أوراقهم تحكي| عباس العقاد يحكي قصة "كوفيته" وشائعات طاردته

كتب: هبة وهدان

أوراقهم تحكي| عباس العقاد يحكي قصة "كوفيته" وشائعات طاردته

أوراقهم تحكي| عباس العقاد يحكي قصة "كوفيته" وشائعات طاردته

"أنا".. هكذا عنون عباس محمود العقاد مذكراته، التي بدأها بتصحيح الصورة التي عرفها عنه الآخرون، فأقسم أنه لا يعرف الرجل الذي يتحدثون عنه، وأنه ليس الرجل الصارم الذي لا تفتر شفتاه بابتسامة، مفرط الكبرياء والقسوة والجفاء، وأنهم ظلموه عندما وصفوه بأنه رجل لا سلطان للقلب والعاطفة عليه، وأنه عندما دخل السجن طلب من الطبيب أن يمارس الرياضة في وقت غير الذي تنصب فيه آلة الجلد لعقوبة المسجونين، فاندهش الطبيب وقال له ما كنت أتخيل أن أسمع مثل هذا الطلب من العقاد "الجبار".

يذكر "العقاد" في مذكراته قصة "الكوفيّة"، التي لازمته طيلة حياته، واستخدمتها الصحف آنذاك كمادة فكاهية، قائلا إنها جاءت بعد تعرضه لوعكة صحية أصابت حنجرته بمرض خطير، شفي منه بمعجزه إلهية، فما كان من الأطباء الا أن ألزموه بارتداء "الكوفية" في الشتاء والصيف، حتى أوشكت أن تكون علامة من علامات تحقيق الشخصية قبل الملامح والأعضاء.

"العقاد" لم يكن اسم العائلة، يسأل الاديب في مذكراته: "هل يعرف أحد من أين لي باسم العقاد، فيذكر أن جد جده لأبيه كان من أبناء دمياط، وكان يشتغل بصناعة الحرير، ثم اقتضت متطلبات العمل أن ينتقل إلى المحلة الكبرى، ويتخذها مركزا لنشاطه، ومن هنا أطلق عليه الناس اسم (العقاد) أي الذي "يعقد" الحرير.

تطرق العقاد إلى الشائعات التي كانت تحوم حوله في مذكراته، فالجميع كانوا يؤكدون أن والدته سيدة سودانية اسمها "بخيته السودانية"، الا أنه نفى ذلك وقال إنه لم يسلم من الشائعات، فخرج من أكذوبة أمه لأكذوبة زوجته، التي قالوا حينها إنه يهملها ويتركها تتسكع في الطرقات، فسخر منهم في مذكراته، قائلا: "لم تكن لي زوجة قط حتى تتسكع في طريق أو في بيت!".

تحدث الأديب في مذكراته، قائلا إنه كان على الأرجح أول موظف مصري استقال من وظيفة حكومية بمحض اختياره، ليلتحق بالصحافة، يوم كانت الاستقالة من الوظيفة والانتحار في طبقة واحدة من الغرابة، لأن الوظيفة كانت معيشة وشرفا ومزية اجتماعية.

تناول "العقاد" مجموعة من الاعترافات في مذكراته، فذكر أنه شخص انطوائي، لكنه خال من العقد النفسية، وورث الصفة من والديه، وقال أيضا إنه كان من الزاهدين في البذخ، ويفضل قراءة مقالاته قبل التطرق لكتب ومقالات الآخرين، كما اعترف بأنه يحب الشهرة والخلود.


مواضيع متعلقة