سعد الدين إبراهيم: «القومى لحقوق الإنسان» شبه حكومى وأداؤه «باهت».. وقانون الجمعيات الأهلية «مشبوه»

سعد الدين إبراهيم: «القومى لحقوق الإنسان» شبه حكومى وأداؤه «باهت».. وقانون الجمعيات الأهلية «مشبوه»
- أموال المساعدات
- ابن خلدون
- التضامن الاجتماعى
- التمويل الأجنبى
- الجمعيات الأهلية
- الحياة السياسية
- الدكتور سعد الدين إبراهيم
- الدول الإسكندنافية
- الدول المتقدمة
- الرئيس الأسبق
- أموال المساعدات
- ابن خلدون
- التضامن الاجتماعى
- التمويل الأجنبى
- الجمعيات الأهلية
- الحياة السياسية
- الدكتور سعد الدين إبراهيم
- الدول الإسكندنافية
- الدول المتقدمة
- الرئيس الأسبق
قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن المجتمع المدنى فى مصر يشهد حالة من الشد والجذب بينه وبين الدولة، وأكد أن منظمات المجتمع المدنى ضرورة لصبغ أى نظام حاكم بالشرعية، مشدداً، فى حواره لـ«الوطن»، على أن المجتمع المدنى هو من قام بثورة 25 يناير، وهو لا يعنى المنظمات فقط، وإنما كل إرادة حرة صادرة من قوى شعبية مدنية فى الشارع، وأكد أن ظاهرة التخوين ظاهرة أصيلة وقديمة قدم الإنسان، وشدد على ضرورة تمكين الشباب وإعادة دمجهم فى العمل العام، لأن مجتمعاً بلا مشاركة من الشباب مقدر له الفشل، فالشباب هو نصف الحاضر وكل المستقبل، ودون مشاركته لا مستقبل لمصر.. وإلى نص الحوار:
■ فى البداية، كيف ترى واقع المجتمع المدنى فى مصر؟
- المجتمع المدنى يمر بمرحلة صراع فى الوقت الحالى، وهذا الصراع جزء منه مكشوف، وهناك جزء آخر تحت السطح، الفكرة أن الدولة إذا كانت متسامحة معه فهذا تسامح على مضض، وربما خشية من الانتقادات الخارجية.
{long_qoute_1}
■ وهل هناك خطر من المجتمع المدنى على أى نظام حاكم؟
- لا يوجد خطر، بل على العكس، المجتمع المدنى هو وسيلة لدعم مصر ككل، مصر الوطن، ودعم شرعية النظم السياسية والاجتماعية الموجودة حالياً، إنما هذا غير مفهوم للمؤسسة الحاكمة، فالدولة تحكم وتتحكم ولا تريد أى صوت مخالف.
■ كيف تصف قانون الجمعيات الأهلية الأخير الذى صدر عن البرلمان؟
- هذا قانون مشبوه لبرلمان مشبوه، وهو الجوقة التى تردد نشيد وزارة الداخلية، فالدولة لديها برلمان ملاكى، حسب الطلب، يسارع بتنفيذ التوجيهات ويصدر قوانين تقيد الصحافة والقضاء والمجتمع المدنى، دون الأخذ برأى المخاطَبين بهذه القوانين، وهم أصحاب الشأن بالأساس، وبالتالى لدينا خياران إما أن الدولة تأخذ هذه القوانين وتحاول أن تطبقها وتنفذها بشكل مستبد، أو أن المجتمع المدنى يتجاهل الدولة، ويمضى فى حياته كأن هذه القوانين غير موجودة، وهذا ما نفعله نحن فى مركز ابن خلدون، لا نعترف بالقانون، نحترمه ولكن لا نعترف به ولا نعيره اهتماماً.
■ متى تنتهى أزمة التمويل «الأجنبى»؟
- المجتمع المدنى كان يعتمد على هذا التمويل الأجنبى وفى الوقت نفسه هناك قيود على جمع تبرعات من الداخل، ولا يتم جمع هذه التبرعات إلا عن طريق وزارة التضامن الاجتماعى، والتى تتخذ القرار على أساس تحريات الأمن، وهنا أريد أن أقول لا يوجد دليل واحد على تنفيذ المجتمع المدنى لأجندات أو مخططات مخالفة للقانون، ولا توجد قضية تخابر واحدة للمجتمع المدنى.. هذا أمر، والأمر الثانى أن الدولة نفسها تتلقى مساعدات أجنبية من 5 لـ7 مليارات دولار من دول مختلفة، فلماذا تُحلله الدولة لنفسها وتحرمه على المجتمع المدنى، وكأن المسئولين فى الدولة أكثر وطنية من نشطاء المجتمع المدنى.
