كريمة مختار.. ضد التقاليد

كتب: حسن عثمان

كريمة مختار.. ضد التقاليد

كريمة مختار.. ضد التقاليد

«كانوا فاكرين لما أشتغل فى الإذاعة أو فى التليفزيون إخواتى البنات مش هيتجوزوا».. كلمات قالتها عطيات محمد البدرى أو «كريمة مختار»، التى وقفت صامدة أمام قرار والدها الذى كان يرى فى عمل ابنته فى الفن مصيبة لا يمكن أن تغفر، حيث عادات وتقاليد الصعيد الراسخة فى عقل موظف الحسابات بشركة ماركونى، التى نقلها معه من مسقط رأسه مركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط مقبلاً إلى القاهرة، ومعه أسرة مكونة من 5 بنات وولد.

احتاجت الإذاعة إلى صوت يشبه صوت الفنانة فاتن حمامة، فوجد العاملون ضالتهم فى صوت «كريمة مختار» المولودة فى 16 يناير 1934 بأسيوط، من هنا بدأ المسئولون فى إقناع والدها بالعمل فى الإذاعة، وانصاع «البدرى» إلى رغبة ابنته ومطالب الجميع، ولكن بشرط الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف من المنزل، لتخرج فى الصباح فى تمام الثامنة وتعود فى المساء قبل غروب الشمس.

من هنا بدأت مسيرتها الفنية خلال برنامج الأطفال الإذاعى الشهير «بابا شارو» فى فترة الخمسينات، ومن خلاله اشتهرت كصوت إذاعى مميز يجيد تقديم الأعمال الدرامية عبر أثير الإذاعة، حتى عُرض عليها المشاركة فى بعض الأفلام السينمائية، لتقف أمامها عادات الصعيد مرة أخرى وترفض أسرتها ذلك العرض، فاقتصر عملها على الإذاعة حتى جاءتها الفرصة مرة أخرى بعد زواجها من المخرج نور الدمرداش عام 1958 الذى سهل لها المشاركة فى فيلم «ثمن الحرية»، رحلت عن عالمنا فى شهر مولدها من العام الحالى بعد رحلة من العطاء تميزت فيها بدور الأم.


مواضيع متعلقة