نتنياهو في رحلة لـ"غرب إفريقيا" من أجل "الزراعة" و"المياه" و"السلاح"

نتنياهو في رحلة لـ"غرب إفريقيا" من أجل "الزراعة" و"المياه" و"السلاح"
وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صباح اليوم، إلى ليبيريا، حيث يشارك في قمة دول غرب إفريقيا، واستقبلته في المطار الرئيسة الليبيرية "إيلين جونسون سيرليف"، وكان لتوجه نتنياهو إلى منطقة غرب إفريقيا بعد زيارته دول شرق إفريقيا ردة فعل في الصحف الإسرائيلية، حيث تناولت الزيارة تحت عناوين "إفريقيا على الخارطة"، و"زيارة تاريخية"، و"استعادة العلاقات وتحسين الوضع في الأمم المتحدة"، حيث أبدت الصحف تفاؤلها لإسرائيل بهذه الزيارة، حيث يشارك فيها "ساحل العاج وجامبيا وغانا وبنين وبوركينا فاسو والرأس الأخضر وغينيا بيساو وغينيا مالي والنيجر ونيجيريا وسيراليون والسنغال وتوجو"، فضلًا عن ليبيريا المستضيفة.
وتحت عنوان "نتنياهو يُقلع: إسرائيل تعود إلى إفريقيا"، قالت القناة السابعة الإسرائيلية، إن نتنياهو غادر إسرائيل متجها إلى ليبيريا بدعوة من منظمة المجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا الغربية "إكواس"، مشيرة إلى أنه للمرة الأولى تتم دعوة زعيم دولة من خارج إفريقيا للتحدث أمام المنظمة، ونقلت القناة عن نتنياهو أنه قال: "هذه الزيارة استمرار مباشر للمسيرة التي أقودها لعودة إسرائيل إلى إفريقيا، هذه استمرار مباشر لزيارة تاريخية قمت بها قبل سنة لشرق إفريقيا، والتقيت فيها بـ7 رؤساء دول، وفي ليبيريا سألتقي مع حوالي 10 زعماء من دول وسط وغرب إفريقيا".
وقالت القناة الإسرائيلية إنه خلال تلك الزيارة سيوقع رئيس الحكومة الإسرائيلي على اتفاقيات مشتركة لتقوية العلاقات الخارجية لإسرائيل بالقارة الإفريقية.
وكتب نتنياهو على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "زيارة ليبيريا فصل آخر في محاولة كسر الأغلبية التلقائية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة التي تعتمد على 54 دولة إفريقية، إنها رحلة طويلة من شأنها أن تستغرق سنوات، ونحن نسير بها في أمان، وفي الوقت نفسه إسرائيل تعود لإفريقيا بشكل كبير، أسبوع جيد".
وذكرت القناة الثانية الإسرائيلي على موقعها الإلكتروني، أن نائبة وزير الخارجية "تسيبي حوتوفلي" التي تشارك "نتنياهو" في رحلته، قالت إن "لإسرائيل العديد من الاقتراحات في مجال الزراعة وأيضًا المياه".
ووفقًا للقناة، فإن نتنياهو سيوقع بيانا مشتركًا خلال الزيارة لتعزيز العلاقات بين إسرائيل والمنظمة في عدد من المجالات منها "الزراعة، التصحر، تغيير المناخ، المياه، التجارة، التعليم، الصحة، الأمن الداخلي، الإنترنت، الاتصالات، الطاقة، الثقافة والعلوم"، فضلًا عن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بالإضافة لتعزيز التعاون بشكل عام والاتفاق على تشجيع المشاريع المشتركة.
أما صحيفة "معاريف"، فقالت إن إسرائيل تأمل أن تنتهي أزمة السنغال في هذا المؤتمر، والتي بدأت بعد أن أيدت قرار مجلس الأمن ضد إسرائيل في قرار المستوطنات في الضفة الغربية، حيث عاد سفير السنغال إلى أراضيه بعد التصويت في الأمم المتحدة، وأيضًا في إسرائيل يأملون عقد لقاء بين نتنياهو والرئيس السنغالي "ماكي سال" بهدف تعزيز العلاقات.
في الوقت الذي تناولت فيه "يديعوت أحرونوت" الزيارة تحت عنوان "إفريقيا على الخارطة.. نتنياهو يقلع في زيارة سياسية - اقتصادية إلى ليبيريا".
ونشر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، الخميس الماضي، بيانا جاء فيه أن سينضم إلى نتنياهو في زيارته إلى ليبيريا وزير الطاقة، يوفال شتاينيتس، وزير الزراعة، أوري أريئيل، نائبة وزير الخارجية، تسيبي حوطوبلي، وعضو الكنيست الإثيوبي، إفراهام ناجوسا، إلا أنه بعد مرور ساعتين، توجه المكتب وأعلن بشكل مفاجئ أن نتنياهو ألغى مشاركة وزراءه. بحجة أن "الزيارة في مونروڤيا ستكون قصيرة"، وقال موقع المصدر الإسرائيلي إن "السبب الحقيقي في برنامج نتنياهو لإحداث انطلاقة سياسية في هذه الرحلة".
وأعلن الملك المغربي، محمد السادس، إنه سيلغي مشاركته في المؤتمر لأن "نتنياهو" سيشارك فيه، فيما قررت دول أخرى في أعقاب ذلك تقليص عدد ممثليها.
وقال الدكتور، أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبري الحديث في جامعة الإسكندرية، لـ"الوطن"، إن "تغلغل إسرائيل في إفريقيا يقوم على عمل تراكمي نشط في الخمسينيات والستينيات ثم تعرض للطمة في أعقاب عدوان 67 وضربة كبيرة بعد عبور شارون ضفة قناة السويس في الثغرة، حيث قطعت أغلب الدول الإفريقية علاقاتها بإسرائيل لهجومها على أرض إفريقية، وهو الوضع الذي تغير بعد اتفاقية السلام 79 ثم بعد اتفاقات أوسلو، حاليا يكثف نتنياهو جهده في إفريقيا مستثمرًا جهد سابق لأفيجدور ليبيرمان مستعينًا برجال أعمال وتعاون اقتصادي يهدف لتغيير السياسة التصويتية للدول الإفريقية في المحافل الدولية لصالح إسرائيل، وتطويق جهود مصر العائدة بقوة للساحة الإفريقية، وقرب حسم أسلوب تشغيل سد النهضة".
من جانبه، قال الدكتور خالد سعيد، الباحث في الشأن الإسرائيلي، لـ"الوطن"، إن "نتنياهو والكيان الصهيوني عامة يرغب في اختراق قارة إفريقيا، نعم هي مخترقة القارة منذ سنوات الخمسينيات، ولكن الدول العربية وخاصة مصر كان لها دور جيد جدًا، وكانت العلاقات المصرية- الإفريقية في أعلى مستوياتها، وتدهور في سنوات الثمانينيات والتسعينيات، والآن العلاقات ضعيفة وفاترة"، مضيفًا أن "وجود الكيان الصهيوني دائمًا في المحافل الدولية للقارة الإفريقية محاولة لكسب أصوات الدول الإفريقية في أي قرار في الأمم المتحدة، ونجحت إسرائيل في هذا الأمر عدة مرات"، مشيرًا إلى أنه فضلًا عن ذلك فيهدف نتنياهو إلى التعاون الثنائي العسكري والزراعي والثقافي، وأيضًا فتح أسواق جديدة في هذه الدول لتصدير السلاح الإسرائيلي، والأخطر من هذا التطبيع مع دول إفريقية مسلمة.