سمير غطاس: إسرائيل لعبت دوراً فى تأسيس «حماس» ووثيقة الحركة لا تعنى أنها فكت ارتباطها بـ«الإخوان»

سمير غطاس: إسرائيل لعبت دوراً فى تأسيس «حماس» ووثيقة الحركة لا تعنى أنها فكت ارتباطها بـ«الإخوان»
- أحمد ياسين
- أنصار بيت المقدس
- إخوان مصر
- إسرائيل ب
- إسرائيل د
- إسماعيل هنية
- إعادة انتخاب
- الأجيال الجديدة
- الأنظمة السابقة
- الأوضاع الاقتصادية
- أحمد ياسين
- أنصار بيت المقدس
- إخوان مصر
- إسرائيل ب
- إسرائيل د
- إسماعيل هنية
- إعادة انتخاب
- الأجيال الجديدة
- الأنظمة السابقة
- الأوضاع الاقتصادية
من أحد فنادق قطر الفاخرة خرج علينا خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ليعلن إصدار «وثيقة حماس الجديدة»، التى يبدو من خلالها أن الحركة خلعت بها عباءة تنظيم الإخوان الإرهابى، ولكن بالتدقيق فى بنودها سنجد أنه لا جديد، وأن الوثيقة ما هى إلا مراوغة ومواءمة سياسية جديدة يحاول التنظيم الإخوانى إيجاد مكان لنفسه من خلالها، وقالت الحركة، «إنها من مدرسة الإخوان الفكرية ولكنها تنظيم فلسطينى مستقل بذاته» وهو أمر غير صحيح، وإن كانت ظروف التنظيم الدولى وحبس قيادات الإخوان فى مصر فرضت عليهم هذه الوضعية، كما قالت الحركة فى وثيقتها الجديدة «إنها تقبل بدولة فلسطينية على حدود 1967» وهو ما يبدو أنه أبرز ما تغير فى ثوابت «حماس»، وبالتدقيق أيضاً نجد أن السلطة الفلسطينية قالت الأمر نفسه منذ 30 عاماً. خبايا وأسرار كثيرة سوف نحاول استبيان حقيقتها وفهمها بشكل أفضل، من خلال الحوار مع الدكتور سمير غطاس، الباحث المتخصص فى الشأن الفلسطينى، عضو مجلس النواب.
■ كيف تابعت إعلان الوثيقة الجديدة لحركة حماس؟
- أرى أن الوثيقة هى نوع من المواءمة السياسية، ولا تمثل خروجاً أو تغييراً جذرياً فى مواقف حماس الأساسية، خاصة أن هناك ميثاقاً للحركة يعتبر خط رجعة لها، ولو أن حماس جادة فى اتخاذ مواقف جذرية تعبر عن تغيير حقيقى يختلف تماماً عن مواقفها السابقة، لكانت ألغت الميثاق أو استبدلته بآخر جديد، أو اعتبرت هذه الوثيقة بمثابة الوثيقة الأساسية، ولكنها لم تمس الميثاق الذى قامت عليه فى الأساس وبقى قائماً، ويمكن العودة دائماً إليه، وربما لا يعرف الكثيرون أن حماس لم يكن اسمها حماس وإنما كان اسمها جماعة الإخوان المسلمين، وهى أول فرع تم افتتاحه للتنظيم الدولى لـ«الإخوان»، وتشكلت لاحقاً باسم المجمع الإسلامى. الذى أسسه الشيخ أحمد ياسين بموافقة واتفاق مع الجانب الإسرائيلى وتحديداً مع عزرا فايتسمان، وبلغ شيمون بيريز الرئيس مبارك، كيف لعبت إسرائيل دوراً فى تأسيس حماس.
■ ولماذا لعبت إسرائيل دوراً فى تأسيس الحركة؟
- لأن المشروع الإسرائيلى أصبح يعتمد على إقامة حلفاء محليين لمواجهة المقاومة الفلسطينية، وبدأ هذا المجمع الإسلامى يعمل ضد المقاومة فى قطاع غزة، ولا يزال عناصر كثيرة أحياء، هم شهود على هذه المرحلة التى رفع فيها المجمع الإسلامى شعار القاتل والمقتول كلاهما فى النار، وساوت بين الشهيد الفلسطينى والمقتول من إسرائيل، والأمور تطورت بعد الثورة الإيرانية، وطلب عدد غير قليل من عناصر المجمع الإسلامى الجهاد، ولعبت حركة فتح، وبالتحديد «أبوجهاد»، دوراً أساسياً فى تقوية تنظيم الجهاد الإسلامى، وخرج عدد غير قليل من حماس لينتمى للجهاد الإسلامى، وحصلت صدامات بين المجمع الإسلامى والجهاد، وكانت هناك ضرورة فى تلك المرحلة خاصة مع احتمال حدوث متغيرات سياسية، بعد بشاير الانتفاضة الأولى، فتشكل ما يسمى بالمقاومة الإسلامية أو «حماس» وأطلقت ميثاقاً لها لا يزال قائماً.
