أبو الغيط: التجارب علمت الجيش اللبناني تجنب ويلات الحرب والصراع

كتب: أكرم سامي وبهاء الدين عياد

أبو الغيط: التجارب علمت الجيش اللبناني تجنب ويلات الحرب والصراع

أبو الغيط: التجارب علمت الجيش اللبناني تجنب ويلات الحرب والصراع

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن "الجيش اللبناني مؤسسة عريقة.. مدرسة في الوطنية، وتجسيد حي لمعنى الوطن الحاضن لجميع أبنائه.. قلما يرتبط تاريخ جيش من الجيوش بالتطور السياسي والاجتماعي في بلد من البلدان كما هو الحال مع الجيش والوطن اللبناني".

وأضاف خلال كلمته في المؤتمر الإقليمي السابع الذي ينظمه مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية بالجيش اللبناني، أن "الجيش أيضاً مؤسسةٌ مُحترفة.. أكسبته الأزمات قدرة على الصمود.. وعلمته التجارب دروساً في كيفية الحفاظ على المُجتمع وتجنيبه ويلات الصراع الأهلي والاحتراب الداخلي.. هو جيشٌ يعرف متى يشتبك، ومتى ينأى بنفسه..  جيشٌ يستحق دعمنا ومُساندتنا، وهو يُعتبر –وعن حق- صمام استقرار في بلدٍ طالما فرضت عليه جيرته الصعبة أن يواجه أقداراً كُبرى، وأن يُجابه أوضاعاً لم يتسبب في صناعتها".

وتابع: "يُصادف المنشغلون بالعلوم الإستراتيجية والعسكرية، كأغلب الحضور الكريم، مصاعب هائلة إزاء مُلاحقة ما يجري في العالم العربي هذه الأيام.. نحن أمام مشاهد تتحرك بسرعة غير مسبوقة.. ومتداخلة بتعقيدٍ ليس له نظير.. هذه السرعة وذلك التداخل يجعلان مهمة رجال الاستراتيجية أصعب.. فرجل الاستراتيجية لا يكتفي بمُتابعة ما يجري.. وإلا صار مُراسلاً صحافياً أو مُحللاً أكاديمياً، على أهمية ما يقوم به هؤلاء.. رجل الاستراتيجية يحتاج إلى تصور عام واضح، أو نموذج ذهني متكامل يُمكنه من فهم التطورات، ومن ثمّ التنبؤ – بصورة معقولة- بمآلاتها المُستقبلية.. هو أيضاً لا يكتفي بهذا.. وإنما هو يسعى كذلك إلى رسم خطة عمل تنطوي على حزمة مختلفة من البدائل في مواجهة عدد من السيناريوهات المُحتملة".

وقال: "ظني أن العثور على إطار عام وشامل يمكن من خلاله فهم واستيعاب ما يجري في الشرق الأوسط اليوم هو أمرٌ صعب.. أعلم أن الكثيرين يستسلمون لإغراء التفسير الأوحد .. فنسمع من يقول –مثلاً- أن غياب الديمقراطية هو السبب في كل ما حل بهذه المنطقة من أزمات ونكبات.. أو نسمع من يقول إن مُشكلة المنطقة تبدأ وتنتهي عند المسألة الطائفية.. أو أن الفشل الاقتصادي هو جوهر مُعضلتنا وسبب بلائنا.. إلى غير ذلك من التفسيرات الأحادية والرؤى التبسيطية لما جرى ويجري".

وأضاف: "اقتناعي أن هذه التفسيرات تنطوي على مغالطات، فضلاً عن إغراقها في تبسيط وضع هو –بطبيعته- بالغ التعقيد والتركيب.. فالحقيقة أننا أمام جملة من التحولات والتغيرات والعمليات التاريخية الممتدة التي تتفاعل في نفس اللحظة بطول المنطقة وعرضها.. ليس هناك منظور واحد، أو رؤية كُبرى يمكننا من خلالها أن نفهم تطورات المنطقة كما كان الحال في عهود سابقة، عندما كان يسهل تفسير التطورات وفقاً لهذا المنظور أو ذاك.. الوضع اليوم أقرب إلى لعبة تركيب الصور التي تتطلب صبراً وأناة في تجميع أجزائها.. قطعةً بعد قطعة.. حتى تكتمل أبعاد الصورة الكبيرة".


مواضيع متعلقة