نصر حامد أبوزيد.. أحضان العودة من المنفى على ضفاف النيل

كتب: رحاب لؤى

نصر حامد أبوزيد.. أحضان العودة من المنفى على ضفاف النيل

نصر حامد أبوزيد.. أحضان العودة من المنفى على ضفاف النيل

14 عاماً مرت على تلك الصورة التى التقطها أحدهم للكاتب وائل عبدالفتاح أثناء اندماجه فى حديث عميق مع الراحل الدكتور نصر حامد أبوزيد، أستاذ الدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، خلال الاحتفال بعودته فى نادى أعضاء هيئة التدريس، على النيل فى يوليو من عام 2003.

كان نصر عائداً لتوه من «المنفى» وكان الأمر عصياً على استيعاب وائل الذى شعر بالكثير من الغرابة حين قرأ الخبر على صفحات الجرائد «نصر أبوزيد فى القاهرة»، أستاذ الجامعة الذى قامت الدنيا ولم تقعد بسبب أبحاثه فى جامعة القاهرة عن المناهج الجديدة فى دراسة النص الدينى التى قدمها عام 1993 للترقى إلى درجة الأستاذ فجرى اتهامه بأنه «مرتد» ليكتمل الأمر بدعوى التفريق بينه وبين زوجته وزميلته الدكتورة ابتهال يونس، أستاذة الأدب الفرنسى بجامعة القاهرة.

لا ينسى الكثيرون كيف خرج نصر فى التاسعة والنصف مساء 23 يوليو 1995 من بيته فى الحى المتميز بمدينة 6 أكتوبر إلى مطار القاهرة ومنه إلى أمستردام، لتبدأ رحلة الغربة التى انتهت فى 2003، مكالمة تليفونية بين وائل ونصر قبيل اللقاء يحكى عنها عبدالفتاح قائلاً «ذكرت نصر أنه خرج فى يوليو وعاد فى يوليو وعيد ميلاده فى يوليو، ذلك الشهر الخطير والمهم فى العالم العربى كله، كان نصر يضحك وهو يردد الاسم الأسطورى لشهر يوليو: «تموز» الذى يعنى إله الخصوبة عند الإغريق».

انتهت المكالمة ليأتى وقت اللقاء يوم الخميس الموافق العاشر من يوليو، عقب سبع سنوات بالتمام والكمال من الخروج المرير، يروى عبدالفتاح «كان نصر رومانسياً وهو يصف أحواله فى ليل هولندا، كان يقول لى إن الوطن ينهض بقامته ليتمدد فى كل شرايين الليل بأحلامه وكوابيسه، الموتى الذين لم يغادروا دورة زماننا، والأحياء الذين فقدوا صلاحيتهم منذ عقود، يلتقون جميعاً فى أحلامه وكوابيسه كأنهم على موعد»، لم يكن الأستاذ المثير للجدل يحب كلمة «العودة» لأنها تعنى أنه استأذن من أحد قبل أن يدفع ثمن تذكرة الطائرة ويقرر الوقوف أمام شباك الجوازات فى مطار القاهرة، وهذا لم يحدث، كما لم تحدث من قبل أن بذلت أى مؤسسة من مؤسسات الدولة وفى مقدمها الجامعة أى مجهود لكى يعود نصر أبوزيد إلى بلده «بل إن جامعة القاهرة لم ترسل له وتستفسر عن الرسائل العلمية التى كان يشرف عليها، واكتفت بأن نقلت الإشراف إلى أستاذ آخر ما جعل نصر يشعر بالغربة مع الجامعة ويكتفى فقط بإنهاء الأوراق الروتينية لأستاذ وصل إلى السن القانونية ويريد تسوية أوضاعه الوظيفية» على النيل كان ثمة الكثير من الأحضان والضحك والنقاشات والذكريات وسط حالة من السعادة الغامرة من الأصدقاء والمحبين بذلك الدفء الذى شاع فى الأجواء.


مواضيع متعلقة