دراما الصعيد| شيخ العرب همام.. أجبر «الفخرانى» على «الفروسية»

11:01 م | الخميس 01 يونيو 2017

منحته حرارة شمس الصعيد قوة شديدة، واستقى من النيل نقاء القلب، ومن الأرض الجافة الصرامة والحزم، لتصبح الهمة فطرة طبيعية فيه واسمًا لأشهر وآخر ملوك الصعيد في القرن الـ18 الميلادي في أواخر العصر العثماني.

شيخ العرب همام بن يوسف بن أحمد بن صبيح بن همام سبيك، كبير قبيلة الهوارة، الذي امتلك أراضٍ من محافظة المنيا إلى أسوان، وحكم المنطقة بأكملها، وكون جيشًا قويًا ضخمًا لصد هجمات المماليك.

"شيخ العرب همام".. اسم ما زال يتردد بفخر بين أبناء الصعيد، ولم يغفل المؤرخون عن إسناد القوة والمهارة له في تأسيس "شبه دولة"، جمع فيها قبائل الصعيد تحت لوائه وحقق الأمن والرخاء فيها، واستوحى منه الكاتب عبدالرحيم كمال مسلسله في رمضان 2010، والذي حقق نجاحًا ضخمًا في ذلك الوقت.

وعلى مدار 30 حلقة، تناول المسلسل قصة حياة كبير قبيلة الهوارة، وعلاقته بالمماليك، وقدراته على الزعامة التي مكنته من حل الصراعات بين القبائل الصعيدية، والتعرض للتفاصيل الدقيقة في حياته.

زار الفنان يحيي الفخراني الذي أدى دور "همام"، بصحبة مخرج المسلسل مدينة الأقصر وأسوان وفرشوط وأحفاد شيخ العرب للحصول على معلومات دقيقة عنه والإطلاع على وثائقه.

لم يكن دور "شيخ العرب" عاديا بالنسبة للفخراني، حيث تعلم الفروسية خصيصًا من أجل هذا الدور، واستمرت التدريبات طويلا لكي تبدو المشاهد طبيعية، لكونه أول عمل يؤديه ممتطيًا صهوة حصان، على حد قوله في أحد التصريحات الصحفية، مؤكدًا شراء حصان عربي أصيل له في المسلسل إلى جانب 30 حصانا آخر.

وكعادة الملوك، لم تخلُ حياة همام من الأزمات إلا أن آخرها أودت به في النهاية، حينما دقت أبواق الحرب بين دولته الجنوبية، ودولة "محمد بك" الكبير في الشمال، حليف الروس الذين مدوه بأحدث الأسلحة ليتمكن من دخول الصعيد، فبعث "همام" جيشًا كبيرًا على رأسهم ابن عمه إسماعيل الهوارى، الذي تمكن من الانتصار في المعركة، إلا أنه وقع فريسة مكر المماليك فيما بعد، ودخلوا لمركز الحكم بفرشوط وحرقوه. وفرّ "همام" إلى النوبة ليبني جيشًا آخر، ولكن الموت داهمه سريعًا.

تناول المسلسل أيضًا الحياة الشخصية لكبير قبيلة "هوارة"، التي كان فيها شخصًا طيبًا حنون القلب على زوجتيه صالحة "صابرين" وورد اليمن "ريهام عبدالغفور"، وأبنائه الثلاثة، وشقيقه المعاق ذهنيًا، وهو الأمر الذي أثار استياء عددٍ من أحفاد "همام".

من ناحية أخرى، اتسقت أغاني المسلسل، التي كتبها الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، مع أحداثه، فاتخذت شكلًا ملحميًا بنظام المربعات الذي تتغنى به "هلالية الصعيد"، وتعتبر من أصعب أنواع الكتابة الغنائية.

وبلغت ميزانية المسلسل 60 مليون جنيه، من بينها مليونا جنيه لديكور منزل "همام"، والأماكن المحيطة فقط، وشارك فيه 3000 كومبارس لتنفيذ ثلاث معارك رئيسية صممها مخرج المعارك الإنجليزى "آلان بيلي"، وتولى المخرج حسنى صالح تنفيذها في الواحات.

وشارك في المسلسل الفنان عبدالعزيز مخيون، ومحمود عبدالمغني، وعزت أبوعوف، وحقق نجاحًا كبيرا، وترجم المسلسل إلى عدة لغات الأجنبية منها الألمانية والإنجليزية والفرنسية، لعرضه على عدد من الفضائيات الأوروبية.

ويرى مؤلف المسلسل عبدالرحيم كمال، أن "شيخ العرب" يتناول قضيتنا كعرب وكأمة في قالب اجتماعي وأسري من خلال عمل هادف يعتمد على شخصية حقيقية كانت تسمى بـ"آخر ملوك الصعيد"، على حد قوله.