ع الخشبة تدمير "قواعد العشق"

معتز صلاح

معتز صلاح

كاتب صحفي

كيف تدمر رواية ناجحة باسم المسرح؟ قابلت صديقي فسألني عن دوشة مسرحية قواعد العشق الأربعون، التي يصطدم بها في كل مكان، وتكرم أحدهم بعزومتي على تلك المسرحية، سعدت جدا بالدخول الذي ذكرني بمسرح السيتينيات من حيث أناقة الملابس وجمال الوجوه وثراء الجمهور حيث تواجد وزراء سابقين وقمم للمجتمع، لكن هذا فقط ما استطاعت المسرحية تحقيقه ولنبدأ من عدم الالتزام بمواعيد المسرح ربما لحضور بعض الممثلين متاخرين؟.. عدي دي… ماشي.المسرحية تتجاهل البناء الأصلي الرواية التي تتكلم عن حب ناقدة تصل لها رواية للمؤلف أما الرواية فهي تحكي عن لقاء بين جلال الدين الرومي وشمس تبريزي بالمناسبة كان الاثنان متقاربين في العمر، لكن شمس ظهر كأنه في نهاية الأربعينات، أما جلال الدين الرومي ففي أواخر السبعينات، معلش عدي دي. اعتقدت أنها آخر مرة اطنش للمخرج شيء، لكني على مدار ساعتين نام من حولي فيهم، أغفلت عن قصد أخطاء أقلها تفشل أنجح نص، هل أتكلم عن حركة المدارس-مع احترامي وتقديري لهم- لكن حركة المسرحية تقليدية بشكل لا يمارسه مخرج مبتدئ ، فأما الدوائر المفهومة بأن الشخص حويط وثعباني الحركة أو الأقواس التي لم أراها إلا مع مسرح يوسف وهبي، هل الحركة المسرحية تطورت؟ طبعا فالحركة كأي أداة من أدوات المسرح خضعت لعدة تطورات إلى أن أصبحت الحركة مميزة باقترابها من الحياة فالشخصيات حقيقة وبالتالي الحركة تنبع من اندماج الممثل في شخصيته ، وهذا لم يحدث في مسرحية قواعد العشق أبدا، فكل ممثل يحفظ دوره يقذفه بلا اهتمام بالجمل وأحاسيس الشخصية، أنها حصة تسميع نص يا سادة ربما لو ترك الممثلين لإبداعهم لأصبحت المسرحية أحسن، يتثنى أحيانا ممثل جلال الدين الرومي في بعض الجمل، و بطل العمل بهاء ثروت في آخر مونولوج تحديدا. هل معنى هذا تميز إعداد الرواية؟.. طبعا شجاعة كبيرة للمعدة اقترابها من هذه الرواية وهي شجاعة تشكر عليها لكن اكتفت بجزء من الرواية أو بفصلين منها فقط مشهد لقاء شمس بجلال الدين الرومي و مشهد قتل شمس، والرواية ممسوخة بالشخصيات المبتورة بفعل الإعداد المقطع بلا هدف إلا الاختصار فقط. الإعداد يتقافز من موقف لموقف بلا سبب منطقي، وشخصية فجأة تصرخ بلا سبب أما الأغاني فجميلة بس لوحدها، ليست إلا زخرفة جميله جدا أبدعها المطرب الذي لم اعلم اسمه أما المطربة فتلك قصة أخرى، فشل المخرج تقسيم المسرح إلى مكعبات صغيرة لكنه كالعادة لم يدرس هذا جيدا في تعبير مسرحي بحت "المسرح واقع" يعني عدم تساوي واتزان حركة الممثلين على المسرح وطبعا المخرج أجاد في هذا فحركة الممثلين آلية مرسومة بشكل مدرسي قديم، أما عن المربعات فهي اختراع غريب فهو ثبت درويش في مربع أعلى وآخر في الأسفل وآخر في الوسط ربما لم يعرف المخرج عن الصوفية إلا القشور مجرد رقص المولوية، مكونات العرض غير سيئة في المجمل طبعا الديكور قديم جدا ولم يتعامل بفكر التكامل أو السينوغرافيا بين الديكور والإضاءة والتمثيل فالفكر الديكور قديم جدا يعتمد على اشكال إسلامية وبقع إضاءة أما الممثلات فقد سمعن الكلام بقدر استطاعتهم لكن كل منهم لم تحول الشخصية الي شخصيه حقيقيه بل إنها مجرد شخصيه مكتوبة تؤديها ممثلة وبالتأكيد خطأ المخرج، طبعا لم نتكلم عن المطربة التي هي فجأة مطربة وفجأة زوجة جلال الدين الرومي بلا اسباب أيضا. ومع موسيقى العرض وقفة لأنها ألحان عادية لا تهتم بروحانية الكلام وما ينجح الأغاني صوت المطرب الجميل لكن الألحان في وادٍ والكلمات في وادٍ آخر ، وأخطاء العرض أكثر بكثير من مزاياه وأرجو تطوع أحد بأي كتاب عن الصوفية ليقرأها المخرج ليكتشف الصوفية ليست رقص وغناء فقط ، المخرج دمر الرواية ولم يقترب من عالمها الداخلي إنما زحف على عتباتها البعيدة وطبعا لأن المسرحية تقرب من الرواية كاقترابي من مارلين مونرو قررت عدم رد العزومة.