■ تحدثت عن وجود ميثاق أساسى يختلف عما جاء فى الوثيقة الجديدة هل يمكن أن توضح لنا أبرز الاختلافات بينهما؟
- عندما نتحدث عن الوثيقة الجديدة لا بد أن نضع إطاراً، للتأكيد على أن الميثاق لا يزال قائماً، فلم ترد ولا كلمة واحدة من خالد مشعل، ولا أى مسئول من حماس، بأن الميثاق أصبح منتهياً أو قديماً أو لا أثر له، أو أن الوثيقة الجديدة ستحل محل الميثاق القديم، وهذا تكتيك معروف لدى الإخوان المسلمين للحفاظ على خط الرجعة إذا بدأت تواجههم صعاب من داخل حماس، وقد رأينا الكتلة الطلابية المعروفة بأنها الذراع الطلابية للحركة فى جامعة بير زيد خرجت فى مظاهرة ورفعت لافتات تقول، وثيقة العار لا تمثلنى، ما يؤكد وجود حالة من الغضب الشديد لدى القواعد.
■ وما الفرق بين الوثيقة والميثاق؟
- الديباجة الأولى من ميثاق حركة حماس تتضمن كلمات لحسن البنا، والبند الثانى يقول إن حركة المقاومة الإسلامية حماس فرع من فروع تنظيم الإخوان، ثم يتحدث عن التنظيم الدولى للجماعة، الذى يمتلك رؤية شاملة لحل مشكلات دول العالم، يعقبها فى البند 7 تأكيد على أن حركة حماس امتداد لحلقات الإخوان المسلمين سنة 1936، وجهاد الإخوان المسلمين سنة 1948، ثم يختلق عمليات المجاهدين للإخوان سنة 1968، ولا أحد يعرف ما هو دور الإخوان فى هذه الحقبة التاريخية، أما فى الوثيقة الجديدة التى أصدرتها الحركة مؤخراً من قطر، فتؤكد على أن حركة المقاومة الإسلامية حماس هى حركة مقاومة فلسطينية، ذات مرجعية إسلامية وسكتت عن علاقتها بالإخوان المسلمين، وهذا لا يعنى أنها فكت ارتباطها بالإخوان، بالمقارنة مع الإخوان المسلمين بالأردن الذين أعلنوا فك ارتباطهم بالتنظيم بشكل نهائى تنظيمياً وأيديولوجياً، فلو أن حماس كما زعمت التحليلات، أنها فكت ارتباطها كان عليها أن تقول إنه لا علاقة لها بالإخوان، وإنها كانت جزءاً منها ولكنها فكت ارتباطها بالتنظيم، وهذا لم يحدث، وسكوت حماس عن عدم التصريح بفك ارتباطها لا يعنى أنها فكت ارتباطها، بالعكس فهو تأكيد على استمرار علاقة الحركة بالإخوان، فإن حماس كانت وستبقى جزءاً من تنظيم الإخوان المسلمين.
■ وهل ترى أن إعلان الوثيقة جاء بالتنسيق مع التنظيم الدولى؟
- لا يمكن لحماس أن تتخذ أى قرار مهم ومصيرى مثل هذا، دون التشاور والتنسيق مع الإخوان المسلمين، لأن حماس أحد أهم فروع الجماعة، وحسب التصريحات الرسمية الصادرة عن الحركة، فإن هذه الوثيقة يجرى إعدادها منذ 3 سنوات، وبعض التصريحات تقول إن كتاباً مصريين شاركوا فيها مثل فهمى هويدى، وهى نتاج جهد مشترك وتحت نطاق تكتيكى وصدورها الآن أمر مهم.
■ ما العوامل التى أدت لإخراج هذه الوثيقة؟
- العوامل متعددة، منها الوهن الذى أصاب جماعة الإخوان المسلمين وسمح للفروع بالتجرؤ على القواعد والقيادات والخروج بهذه المبادرة من حماس، أو مثلما حدث من فرع الإخوان فى الأردن، وفرعها فى تونس أيضاً، فإن هذا يحدث دون أن يكون للجماعة رد فعل يمنع إصدار هذه القرارات، وأحب أن أشير إلى أن التنسيق لا ينتهى بوهن الجماعة لأن الإخوانى يظل إخوانياً، وإنما يكون التنسيق بالسماح فقط، وهو ما سمح لحماس أن تخرج وثيقة مختلفة عن الميثاق بالتراضى، فلو أن التنظيم المركزى قوى ما كانت حماس تتجرأ على إصدار الوثيقة الجديدة وكانت ستجبر على الإعلان عن موقفها من الجماعة بشكل واضح.
