السلاح الأمريكي للأكراد يوحد تركيا والحكومة السورية

كتب: محمد حسن عامر

السلاح الأمريكي للأكراد يوحد تركيا والحكومة السورية

السلاح الأمريكي للأكراد يوحد تركيا والحكومة السورية

أثار قرار الولايات المتحدة الأمريكية التاريخي، أمس، بتزويد المقاتلين الأكراد في سوريا بالسلاح غضبا تركيا واسعا، اعتبرته "أنقرة" تهديدا مباشرا لها، داعية "واشنطن" إلى التراجع عن القرار، واعتبره مسؤول سوري انتهاك لسيادة سوريا، على النقيض من ذلك اعتبره الأكراد يساهم في "تسريع" الحرب على الإرهاب.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم، إن كل سلاح يحصل عليها مقاتلو "وحدات حماية الشعب الكردية السورية" يعد تهديدا لتركيا مؤكدا، وفق ما نقلت وكالة "رويترز، معارضة "أنقرة" للاتفاق الأمريكي بتزويد الأكراد بالسلاح ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأضاف "أوغلو"، للصحفيين أثناء زيارة إلى الجبل الأسود، أن "وحدات حماية الشعب" تنظيم "إرهابي" مثله مثل "حزب العمال الكردستاني"، المحظور في تركيا، وأن الولايات المتحدة تعلم ذلك.

وقال وزير الخارجية التركي إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيبحث هذه القضايا مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب عندما يزور "واشنطن" الأسبوع المقبل.

وأعرب نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي عن أمله في أن تتوقف الولايات المتحدة عن قرارها. وقال "جانيكلي" لقناة "إيه خبر" التركية إن "تزويد وحدات حماية الشعب الكردي بالسلاح غير مقبول". وأضاف أن "سياسة من هذا النوع لن تفيد أحدا".

وكان "البنتاجون" أعلن أمس أن الرئيس دونالد ترامب أذن بتسليح المقاتلين الأكراد في سوريا حسب الضرورة لضمان انتصار واضح في هجوم مخطط له لاستعادة مدينة "الرقة" من "داعش"، التي يتخذها التنظيم عاصمة له.

من جهته، قال مستشار الحكومة السورية الدكتور عبدالقادر عزوز، إن "قرار الولايات المتحدة الخاص بتزويد الأكراد بالسلاح، يمثل انتهاكا واضحا للسيادة السورية، لأعمال التنسيق السيادية، وبالتالي فنحن نرفض هذا القرار رغم احترامنا للأكراد وحرصنا على حقوقهم".

وأضاف "عزوز": "واشنطن بما تقوم به فإنها تنتهك القرارات الدولية وخاصة القرارات الدولية المتعلقة لمكافحة الإرهاب ذات الصلة، وخاصة القرار رقم 2170 و1272 والذي يؤكد بشكل واضح ويشدد على سيادة الجمهورية العربية السورية وسيادتها وتكامل إقليمها، وأيضا لا ينسجم مع القرار 2253 الذي أشار في الفترة 12 إلى ضرورة التنسيق السيادي مع الدول التي طالها الإرهاب في إشارة إلى سوريا والعراق".

وتابع المسؤول السوري: "وبالتالي الولايات المتحدة تقوم بمعاملة تمييزية واضحة في مكافحة الإرهاب رغم أن المواجهة واحدة مع الإرهاب، فهي لا تقوم بالتنسيق القيادي مع حكومة الجمهورية العربية السورية، وتدعم فصائل بمعزل عن ماهيتها ومضمونها لكنه دعم لم تنص عليه القرارات الدولية التي حددت شكل واضح على جهود وتدابير تعاون تتم بين الدول على المستوى الإقليمي والدول لمكافحة الإرهاب".

وقال "عزوز": "هو انتهاك للسيادة وينتقض تصريحاتها بجديتها في مكافحة الإرهاب". وأكد المستشار بالحكومة السورية أن "دمشق لا تعتقد بأن دعم الأكراد يصب في مصلحتها ضد تركيا، وقال: "نحن نحترم حقوق الأكراد باعتبارهم مواطنين سوريين، ولا نتحرك معهم من منطلق أنهم ضد تركيا، وخاصة أن علاقتنا مع أنقرة كانت جيدة لولا تدخلات الرئيس التركي ودعمه لمجموعات إرهابية في سوريا".

في المقابل، رحبت "قوات سوريا الديمقراطية"، وهي ائتلاف الفصائل الكردية العربية المدعوم من "واشنطن"، أمس، بالقرار الأمريكي بتسليح المقاتلين الأكراد، وأوضحت أن الأسلحة ستصل "تباعا".

وقال المتحدث الرسمي باسم تلك القوات طلال سلو، لوكالة أنباء "فرانس برس"، إن "القرار الأمريكي الأخير بتسليح الوحدات الكردية، كمكون رئيسي في قوات سوريا الديموقراطية هو قرار مهم ويأتي في إطار تسريع عجلة القضاء على الإرهاب".

واعتبر "سلو" أن إعلان "واشنطن" "رسميا عن هذا الدعم هو نتيجة الفعالية الكبيرة التي تبديها الوحدات الكردية وكافة قوات سوريا الديمقراطية في المعارك ضد الإرهاب".

وأوضح أن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنذ بداية تسلمها الحكم، رفعت من مستوى دعمها لقواتنا".


مواضيع متعلقة