«الشيخ سلطان» فى الأقصر.. منارة «كتاتيب» تحفيظ القرآن

«الشيخ سلطان» فى الأقصر.. منارة «كتاتيب» تحفيظ القرآن
القرية المباركة أو «قرية أهل القرآن» هكذا أطلق أبناء الأقصر هذه الأسماء على قرية «الشيخ سلطان» نظراً لوجود عدد هائل من أبنائها يحفظون القرآن ويحظون بمكانة مرموقة بين أبناء المحافظة، كما أن القرية بها عدد كبير من الكتاتيب التى تتمتع بالكثير من طابعها القديم حتى الآن، وتتميز القرية بوجود الكتاتيب النسائية التى تقوم عليها فتيات فى عمر الزهور، حفظن القرآن قبل الخامسة عشرة من عمرهن ليحفظن أمهاتهن وأقاربهن مالم يتمكن من حفظه فى الصغر.
«الشيخ سلطان» التى يبلغ عدد سكانها نحو 5 آلاف نسمة تتبع إدارياً مدينة الطود التاريخية بجنوب الأقصر وهى المدينة التى عرفت قديماً بمدينة الإله منتو «إله الحرب» وتبعد عن مدينة الأقصر بنحو 25 كيلو متراً.
محمود الشافعى أو «الشافعى الصغير» كما يطلق عليه أصدقاؤه، طالب فى السنة الثالثة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، يقوم بإحياء الحفلات القرآنية وهو مثل الكثير من أبناء القرية حفظ القرآن فى سن صغيرة وبالتحديد قبل أن يبلغ الحادية عشرة ونجح فى ختمه مرات عديدة. محمود يقضى إجازته فى مساعدة أصحاب الفضل عليه من مشايخه الذين قاموا بتحفيظه فيقوم بمساعدتهم فى تحفيظ الأطفال والمراجعة لهم والإشراف عليهم. الشافعى يؤكد أن الكتاتيب تغيرت نسبياً خلال السنوات الماضية، إذ حرص شيوخ الكتاتيب على تطوير أساليب التلقين والتعليم فيها، مع المحافظة فى نفس الوقت على خصوصيتها وثوابتها، لذلك اندثرت واختفت الألواح المعدنية التى كان يكتب عليها بالحبر الأسود، وكانت تساعد فى إتقان الأطفال للخط العربى، كما اختفت «الفلكة» التى كانت تمثل رعباً وعقاباً شديداً للمتخاذلين من الأطفال، إلا أنه استبدل بها عصا تقلـيدية لتهذيب الأطفال المشاغبين، كما اختفى دور «العريف» تماماً وهو مساعد الشيخ الذى كان ينوب عنه فى غيابــه ويقـوم بإدارة الكُتاب ويجمع الأجرة من التلاميذ التى كانت تسمى «الجراية» وكانت تدفع شهرياً أو سنوياً، حسب الاتفاق الشفهى المبرم بين ولى أمر الطفل والشيخ، وكانت عبارة عن حبوب وغلال وأرطال من اللحم.
وعن اتجاهه لتلاوة القرآن فى الحفلات الدينية والمناسبات أكد «الشافعى» أن حبه للقرآن ولمشاهير القراء منذ صغره جعله يقوم بتقليدهم، حتى تحولت هذه الهواية إلى مهنة، سيحاول التفرغ لها بعد انتهاء دراسته فى الأزهر بجوار تحفيظ القرآن، موضحاً أن كتاتيب الأقصر كانت سببـاً مباشراً فى نجاح عدد كبير من مشاهير دولة التلاوة القرآنية فى مصر، منهم صوت مكة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ أحمد الرزيقى رحمهما الله.