الأبنودى.. «الصعيد عاش»

الأبنودى.. «الصعيد عاش»
- أحمد سماعين
- السيرة الهلالية
- حراجى القط
- شاعر الصعيد
- محافظة قنا
- أبنود
- أبواب
- أحمد سماعين
- السيرة الهلالية
- حراجى القط
- شاعر الصعيد
- محافظة قنا
- أبنود
- أبواب
«بيبة والصعيد مات.. بيبة خلّف بنات».. تنطلق المرأة الصعيدية مترنمة بالأغنية التى يرددها أهالى قريتها أبنود بمحافظة قنا، غير عابئة بابنها الصغير عبدالرحمن الذى يجلس قربها، ويعلق أذنه بما يخرج من فمها، لا تمر سنوات طويلة قبل أن يكبر الصبى، فيقول الشعر باللهجة العامية، مغلفة بلكنته الصعيدية المميزة: «الجوهرة المصونة والدرة المكنونة زوجتنا فاطنة أحمد عبدالغفار، يوصل ويسلم ليها، فى منزلنا الكاين فى جبلاية الفار»، يتساءل الناس عن الشاعر الصعيدى المقبل من «الصعيد الجوانى»، يأتيهم الرد: «أنا ابن الحلم اللى مالهش أوان». يقتحم الشاب غمار الحياة الثقافية فى قاهرة الستينات محصناً بحكايات السيرة الهلالية التى عشقها وسمعها صغيراً فى دروب قريته، لا يكلف نفسه طرق الأبواب، فشعره يفتح لها كل المغلق منها، يكفيه أن يعيد إنتاج ما كان يسمعه من أمه صغيراً: «وأنا كل ما أجول التوبة يا بوى ترمينى المجادير»، شهرة مدوية ترفعه إلى عنان السماء، تلاحقه وهو يكتب مرثية الهزيمة «وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها»، أو على الشط مصافحاً الوجوه السمراء «فيه فلاحين لسه هناك.. مش كلهم هاجروا»، وحتى حين يغنى للحب «والحب غريب ومالوش أسباب». يُخلّد «عدوية»، و«وهيبة»، و«حراجى القط»، و«أحمد سماعين»، يكتب عن الصعيد الذى يعرفه هو حق المعرفة، يجمع السيرة الهلالية ويدوّنها، وعندما يعود لقريته الصعيدية ليزور أمه، تضحك قبل أن تطلب منه ثمن ما سمعه منها صغيراً، وأعاد إنتاجه حينما كبر فى صورة قصائد وأغانٍ.