"قصص مخابراتية"| "السرية العلنية".. "تكتيك" المخابرات لحرب أكتوبر

كتب: سمر صالح

"قصص مخابراتية"| "السرية العلنية".. "تكتيك" المخابرات لحرب أكتوبر

"قصص مخابراتية"| "السرية العلنية".. "تكتيك" المخابرات لحرب أكتوبر

"السرية العلنية" رغم التناقض الواضح بين الكلمتين إلا أنهما كانا سر الاستعداد الخاص بالمخابرات المصرية لحرب أكتوبر، واللاتي أوضحهما الدكتور نبيل فاروق في سلسلة مقالاته البوليسية.

"فضيحة القمح الفاسد ووباء التيتانوس" كانا حجر الأساس لتنفيذ هذا التكنيك، ففي نهايات عام 1972 ذاع خبر فساد مخزون القمح في مصر، وأخذت أصابع الاتهام تشير إلى كبار المسؤولين في الدولة المصرية، وتداولت وكالات الأنباء العالمية هذا الخبر الذي سخر منه المسؤولين الإسرائيليين.

ومع إشراق شمس أحد الأيام، وأمام عدسات المصورين وأعين الصحفيين من حول العالم تم إعدام صوامع القمح الفاسدة، وفي الحقيقة ما تم حرقه هو قش الأرز وليس مخزون القمح المصري.

ثم جاءت المفاجأة التي واجهت رئيس قسم الجراحة، في مستشفى قصر العيني، في منتصف عام 1973م، وهي كلمات التقرير، الذي وصله من المعامل المركزية لوزارة الصحة تؤكد وجود ميكروب التيتانوس في قسم الجراحة بالمستشفى، أغلق على إثره قسم الجراحة بالمستشفى.

ولأن الميكروب الخطير يمكن أن ينتشر في أقسام أخرى من المستشفى، بدأت عملية إخلاء باقي أقسام المستشفى، وسط ضجيج إعلامي كبير، وصف بأنه فضيحة طبية على كل المستويات، ما يؤكد للعدو أن مصر لا يمكن أن تخوض حربا، وهي مهلهلة إلى هذا الحد.

ثم جاءت اللحظة الفاصلة، واندلعت الحرب وكانت معظم مستشفيات مصر خالية، نظيفة، مستعدة لاستقبال الجرحى والمصابين.

ومن ضمن خطة الخديعة، قبل الحرب بأيام قليلة نشرت الصحف صورة للرئيس السادات ورجال القوات المسلحة وبدى على ملامحهم هدوء واسترخاء من لا يستعدون أبدا لشن الحرب.

وفي خديعة أخرى، نشرت صحيفة قومية، خبرًا تعلن فيه القوات المسلحة المصرية عن فتح باب عمرة رمضان، لضباط وضباط صف القوات المسلحة، بما يؤكد استحالة اندلاع حرب وقت إرسالهم لأداء العمرة.

إضافة إلى خبر آخر عن زيارة متوقعة للأميرة الإنجليزية مارجريت إلى مصر، في السابع من أكتوبر، عام 1973م، وبالفعل، حضر بعض رجال المخابرات البريطانية إلى مصر، واجتمعوا برجال المخابرات العامة لتنسيق الزيارة، وتحديد خطوط سيرها رغم وهمية الخبر.

ولأن العدو استخدم المنطق في حساب هذه الأمور والتعامل معها، فقد اختلّت حساباته وخسر اللعبة ونجح الجيش المصري في معركة ستظل محفورة في أذهان الجميع.


مواضيع متعلقة