■ ما خطورة التمويل الأجنبى على المنظمات؟
- لا توجد خطورة على الإطلاق، طالما أن هناك شفافية وقواعد تنظم هذا الأمر فلا ضرر منه. {left_qoute_1}
■ وهل تدعم الدولة المجتمع المدنى مادياً؟
- لا، الدولة تضيّق على المجتمع المدنى ولا تدعمه، ولكنها تدعم المنظمات -الحكومية غير الحكومية- فهناك جمعيات تابعة لرموز الحكم أصلاً ولهذا تدعمها الدولة.
■ كيف تقيّم أداء «القومى لحقوق الإنسان»؟
- مؤسسة شبه حكومية، وأداؤه باهت، ولا يوجد له وجود إلا على صفحات الجرائد، وأى منظمة يُعين رؤساؤها بقرار من رئاسة الجمهورية أو رئيس الوزراء فإن هذا يضع مسافة إن لم يخلق جفوة بينهم وبين من يخدمونهم أو يمثلونهم، والدليل على ذلك أننى لم أُدْعَ على الإطلاق لعضوية أو حتى اجتماعات هذه المنظمات على الرغم من أننى مؤسس أقدم منظمة مجتمع مدنى فى مصر. والخلاصة أن هذه المنظمات لا تعدو كونها واجهة للحكومة، والنظام يتخيل أنه بهذه المؤسسات سيقلل من الانتقادات الموجهة إليه فى الخارج.
■ المجتمع لديه صورة سلبية عمّا يعرف بالمجتمع المدنى.. إلامَ تُرجعها؟
- الإعلام سوق هذه الأمور، ولا توجد لدينا وسيلة للدفاع عن المجتمع المدنى والرد على هذه الاتهامات إلا من خلال الصحافة ووسائل الإعلام التى تهتم بهذه الأمور، وليس لدينا ما نخشاه أو نخفيه، ونحن من أدخلنا مصطلح الشفافية فى اللغة السياسية فى مركز ابن خلدون، ونعمل من هذا المنطلق، ولكن نريد أن تجيب علينا السلطة وبشفافية مشابهة، أين تذهب أموال المساعدات الخارجية.
■ ومتى كان العصر الذهبى للمجتمع المدنى؟
- الحقبة الذهبية للمجتمع المدنى فى مصر كانت من 1922 إلى 1952، تعرض بعدها المجتمع المدنى لأساليب مختلفة من التضييق، واختلاق قضايا كما حدث معى أواخر التسعينات، ولم تشفع لى علاقتى الطيبة مع زوجة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فعندما يتعلق الأمر بالسلطة لا يوجد مكان للعلاقات، والمشكلة أن البعض تعود على السمع والطاعة وتنفيذ الأمر، ولكن المجتمع المدنى مختلف ومتنوع وقائم على هذا الأساس، وهذا لا يتوافق مع نظام الحكم.
■ هل تقول إن المجتمع المدنى تُمارَس عليه ضغوط منذ 65 عاماً لم تشهد أى انفراجة؟
- ليس تماماً، ففى الحقبة الليبرالية إبان حكم الرئيس السادات كان هناك هامش من الحرية، لأن الرجل أراد أن يسوّق عصره على أنه أكثر حرية من سابقه، ولهذا سمح بقدر كبير من الحرية.
■ وما أثر ثورة 25 يناير على عمل المجتمع المدنى فى مصر؟
- دعنى أتساءل، من الذى قام بالثورة من الأساس، ودعنى فى الوقت نفسه أجيب: المجتمع المدنى هو من صنع الثورة، وهذا يدفعنا لتعريف المجتمع المدنى للتوضيح، فأقول هنا إن المجتمع المدنى هو أى مبادرات بالإرادة الحرة لأصحابه، ولا يعنى هذا أن منظمات بعينها قامت بالثورة ولكن الثوار هم المجتمع المدنى، ولكن للأسف الشباب الذى قام بثورة مجيدة أبهرت العالم كله شاهَد اختطاف تلك الثورة العظيمة، ثلاث مرات؛ الأولى من المؤسسة العسكرية، والثانية من الإخوان، والثالثة عادت للمؤسسة العسكرية، وهذا ما يفسر عزوف عدد كبير من الشباب الذى أصبح يعانى من حالة قرف، وإحساس بعدم الجدوى من المشاركة فى الحياة العامة.
