تجاوزات البناء: ضحايا برج الأزاريطة المائل يرفضون المساكن البديلة

تجاوزات البناء: ضحايا برج الأزاريطة المائل يرفضون المساكن البديلة
- أمن الإسكندرية
- إدارة البحث الجنائى
- إزالة العقارات
- إلقاء القبض
- الإجراءات القانونية
- التضامن الاجتماعى
- آدم
- أثاث
- أحمد السيد
- أمن الإسكندرية
- إدارة البحث الجنائى
- إزالة العقارات
- إلقاء القبض
- الإجراءات القانونية
- التضامن الاجتماعى
- آدم
- أثاث
- أحمد السيد
ليلة سوداء قضاها أفراد 22 أسرة من ضحايا عقار الإسكندرية المائل وأكثر من 90 أسرة فى منازل مجاورة، عقب انهيار عقار وميل آخر فى حى «الأزاريطة» وسط المدينة، حيث رفض أفراد تلك الأسر الوحدات السكنية البديلة التى عرضتها عليهم المحافظة، بدعوى سوء حالتها، ليقضى الرجال ليلتهم فى الشارع أمام العقار، بعد توزيع السيدات والأطفال على الأقارب. {left_qoute_1}
سكان العقار المتضررون رفضوا المبيت فى المساكن البديلة بمنطقة العامرية، بدعوى سوء حالتها، وعلى الفور وفرت القوات المسلحة أوتوبيساً لعودة السكان إلى جمعية مصطفى كامل الخيرية، للانضمام إلى 5 أسر أخلت منازلها فى محيط المنطقة التى شهدت الكارثة، إلا أنهم رفضوا أيضاً وعادوا ليقضوا ليلتهم أمام العقار، حتى الساعات الأولى من صباح أمس، رافضين ترك أماكنهم.
أحمد السيد، أحد المضارين، جلس إلى زاوية فى الشارع يتأمل بنظرات الحسرة عمليات الهدم الحذر الذى ينفذه العمال تحت إشراف هندسى، باله مشغول بزوجته وأولاده الثلاثة، الذين ينتظرون منه مكالمة تليفونية لتحديد مصيرهم، بينما يفكر جاره السابق فتحى عبدالحميد فى مصيره وأمه وزوجته، بعد أن أصبحوا بلا منزل ولا مأوى، وقالت الدكتورة أمل صبرى، مقيمة بالدور الأول من العقار المائل: «أنا ساكنة فى شقة مرخصة، ومليش ذنب فى كل اللى حصل، وفى الآخر أروح شقة فى آخر إسكندرية، وأقعد من غير أى تعويض، مقدرناش نقعد فى المكان ورُحت كفر الشيخ عشان أبات عند أهلى، رغم إن أولادى عندهم امتحانات، ومحدش بيتواصل معانا من المسئولين عشان نعرف مصيرنا إيه فى الآخر». وأضاف أحمد السيد، يقطن بالدور الحادى عشر فى العقار المائل: «مقدرش أسيب بيتى وممتلكاتى وأروح أبات فى مكان بعيد، ولا مكان غير آدمى بالمرة، ومفيش فيه أى نوع من أنواع الحياة، مفيش مكان حتى كويس للإيواء لحين تجهيز أماكن لينا تانية، كله وحش، حتى لما زوجتى وأطفالى راحوا الجمعية، محدش عرف يقعد». {left_qoute_2}
عبدالحميد السيد، مدير عام الرقابة بمديرية التضامن الاجتماعى، أكد أن الوزارة وفرت لجميع الأسر المتضررة مساكن بديلة، إلا أنهم رفضوا الإقامة فيها، بحجة أنها غير آدمية، وهو أمر غير صحيح بالمرة، وأضاف أن 5 أسر فقط مكونة من 15 فرداً لا غير قضوا ليلتهم فى جمعية مصطفى كامل الخيرية وتم توزيع وجبات السحور عليهم و100 جنيه إعاشة لكل فرد وغادروا الجمعية فى الساعات الأولى من صباح أمس.
