حريق سوق إمبابة يلتهم "فرحة رمضان".. "الوطن" ترصد تفاصيل الحادث

حريق سوق إمبابة يلتهم "فرحة رمضان".. "الوطن" ترصد تفاصيل الحادث

حريق سوق إمبابة يلتهم "فرحة رمضان".. "الوطن" ترصد تفاصيل الحادث

عقارب الساعة كانت تشير إلى العاشرة صباح أمس، بدأ عدد من الباعة وأصحاب المحال بسوق الملابس والفاكهة في منطقة المنيرة الشرقية بإمبابة شمال محافظة الجيزة يعرضون البضاعة.. ويهنئون بعضهم البعض بحلول شهر رمضان الكريم، وما هي إلا دقائق وتصاعدت أعمدة دخان من محل ملابس وتحولت السوق إلى جحيم.. وسرعان ما امتد الحريق الى باقي المحال وأسفر عن 45 محلا وباكية.. وحول السوق الذي يقع مساحة 1200 متر إلى رماد..

علامات ذهول وصدمة اعتلت وجوه أصحاب المحال والبضائع المحترقة مرددين جميعا كلمات "بيوتنا اتخربت.. هنأكل عيالنا منين.. بضاعة العيد اتحرقت.. ربنا يعوض علينا".

وقال محمد حمدي، 33 عاما، صاحب محل ملابس وأحد المتضررين: "مش معانا جنيه دلوقتي نديه لعيالنا هناكلهم ونشربهم منين فاضل إيه في السوق بيوتنا اتخربت.. البضاعة كلها اتحرقت.. بضاعة العيد كمان"، وأضاف قائلا: "كابل كهرباء ضرب في شارع المنيرة الرئيسي والشرز تطاير لأعلى وحرق كمية ملابس معلقة والحريق امتد للأمام ناحية شارع الجامع وحرق حوالي 10 محال كله ده في أقل من ساعة.. وفضلنا نحاول نسيطر على الحريق مع ضباط الحماية المدنية وفضلنا حوالي 3 ساعات لحد ما اتحرق أكتر من 45 محل والخسائر لا تقل عن 30 مليون جنيه".

وبدوره، قال بائع آخر: "الحمد لله إني لحقت أخرج أخويا اللي كان نايم تحت الفرش (حي).. لسه بنقول يا فتاح يا عليم.. النار ولعت في السوق محدش لحق يخرج بضاعته أنا يا دوب خرجت أخويا اللي نايم تحت الفرش بالعافية"، وأنهى كلامه قائلا: "النار كانت ماشية زي القطر بتاكل اللي في وشها".

وقال مصدر أمني إن حريق السوق امتد إلى عقار تتخذ نقطة المنيرة الشرقية من الطابق الأول مقرا له، حيث أدت النيران إلى سقوط كمية من الأخشاب من أعلى سطح العقار كما اضطرت القوات إلى إزالة جانب من النقطة لإخماد النيران.

بدأت أحداث الواقعة بورود إخطار من شرطة النجدة للواء هشام العراقي، مدير أمن الجيزة، باشتعال النيران في سوق إمبابة القديم وعلى الفور انتقلت قوات الشرطة تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الادارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبد التواب مدير الجنائية، والمقدم محمد ربيع رئيس مباحث إمبابة، وانتقلت 6 سيارات إطفاء إلى مكان الحريق وتم الاستعانة بـ8 آخرين ليصل عدد السيارات المشاركة في محاولة الإطفاء إلى 14 سيارة، ونظرا لكبر مساحة الحريق على مساحة 60 مترا وسرعة انتشاره لضيق المساحات بين المحال تم الاستعانة بـ16 سيارة أخرى ليصل عدد سيارات الإطفاء إلى 30 سيارة وتم السيطرة على الحريق بعد 3 ساعات من محاولة إخماده.

وقال مصدر أمني إن الإشغالات تسببت في تعذر وصول سيارات الإطفاء لموقع الحريق، بشكل سريع، وهو ما أدى إلى امتداد النيران للمحال وعربات الفاكهة والخضراوات الخاصة بالباعة، وتصاعدت الأدخنة وغطت سماء المنطقة فأزال أصحاب المحال، العديد من الأشكال والتندات العشوائية، للسماح لسيارات الإطفاء بالدخول لموقع الحريق في محاولة لإخماد النيران وامتدت النيران لعقارين بمنطقة سوق الفاكهة والملابس، ما أسفر عن احتراقهما.

وأضاف المصدر أن سبب الحريق ماس كهربائي، بسبب كثرة توصيلات المحال العشوائية داخل السوق ونجحت قوات الحماية المدنية في مد 12 فرع مياه من أعلى المحال وصولا إلى الحريق ومنع امتداده إلى السوق بالكامل الذي يقع على مساحة أكثر من كيلو متر، وتم السيطرة على النيران وإنهاء عمليات التبريد بعد قرابة 3 ساعات من اشتعالها.

وأضاف المصدر أنه أثناء إخماد الحريق تم فصل الكهرباء والغاز الطبيعي عن المنطقة بالكامل لمنع وقوع كارثة.

انتقل اللواء كمال الدالي محافظ الجيزة، إلى مقر الحريق ووجَّه باتخاذ الإجراءات اللازمة لحصر الخسائر التي قدرت مبدئيا بقرابة 30 مليون جنيه حسب الأقوال والمناقشات المبدئية لأصحاب المحال المحترقة.

وتحرر محضر بالواقعة وأخطر المستشار محمد عبدالسلام، المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وانتقل فريق من نيابة إمبابة، وأجرت النيابة معاينة تصويرية لمكان الحادث وأمرت بندب خبراء الأدلة الجنائية لبيان سبب الحريق، وأمرت النيابة باستدعاء أصحاب المحال المحترقة لسماع أقوالهم حول ملابسات الحادث وكيفية حدوث الحريق والخسائر التي تسبب بها وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.