فوبيا إيران.. من يُشعل نيرانها؟!
- أرض فلسطين
- الأمة العربية
- الأمم المتحدة
- الإخوان الإرهابى
- التعاون الخليجى
- الدول العربية
- الدولة الإسلامية
- السلاح النووى
- أبو
- أحمدى نجاد
- أرض فلسطين
- الأمة العربية
- الأمم المتحدة
- الإخوان الإرهابى
- التعاون الخليجى
- الدول العربية
- الدولة الإسلامية
- السلاح النووى
- أبو
- أحمدى نجاد
لا شىء يعلو على محبتنا لمصر -وطننا- فهى المعشوقة السمراء التى لا تدانيها فى عشقنا لها دولة أخرى مهما كانت، فهى الوطن الذى يعيش فينا، وليس فقط الوطن الذى نعيش فيه. أقول ذلك وفى ذهنى البعض ممن يفرضون وصايتهم الوطنية على الناس.. فلا يوجد إنسان وطنى، أو بالأحرى أكثر وطنية من إنسان آخر. فقد نختلف فى كثير من أمورنا الحياتية (اليوم وغداً)، لكن أمام محبتنا لمصر يستوى الجميع، أما هواة التصنيف الذين يرون أن هذا الإنسان خائن أو «غير وطنى».. . أو معاذ الله «كاره لمصر».. فهذا إفك وضلال.. فمصر هى الحقيقة الوحيدة الباقية.. وكل الناس زائلون!
أقول ذلك لأن هواة التصنيف كُثر.. فأنت خائن ما لم تسر على هواهم وتقول ما يقولون، حتى لو كان ما يقولونه خطأً وقاصراً وضيقاً.
بمعنى آخر.. إنها الوطنية التى يخلعونها عليك إذا ما صادف ما تقوله هوى لديهم. ويبعدونها عنك إذا كان حديثك مختلفاً عنهم حتى لو كان هذا الحديث شاملاً وبعيداً وعاقلاً!
وتحضرنى الآن ذكرى لخلاف دبّ بين اثنين من المصريين، وكاد أحدهما يتحرش بالآخر ويتطاول عليه باللسان وباليد.. والآخر يرد عليه ويكيل له الاتهامات، وعندما وصل الأمر «لمصر - الأم» رفع الطرفان أيديهما وعاد الوئام ليحل محل الخصام.. ووضح للجميع أن حب الوطن يجُب كل خصام واختلاف، فلا عداوة ولا بغضاء أمام مصر الوطن، أو المظلة التى تجمعنا!
كانت هذه مقدمة واجبة لكى نتكلم عن واقع العلاقات السياسية الدولية، فمصر -كما يعلم الجميع- لا تعيش فى العالم بمفردها وإنما على الأقل مع 200 دولة فى الأمم المتحدة، وبالتالى فإن قواعد العلاقات الدولية هى التى تحكمها، وهى أن مصالح الشعوب هى أساس هذه العلاقات.. وأن لا خلافات دائمة ولا عداوات دائمة، وإنما المصالح هى الدائمة.. وأن الوقوف على مسافة واحدة يعنى الكياسة والفطنة والذكاء.
أقول ذلك وأنا أرى مشعلى الحرائق فى كل مكان يحاولون خلق نوع من الفوبيا ضد إيران الشرق أوسطية والدولة الإسلامية الكبيرة، والمحزن أن عداءنا لإسرائيل التى تحتل أرضاً عربية قد تحول ليصبح برداً وسلاماً علينا، ليحل محله العداء لإيران، صحيح أن إيران تحتل هى الأخرى جزراً عربية هى: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، لكن هى على استعداد للحوار بشأنها فى أى وقت، عكس إسرائيل المحتلة التى ليست مستعدة للتنازل عن أرض فلسطين سوى بالحرب، وتزعم أن الأرض أرضها ولا تريد أن تعترف بالدول الفلسطينية على نصف هذه الأرض!
هذا التحرش السياسى ضد إيران قد يكون سببه مفهوماً من جانب أمريكا ومن جانب إسرائيل التى لا تود أن تدانيها دولة أخرى، فالحقبة التى نعيشها فى الشرق الأوسط هى الحقبة الإسرائيلية والسلاح النووى الذى يسيطر على المنطقة العربية هو السلاح النووى الإسرائيلى! ومن ثم فإن إيران التى تريد أن تقلل من سطوتها ونفوذها.. فسحقاً لها من جانب إسرائيل وأمريكا!
والمؤسف أن العقلاء من قادة هذه الأمة مثل الراحل الملك عبدالله ملك السعودية قد فطن فى حينه إلى هذه المؤامرة الغربية.. ودعا فى خطوة مفاجئة أحمدى نجاد، وكان رئيساً لإيران فى ذلك الوقت لحضور اجتماعات قمة مجلس التعاون الخليجى، كما أن عمرو موسى عندما كان أميناً عاماً لجامعة الدول العربية نادى بالحوار مع إيران والتعاون معها.. وكذلك فعل سفير السابق فى أمريكا عبدالرؤوف الريدى.. وأيضاً ما زالت الذاكرة تختزن ما قاله نبيل العربى عندما كان وزيراً لخارجية مصر.. صحيح أنه أنكر ذلك عندما أصبح أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، ودخل ضمن جوقة المنفذين للسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط.. لكن هذا لا ينفى أن عقلاء الأمة العربية لم يبتلعوا الطعم المسموم غربياً وإسرائيلياً!
مصر -يا قوم- صاحبة أقدم حضارة، ليس هناك ما يمنع أن تجرى حواراً مع القوى المتاخمة لحدودنا العربية.. ومن حقها، بل من واجبها، أن تحجم السم المدسوس فى العسل، وألا تعادى إيران.. وإنما يجب أن تتحاور معها.. ولا ننسى أن عدونا الأول هو إسرائيل.. أما أن تسير معصوبة العينين وراء دول خليجية.. وأن تعلن الاختلاف مع إيران وأن تعاديها.. فهذا ليس من السياسة فى شىء!
لقد أخطأت إيران -دون شك- فى اقترابها من نظام الإخوان الإرهابى، لكن هذا النظام الذى سرق مصر عاماً كاملاً أصبح فى ذمة التاريخ ولن يعود بأمر الشعب المصرى، فليس أقل من تدشين صفحة جديدة من الحوار مع القوى الإقليمية، ومنها إيران.. أما الفوبيا التى تجدها على ألسنة البعض فى مصر وغيرها من الدول العربية، فهى أفكار واردة إلينا من الخارج، وإذا كانت لدى البعض أسبابهم للخلاف مع إيران.. فليست لدينا هذه الأسباب.
باختصار، إن فوبيا إيران التى يشعلونها فى كل شبر من أوطاننا لا مبرر لها.. ولن نحارب بالوكالة لمصلحتهم.
ولن ننسى المثل الذى يقول: أنا وأخى على ابن عمى.. ثم أنا وابن عمى على الغريب.. والغريب هنا هو أمريكا وإسرائيل!