"أوبك" تتجه لتمديد اتفاق خفض إنتاج النفط لتحسين الأسعار

كتب: أ ف ب

"أوبك" تتجه لتمديد اتفاق خفض إنتاج النفط لتحسين الأسعار

"أوبك" تتجه لتمديد اتفاق خفض إنتاج النفط لتحسين الأسعار

يتوقع أن يمدد المنتجون في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وخارجها اليوم، اتفاقا لخفض الإنتاج في محاولة لرفع أسعار الخام، وهو ما قد يفسده منافسوهم في الولايات المتحدة.

وفي نوفمبر العام الماضي، اتفق أعضاء أوبك على خفض الإنتاج بـ1.2 مليون برميل يوميًا.

والشهر التالي، اتفقت عدة دول من خارج الكارتل، بينها روسيا، مع أوبك على خفض إنتاجها بـ600 ألف برميل يوميا.

وكان الهدف خفض الفائض في الإنتاج الذي تسبب بتراجع سعر النفط من أكثر من 100 دولارًا للبرميل عام 2014 إلى نحو 25 دولارًا في بداية عام 2016.

وفيما لقي التراجع في الأسعار ترحيبا في أوساط الشركات والمستهلكين، إلا أنه أحدث فجوة في اقتصادات الدول المنتجة للنفط، بينها دول الخليج الثرية.

وكانت فنزويلا بين أكثر الدول المنتجة للنفط تأثرا، حيث تفاقمت أزمة البلاد مع تجاوز معدلات التضخم المئة فيما خيم شبح الإفلاس، ما أشعل موجة من العنف قتل على إثرها حوالي 50 شخصا.

ومنذ ديسمبر، استعاد خام برنت "برميل النفط المرجعي" عافيته حيث ارتفع سعر البرميل إلى أكثر من 54 دولارا من حوالي 46، رغم أنه انخفض إلى ما دون 50 دولارًا عدة مرات خلال هذه الفترة.

وشكل الاتفاق كذلك تحولا جذريًا في سياسات اوبك التي اتفقت عليها دول متنافسة إقليميا مثل السعودية وإيران، فسمح لايران التي بات بإمكانها استئناف تصدير النفط بعد رفع العقوبات التي فرضت عليها على خلفية برنامجها النووي مطلع عام 2016، بمواصلة زيادة انتاجها.

وتنتهي صلاحية الاتفاق بتاريخ 30 يونيو، إلا أن معلومات الجرد تشير إلى استمرار وجود فائض عالمي.

والأسبوع الماضي، دعمت كل من السعودية وروسيا، منتجي النفط الأكبر بين الـ24 المشاركين في الاتفاق واللتان تختلفان سياسيا بشأن العديد من القضايا، تمديده حتى أبريل 2018.

وأمس، أوصت لجنة مشتركة مكونة من ست دول من داخل وخارج اوبك بالتمديد، وهو ما يتوقع أن يقره اجتماع الخميس في فيينا. لكن دول "أوبك" وباقي المنتجين يواجهون خطر تحولهم إلى ضحايا نجاحهم بسبب منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة غير المنضمين إلى الاتفاق، ففي السابق، تمثلت استراتيجية المنتجين في أوبك بضخ النفط بكامل طاقتهم لدفع الأسعار إلى الانخفاض وهو ما يصعب الأمور على الأمريكيين الذين يستفيدون من ارتفاع الأسعار.

وعندما وصلت أسعار النفط إلى القاع عام 2016، أعلنت العديد من الشركات في الولايات المتحدة إفلاسها. ولكن الكثير منها عادت إلى السوق لتثأر بفضل ارتفاع الأسعار مؤخرا.

وارتفع الانتاج في الولايات المتحدة بـ850 ألف برميل إضافي يوميا مقارنة بالانخفاض الذي شهده عام 2016 فبلغ حاليا 9,3 مليون برميل يوميا، وهو رقم غير بعيد عن الرقم القياسي الذي سجل عام 2015.

وفي هذا السياق، قال فالنتين بيسات من مجموعة "ميرابو" لإدارة الأصول لوكالة "فرانس برس"، إن هذا يظهر أن أوبك "فقدت بعض قدرتها على تثبيت أسعار" النفط.

ومن ناحيتهم، أشار محللو مصرف "كومرزبنك" إلى أن تنامي سيطرة منتجي الولايات المتحدة على حصص إضافية في السوق، قد يؤرق بعض أعضاء اوبك ويدفعهم إلى استئناف زيادة الإنتاج.

ورجح المصرف الألماني أن "تخف وتيرة تخفيض الفائض" في الإنتاج.

وأضاف أن "خيبة الأمل الناتجة عن ذلك ستضغط بلا شك على أسعار النفط مجددا، ولذا نتوقع انخفاض السعر إلى ما دون 50 برميلا يوميا بحلول نهاية العام".

ويوافق الكسندر آندلاور من شركة أبحاث "ألفا فاليو" الرأي موضحًا أنه باعتقاده "ندخل في مرحلة من انخفاض أسعار النفط على نحو مستدام".

وأضاف أنه "في نظرنا، لن تعود أوبك قادرة على المحافظة على الأسعار عند 55 دولارا للبرميل أو أكثر،" معتبرًا أن الطريقة التي تنظر فيها المنظمة إلى السوق باتت "قديمة".


مواضيع متعلقة