«الإرشاد الزراعى» يلفظ أنفاسه الأخيرة

كتب: أحمد عصر

«الإرشاد الزراعى» يلفظ أنفاسه الأخيرة

«الإرشاد الزراعى» يلفظ أنفاسه الأخيرة

تربى على فلاحة الأرض، لم يعرف له طريقاً غيرها منذ أن كان طفلاً، يهرول فرحاً إلى «الغيط» ليمسك الفأس بيده الصغيرة، فيرفعها لأعلى قدر استطاعته ويهوى بها إلى الأرض مرة أخرى، دون أن تحدث ضربته تغييراً واضحاً فى معالمها الطينية، لم يمل من تكرار العملية مرة بعد أخرى، فلديه إصرار يدفعه إلى حرث الأرض وفق الطريقة التى سمعها من «المرشد الزراعى» حينما كان يتحدث إلى والده فى ساعات الصباح الباكر، صورة تكررت أمام عينيه كثيراً، وفى كل مرة يسترق السمع إليهما محاولاً تنفيذ تلك الوصايا التى لا تنتهى، مبتهجاً بهذا «المتعلم» الذى لم يفارقه ووالده بمجرد عقدهما النية على بدء موسم زراعى جديد، تمر الأيام والسنين ويكبر الطفل وتكبر معه يداه القابضتان على فأس أبيه، لتكفى ضربة واحدة منها لتبديل الأرض وما عليها من تحت قدميه، إلا أنه لم يعد يرى تلك الصورة المبهجة لـ«ملقّن» أبيه بعد أن تلاشت وغيرها من سبل الإرشاد الزراعى لأعوام طويلة مضت، ليشق «الفلاح» طريقه فى زراعة الأرض وحده دون معين، فيتعثر تارة ويقوم أخرى ناعياً بحزن «زمن الإرشاد الجميل». «الوطن» فتحت ملف «الإرشاد الزراعى» بعد أن أضحى صفحة طواها الزمن، واستمعت إلى الفلاحين، وناقشت الخبراء والمسئولين حول السبل التى يمكن من خلالها الارتقاء مرة أخرى بهذا الدور الذى كان رائداً فى مصر لأعوام طويلة.


مواضيع متعلقة