■ هناك انتقادات من الدولة لأداء منظمات المجتمع المدنى.. وهناك من يخون مصر بتقاريره.
- أختلف معك فى أنها ظاهرة جديدة، فهذه ظاهرة تعود إلى ما قبل ثورة 1952، فقد اعتادت الفصائل أن تتهم بعضها بأنهم من أعوان الاحتلال، أو أعوان الشيوعية الروسية، أو حتى الانتماء للقصر، وبالتالى لا ينبغى أن نعطيها أكبر من حجمها، فهى ظاهرة سياسية عادية، وأنا ذكرت فى آخر لقاء تليفزيونى لى أن من معه دليل على الاتهامات بالتخوين والعمالة فليأتِ بها، ولكن كما أسلفت، لا يوجد دليل واحد على هذه الاتهامات، وتعرضت لأزمة مشابهة عام 2003، وصدر حكم تاريخى ببراءتى وإدانة النظام حينها.
■ هل حاولت التواصل مع الرئاسة لخلق نوع من التقارب بينها وبين المجتمع المدنى؟
- لم أتواصل مع الرئيس السيسى، ولم يدعُنى أحد لشىء، وأنا لم أطلب مقابلة أحد، وتستطيع القول إن هناك نوعاً من التعايش، والرئيس السيسى هو أول رئيس لم أقابله، فقد التقيت كل الرؤساء منذ عهد نجيب، ولم يدعُنى الرئيس السيسى لأى شىء.
■ هل تعتبر الأمر تجاهلاً أم اعتماداً على الطاقات الشابة؟
- أتمنى أن يكون هذا اعتماداً على الطاقات الشابة، لأننا جيل يودع الحياة، ولكن الرئيس وحده من يستطيع الإجابة عن هذا السؤال.
■ وكيف ترى مؤتمرات الشباب التى يعقدها الرئيس السيسى بشكل دورى؟
- الرئيس السيسى يعقد مؤتمرات للشباب، ونتمنى أن تؤتى هذه المؤتمرات ثمارها، ويعود الشباب لممارسة العمل العام، لأن مجتمعًا بلا مشاركة الشباب مقدر له الفشل، وليكن لنا فى نجاح شاب فرنسى بالرئاسة نبراس أو أمل أن يعود شبابنا للمشاركة القوية فى الحياة السياسية، لأن الشباب هو نصف الحاضر وكل المستقبل، وبلا مشاركة الشباب فلا مستقبل لمصر.
■ برأيك.. متى يكون النظام الحاكم داعماً لجهود المجتمع المدنى؟
- عندما يكون النظام يتمتع بشرعية حقيقية، ولديه ثقة فى نفسه، ومنتخباً انتخاباً حراً تحت رقابة داخلية أو خارجية، هنا فقط يشعر النظام بالثقة فى نفسه، ويتعامل مع المجتمع المدنى بندية وليس بعداوة، مثل الدول المتقدمة، فهناك ثلاث صور للتعامل مع المجتمع المدنى، الأولى هى الصورة العدائية الموجودة فى مصر، والثانية حيادية مثل إنجلترا وفرنسا، والثالثة التحالف مع المجتمع المدنى وإسناد بعض المهام الرسمية ووظائف الدولة له، وهى الصورة السائدة فى الدول الإسكندنافية، مثل السويد والنرويج. ولذلك أصبح المجتمع المدنى أكثر كفاءة من الحكومة، وهو ما دفعها لإسناد بعض وظائفها لمنظمات المجتمع المدنى، مثل رعاية المعوزين والمعاقين والمرأة والمهاجرين، فالمجتمع المدنى أكثر قدرة فى التعامل مع هذه الأمور أكثر من البيروقراطيات الحكومية.
- أموال المساعدات
- ابن خلدون
- التضامن الاجتماعى
- التمويل الأجنبى
- الجمعيات الأهلية
- الحياة السياسية
- الدكتور سعد الدين إبراهيم
- الدول الإسكندنافية
- الدول المتقدمة
- الرئيس الأسبق
- أموال المساعدات
- ابن خلدون
- التضامن الاجتماعى
- التمويل الأجنبى
- الجمعيات الأهلية
- الحياة السياسية
- الدكتور سعد الدين إبراهيم
- الدول الإسكندنافية
- الدول المتقدمة
- الرئيس الأسبق