ميدانياً، واصل عمال الهدم العمل فوق سطح العقار، يزيحون حجراً وراء حجر، مربوطين بحبال معلقة فى الأوناش، بدون ربط أى أحزمة أمان أو ارتداء خوذات رأس، حيث تقرر هدم العقار يدوياً وفقاً للطريقة العلمية التى قررتها اللجنة الهندسية وأساتذة كلية الهندسة منعاً لحدوث كارثة، وقال محسن مكرم، مقاول الهدم والإزالة بحى وسط الإسكندرية، إن العقار المائل تم إنشاؤه على سطح الأرض وبدون أساسات أو «خوازيق أسمنتية»، لافتاً إلى أن إزالة البرج تتم بصورة خطيرة جداً، بعد قطع التيار الكهربائى عن المنطقة، مشيراً إلى أنه لأول مرة يرى مثل هذه الكارثة التى حدثت فى العقار المائل طوال فترة عمله فى المحافظة كمقاول للهدم، وأضاف أن هدم البرج يتم بطريقة فنية وعلمية، وذلك لتفادى الضرر للمنازل المجاورة، مؤكداً أن أعمال الهدم تتم بطريقة يدوية تحت إشراف هندسى من أساتذة كلية الهندسة والقوات المسلحة.
وقال المهندس على مرسى، رئيس حى وسط، لـ«الوطن»، إن العمال انتهوا من هدم «الشخشيخة»، وسطح العقار، يدوياً وجارٍ هدم الحوائط، مؤكداً أنهم يعملون بنظام الورديات من أجل إنهاء عملية الهدم فى أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى وجود المهندسين والاستشاريين، وأضاف أن كل طابق تتم إزالته، يتم على الفور استدعاء صاحب الشقة فيه لإنزال الأثاث من منزله، عن طريق ونش تابع للمحافظة وتحميله على السيارات وإرساله إلى المكان الذى يحدده صاحب الشقة فى محاولة لتقليل الخسائر للمواطنين، وأكد أن الحى يقوم بتنفيذ جميع الإجراءات القانونية التى حددها القانون فى قرارات إزالة العقارات المخالفة، مشيراً إلى أنه ينفذ الإجراءات القانونية على المخالفين إلا أن القانون يجب أن يكون أكثر ردعاً لمواجهة الأزمة. {left_qoute_3}
الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، أوضح أن أعمال الهدم ستنتهى خلال 72 ساعة، بشكل تدريجى ويدوى من أعلى إلى أسفل العقار، مشيراً إلى أن التقرير الأولى للجنة الهندسية أكد أن سبب ميل العقار هو الارتفاع الزائد وأن أساسات العقار لم تتحمل ذلك الارتفاع، وربما يكون هناك أسباب أخرى مثل وجود مياه أسفل العقار. وأوضح «سلطان»، خلال مؤتمر صحفى، أنه سيتم عودة الأسر بالعقارات المجاورة لمنازلها عقب الانتهاء من عملية الهدم لأن هناك إمكانية لانهيار العقار بشكل مفاجئ، لافتاً إلى أن العقار المواجه للعقار المائل يستطيع تحمّل ميل العقار عليه، وأن العقار المائل كان صادر له رخصة بناء أرضى وأربعة أدوار.
وأضاف أن الدكتور هشام شريف وزير التنمية المحلية قام بالاطمئنان على الأسر التى استضافتها إحدى الجمعيات الأهلية، وسيتم نقل أهالى العقار المائل إلى مساكن المحافظة فى مناطق العامرية وطوسون، فيما نفى اللواء شريف عبدالحميد، مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الإسكندرية، إلقاء القبض على صاحبة العقار المائل حتى الآن، وقال فى تصريحات لـ«الوطن»، إنه تم التوصل إلى معلومات عن صاحبة العقار وتحديد موقعها، إلا أنه لم يتم القبض عليها حتى الآن.
العقار المائل بالإسكندرية يكشف تجاوزات «الأحياء»