خبراء: لا بد من هيكلة جهاز الإرشاد الزراعى وربطه بمراكز البحوث الزراعية

كتب: أحمد عصر

خبراء: لا بد من هيكلة جهاز الإرشاد الزراعى وربطه بمراكز البحوث الزراعية

خبراء: لا بد من هيكلة جهاز الإرشاد الزراعى وربطه بمراكز البحوث الزراعية

لم يكن اهتمام الفلاح بالإرشاد الزراعى على اعتبار أنه نوع من الرفاهية كما ينظر إليه البعض، وإنما كونه عاملاً مهماً فى نجاحه فى تجويد زراعته وتطويرها، وهو ما أكده العديد من الخبراء الزراعيين وأساتذة الإرشاد الزراعى فى كليات الزراعة، حيث اتفقوا على أهمية المرشد الزراعى، باعتباره أحد أهم عناصر الإرشاد الذى يمكن أن يقدم إلى الفلاح، مشيرين إلى ضرورة إعادة بناء جهاز الإرشاد الزراعى، وضرورة عودة المرشد إلى جانب الفلاح من جديد.

{long_qoute_1}

يقول الدكتور زكريا الزرقا، أستاذ الإرشاد الزراعى ووكيل كلية الزراعة جامعة دمنهور، إن المرشد الزراعى من العناصر المهمة للفلاح المصرى، إلا أن وقف تعيين المرشدين الزراعيين منذ سنوات طويلة جعل من تبقى منهم قد قاربوا على الإحالة للمعاش، وهو الأمر الذى جعل من يقوم بمهام المرشد الزراعى حالياً المشرفون، وهم أقل خبرة من المرشدين، حيث يكون المرشد مؤهلاً بشكل كبير، فإما أن يكون مرشداً عاماً أو أن يكون مرشداً متخصصاً، ومعظم هؤلاء، حسب «الزرقا»، يكونون خريجين لقسم الإرشاد الزراعى فى كليات الزراعة، موضحاً أن عدد المرشدين الموجودين حالياً قليل ولا يمكنهم تغطية جميع المساحات المزروعة فى مصر.

وأبدى «الزرقا» استياءه من وضع الإرشاد الزراعى فى مصر، الذى تحول إلى هرم مقلوب، وبدلاً من أن تكون القاعدة هى مديرو الإدارات والقمة من المرشدين، أصبحت العكس، وكثر عدد المشرفين من خريجى الدبلومات والمعاهد الزراعية، والذين أصبح يلقى على عاتقهم عبء الإرشاد الزراعى، الأمر الذى لا يمكن القول معه بعدم وجود نشاط للإرشاد الزراعى، إلا أنه ليس موجوداً بالقدر الكافى لتغطية التنوع فى النشاط الزراعى الموجود حالياً والذى يجب تغطيته، كما هو الحال فى أجهزة الإرشاد حول العالم، والتى تعد أجهزة قوية مقارنة بمصر، حسب «زكريا»، نظراً لأنها تتبع كليات الزراعة نفسها.

ويرى «زكريا» أن أزمة الإرشاد الزراعى فى مصر فى حاجة إلى تعزيز جهاز الإرشاد الزراعى وإعادة بنائه من جديد، وإيجاد قاعدة عريضة من المرشدين الزراعيين ولو بالنظام التعاقدى، فضلاً عن أزمة أخرى تتمثل فى مجانية خدمة الإرشاد، وهو أمر غير معمول به فى جميع بلدان العالم، وفق «زكريا»، بحيث يجب أن تكون الخدمة مدفوعة الأجر، سواء من المزارع أو المرأة الريفية، مشيراً إلى أن اعتماد الفلاح على نفسه أمر غير كافٍ حتى وإن كان الفلاح المصرى على قدر من الوعى الاقتصادى، إلا أنه لا يملك التطورات التكنولوجية.

وقال حاتم أبوعالية، باحث مساعد فى مركز البحوث الزراعية، إن الإرشاد الزراعى فى مصر كان يؤدى عمله من خلال جهتين؛ الأولى من خلال الجمعية الزراعية، وهذه يكون بها المديرون وخريجو دبلومات الزراعة، والثانى مكتب الإرشاد الزراعى، ويكون به مرشد متخصص فى كل محصول على حدة، إلا أن هذه الأدوار لم تكن موجودة حالياً، حسب قوله، وأصبح المسئولون عن الإرشاد فى هذه الجهات خريجى دبلومات التجارة وغيرها ممن كانوا مسئولين عن المخازن، نظراً لإحالة المرشدين الزراعيين إلى المعاش وما زالت أعدادهم فى تناقص، وهو ما يعنى أن الإرشاد الزراعى فى مصر فى حالة احتضار الآن.

وشدد «حاتم» على ضرورة وضع خطة مستقبلية لإنقاذ مهنة الإرشاد الزراعى فى مصر، من خلال إعادة هيكلة وظيفية وبياناتية من جديد، وتحديد عدد المرشدين الزراعيين على حسب المساحات المزروعة، لأن غياب المرشد الزراعى جعل الفلاح فريسة لشراء المبيدات المغشوشة من تجار السوق السوداء التى يتم صرفها بطرق عشوائية من غير متخصصين، كما أكد على ضرورة الربط بين مركز البحوث الزراعية وقطاع الإرشاد الزراعى، كما كان فى الماضى، من أجل تدريب المرشدين الزراعيين، الذين فقدوا قيمتهم بسبب إلغاء الدورة الزراعية، حسب قوله.

ويقول رشدى أبوالوفا، نقيب الفلاحين بالأقصر، إن مراكز الإرشاد الزراعى فى القرى والمراكز أصبحت خاوية على عروشها منذ أكثر من 10 سنوات، وهو الأمر الذى أسف له نظراً لأهمية المرشد الزراعى بالنسبة للفلاح، مطالباً وزارة الزراعة بضرورة الاهتمام مرة أخرى بالمرشد الزراعى من خلال تعيين مرشدين جدد، خاصة أن هناك العديد من خريجى كليات الزراعة لا يجدون عملاً فى مجال دراستهم.

وأوضح «رشدى» أن المرشد الزراعى كان بمثابة الطبيب الملازم للفلاح، ويقطع القرى والغيطان طيلة اليوم جيئة وذهاباً، حيث كان أقل عدد للمرشدين فى القرية الواحدة اثنين، على عكس الآن، حيث أصبحت المبانى خالية بدون موظفين ولا يوجد بها أحد.


مواضيع متعلقة