مصر من 100 سنة: ما تجمعه أغنيات "الشيخ سيد" لا يفرقه سالم عبدالجليل

مصر من 100 سنة: ما تجمعه أغنيات "الشيخ سيد" لا يفرقه سالم عبدالجليل
"حب جارك قبل ما تحب الوجود، إيه نصارى ومسلمين قال إيه ويهود، دي العبارة نسل واحد مـ الجدود"..
هكذا غنى "الشيخ" سيد درويش كلمات صديقه بديع خيري، الشاعر الذي استوعب "يعني إيه مجتمع"، ليلقن سادة المنابر كيف يغزلون النسيج الوطني ولا يفكون جدائله بتصريحات ملتهبة كتلك التي أطلقها "الشيخ" سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، بعد هجومه على المسيحيين ووصفه لهم بـ"الكفار"، في إحدى حلقات برنامجه على قناة "المحور".
وشتان ما بين "الشيخين"، "درويش" و"سالم"، فالأول غنى لمصر، لمصر كلها منذ أكثر من 100 عام، وصار اسمه مرتبطا بنشيدها الوطني، نشيد المصريين جميعا، أما تصريحات الثاني، والتي اعتذر عنها فيما بعد، فأعادت لنا الحنين إلى الألفة بين أقباط مصر ومسلميها عبر مشروع غنائي يوحد المصريين في مجتمع وليس "منفصل مصري".
وربما تمنّى سيد درويش، أو روحه الباقية في فنه، أن تصادف أغنياته مسامع الشيخ "عبدالجليل"، لئلا يتسرع لسانه بفك نسيج المجتمع بتصريحات لن تحرق إلا صاحبها.
"نصراني، مسلم، يهودي".. ثلاث كلمات غناها "درويش" مرارا أكد فيها على الترابط المجتمعي، وكأن 98 عاما انقضت في دخان التصريحات الطائفية، لكن تبقى كلمات مثل "لا تقول نصراني ولا مسلم ولا يهودي يا شيخ اتعلم، اللي أوطانهم تجمعهم عمر الأديان ما تفرقهم"، خير رد على الزوابع.
وفي لحن "الكُترة" لفنان الشعب يغنى:
"غيرشى اللي كان هالك أبداننا..
ومطلّع النجيل على عيننا،
إن فهمي يكره حنّا
وايش دخل دول يانا بس فـ ديننا
دخل بناتنا اللي موقعنا في بعضنا وراح لك متصدر،
فقسنا لعبته واتجمعنا لا يضيع شرفنا الله لا يقدر"..
وكما احترف الأغنية السياسية، بُح صوت "درويش" في صراع الوطنية، الذي يُستغل لإشعال أزمات أحيانا، أو يشتعل ذاتيا من شرار أحيانا أخرى، وبين هذا وذاك استحق أن يكون لـ"درويش" دراويش في مدرسة الوطنية، تعلموها من كلمات أغانيه، التي بقيت هي وذهب أعداؤها في غياهب التاريخ.
الكترة
قوم يامصري
مصرنا وطننا
اوعى يمينك