«الأمن الغذائى».. جمرة على كرسى الرئيس

كتب: متولى سالم

«الأمن الغذائى».. جمرة على كرسى الرئيس

«الأمن الغذائى».. جمرة على كرسى الرئيس

يكاد الرئيس المنتخب يواجه مع الشعب الذى اختاره رئيساً، فى لحظة فارقة، خطراً واحداً، البقاء بعد معركة انتصار على الجوع والعطش، أو الخروج من السلطة والتاريخ معاً، حيث تواجه مصر -ربما منذ قرون طويلة- هجمة مزدوجة من الفقر المائى والغذائى، بسبب التعديات على الأراضى الزراعية والبحيرات ونهر النيل، التى خفضت نصيب المواطن من الأرض والمياه إلى درجة غير مسبوقة. وطبقاً لتأكيدات خبراء الاقتصاد الزراعى فإن مصر تواجه أزمات خطيرة تهدد مستقبلها السياسى، بسبب فساد العقود الماضية، مما يكشف عن خسارة مصر لأكثر من 25 مليار جنيه خلال عام ونصف العام، بسبب «الانفلات الأمنى» وانعكاسه على ارتفاع معدلات التعديات على الأراضى الزراعية الذى بلغ 3٫5 فدان كل ساعة، بإجمالى 500 ألف فدان، ما انعكس على تلوث المجارى المائية ونهر النيل وفرعيه، ولم تفلح جهود الحكومة فى ملاحقة المخالفين، واستغلالهم أجواء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، وتدهور نوعية المنتجات الزراعية بسبب المخالفات، وأصبحت مصر بين نارين: الخلافات السياسية، أو ما يطلق عليه الصراع السياسى بين القوى المدنية وتيارات الإسلام السياسى، و«هشاشة» القطاع الزراعى وشح المياه، فى وقت يؤكد فيه خبراء ومسئولون أن على الرئيس محمد مرسى أن يعلم أنه لن تقوم لمصر «قائمة» دون توافق سياسى واقتصادى، بينما تضع «الوطن» هنا يدها على الملف «الشائك» الذى يتطلب تدخل الرئيس فورا، لتوفير المياه وحماية الرقعة الزراعية، ومعالجة أوجاع أكثر من 80 مليون مصرى ينتظرون «طوق النجاة»، قبل أن تطيح ثورة الجياع به وبهم. أخبار متعلقة: التقارير الرسمية: التعديات على الأراضى الزراعية بعد الثورة 421 ألف حالة وزير الرى الأسبق: الوضع المائى «حرج جداً».. وسياستنا فى ملف النيل «ردود أفعال» خبير دولى: مصر تفقد 3.5 فدان من الأراضى الزراعية كل ساعة