وتعاملها مع الميليشيات الانقلابية فى اليمن». وأعلنت شركتا «فلاى دبى» والاتحاد الإماراتية، أمس، تعليق رحلاتهما «من وإلى» العاصمة القطرية الدوحة، وأشارت قناة «سكاى نيوز» الإخبارية التى أوردت النبأ، إلى أن شركة طيران الاتحاد الإماراتى وشركة «فلاى دبى» اتخذتا قراراً أيضاً بتعليق رحلاتهما من وإلى قطر اعتباراً من صباح اليوم «الثلاثاء»، كما أعلن نادى «أهلى جدة» السعودى إلغاء عقد الرعاية بينه وبين الخطوط الجوية القطرية. وشهد مطار حمد الدولى، فى ساعات الصباح الأولى أمس، ارتباكاً فى حركة الملاحة الجوية، حيث تم تأجيل وتحويل العديد من الرحلات الجوية، أمس، وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى صوراً لرحلات تم تأجيلها أو تحويلها بعد إعلان الدول الخليجية قرار المقاطعة. وأعلنت شركة قطر للطيران تعليق جميع رحلاتها إلى السعودية، ونشرت وسائل إعلام عربية وأجنبية أنه تم تعليق جميع الرحلات إلى السعودية حتى إشعار آخر. وأصدرت الهيئة العامة للطيران المدنى السعودى قراراً بمنع شركات الطيران القطرية كافة والطائرات القطرية من الهبوط فى مطارات المملكة السعودية فوراً، كما قررت الهيئة، فى بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس»، منع شركات الطيران القطرية كافة والطائرات القطرية من عبور أجواء المملكة اعتباراً من اليوم، ونوهت الهيئة بأنه على جميع شركات الطيران والطائرات غير المسجلة فى المملكة أو دولة قطر والراغبة فى عبور أجواء المملكة من دولة قطر وإليها التواصل مع الهيئة العامة للطيران المدنى السعودى خلال أسبوع من تاريخه لمعرفة الإجراءات اللازمة لاستمرار التشغيل عبر الأجواء السعودية.

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية القطرية عن أسفها لقرار السعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات، معتبرة أن هذه الإجراءات غير مبررة، وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة، وأضافت، فى بيان أمس، أن هذه الإجراءات لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين، مؤكدة أن قطر ستسعى لإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين.

وتابعت الوزارة فى بيانها: «إن اختلاق أسباب لاتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة فى مجلس التعاون لهو دليل ساطع على عدم وجود مبررات شرعية لهذه الإجراءات التى اتخذت بالتنسيق مع مصر، والهدف منها واضح، وهو فرض الوصاية على الدولة، وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة، وهو أمر مرفوض قطعياً».

وصرح المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأنه تم، أمس، استدعاء سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية إلى مقر وزارة الخارجية، حيث تم إبلاغه بقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وتسليمه مذكرة رسمية بإنهاء اعتماده كسفير لدى جمهورية مصر العربية، وإمهاله 48 ساعة لمغادرة البلاد، وأضاف المتحدث باسم الخارجية أنه تم إبلاغ القائم بالأعمال المصرى بالدوحة بالعودة إلى البلاد فى غضون 48 ساعة تنفيذاً لقرار قطع العلاقات.

وقال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه يتابع بتحسب كبير التطورات التى أدت إلى اتخاذ كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين واليمن وجمهورية مصر العربية قرارات بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، وأوضح أبوالغيط فى تصريح صحفى له صباح أمس، إنه يأسف لوصول الأمور إلى هذه النقطة بين عدة دول عربية خاصة أنه معنىّ بشكل كبير بتداعيات الخلافات التى تحدث على العمل العربى المشترك ومنظومته.

وأكد أبوالغيط أنه يحدوه الأمل - من موقعه كأمين عام للجامعة - بأن يتم تجاوز هذه الأزمة الخطيرة فى القريب صيانةً للأمن القومى العربى من التهديدات التى يتعرض لها وذلك من خلال الالتزام بتنفيذ التفاهمات التى سبق التوصل إليها عام 2014 حتى يتم استعادة المسار الطبيعى فى العلاقات بين الدول الشقيقة، وكذا التزام الدول الأعضاء بالمبادئ الأساسية التى يكرسها ميثاق الجامعة وكافة قرارات القمم العربية؛ معرباً فى هذا الصدد عن استعداده العمل بالتنسيق مع جميع الدول الأعضاء من أجل رأب الصدع العربى على أسس سليمة وبما يفتح الطريق أمام تنفيذ التوافقات والقرارات العربية المتعلقة بالتصدى للتطرف ومكافحة الإرهاب بشكل شامل.


مواضيع متعلقة