■ وما وضع جماعة الإخوان حالياً من وجهة نظرك؟
- التنظيم أصبح ضعيفاً جداً، وأغلب قياداته داخل السجون وأهمهم المرشد، إلى جانب الصراع المعلن عنه الآن عمن يدير الجماعة، فهناك تململ فى الشارع، وعدم القدرة على الحشد والخروج فى تظاهرات، وكل هذه أمور وعلامات مهمة جداً.
■ نعود لاستكمال العوامل التى أدت لإخراج هذه الوثيقة؟
- من بين هذه العوامل أيضاً التغيير الذى حدث فى الإدارة الأمريكية، من رئيس كان يدعم الإخوان وهو باراك أوباما، إلى ترامب الذى يتحدث عن إرهاب إسلامى، والذى بيده أن يضيق الخناق على حماس باعتبارها حركة إرهابية، أما العامل المهم أيضاً فى إخراج هذه الوثيقة فهو أزمة حماس فى غزة، التى لم تعد مقبولة سياسياً أو اجتماعياً نتيجة سوء وتردى الأوضاع الاقتصادية، والمأزق الذى وضعها فيه أبومازن، عندما خيرهم بين تولى قطاع غزة من موظفين ومرتبات وكهرباء وخدمات، أو أن تنسحب من إدارة قطاع غزة وتسلمها للسلطة الشرعية، والركيزة دى لا توجد مصالحة ولكنهم فى مأزق تاريخى، لأن أبومازن جاد جداً، وأنه لا يمكن أن تستمر السلطة فى تحمل أعباء الاحتلال أو انقلاب حماس، فإن السلطة تدفع 55% من موازنتها فى المرتبات، وتدفع ثمن المياه والكهرباء وحماس هى من تجنى الفواتير، والضرائب حماس تأخذها، أبومازن خيرهم لو أبقوا على أنفسهم كسلطة أن يتحملوا قطاع غزة بالكامل، وبالفعل خصم منهم 30% من رواتب المواظفين كإجراء تحذيرى لحماس، فهى فى مأزق شديد، خاصة أن تركيا نصحتها بالاعتراف بإسرائيل، وقطر لها دور واضح فى العلاقة مع إسرائيل، وسفير قطر فى غزة وسيط بين إسرائيل وقطر.
■ لكن فترة خالد مشعل قاربت على الانتهاء فلماذا إصدار الوثيقة حالياً؟
- خالد مشعل يهيمن على المشهد السياسى منذ فترة طويلة داخل حماس، وهو ما يخالف قانون الحركة الذى يؤكد على أنه لا يقود المكتب السياسى أكثر من فترتين، ولكن مشعل بشكل استثنائى وتحت إشراف إخوان مصر، وحضور ممثلين عن التنظيم الدولى، تمت إعادة انتخابه مرة أخرى، وغالباً سيترك مكانه لإسماعيل هنية، لكن مشعل يريد أن يترك بصمته على القيادة التى أوشك على تركها، فهو مرتبط بأجندات عربية ودولية، ويحاول أن يمنع وجود تيار أكثر تطرفاً بعيداً عن إيران، خاصة أن مجموعة المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية يقودون التنظيم فى غزة حالياً، لذلك هو يحاول أن يضع بصمته السياسية على المشهد وفقاً لما يجرى فى العالم حالياً.
■ تحدثت عن عوامل خروج الوثيقة، ماذا عن التوقيت؟
- التوقيت مرتبط بتوقيت لقاء أبومازن مع ترامب، وحماس تقدم نفسها كبديل، وأنها تقبل نفس ما تقبله منظمة التحرير، وتسيطر على الأوضاع على الأرض فى قطاع غزة، فلماذا لا تشارك فى الحوار.
■ هل الوثيقة تفخيخ لزيارة أبومازن ولقائه بترامب وطرح حماس لنفسها كبديل؟
- هى لن تكون بديلاً.. وما طرحته الحركة ليس مقبولاً على الوضع الإقليمى والدولى، لكنها تعطى مؤشراً لإسرائيل بإمكانية أن تلعب على الخطين، فالضرر الذى أصاب القضية الفلسطينية بعد الانقلاب العسكرى فى 2007، والانقسام الحالى الذى تحول إلى انفصال، أصاب الفلسطينيين أكثر من النكبة، وحماس مدعومة من جانب إسرائيل، وستتحرك الأخيرة لإخراجها من أى نكبة، إما بفك الحصار أو افتعال حرب أو الدخول فى صفقة.
■ ما القضايا الخلافية التى طرحتها هذه الوثيقة؟
- السكوت عن عدم الإعلان عن فك الارتباط لا يعنى فك الارتباط والعلاقة لا تزال قائمة، بناء على الميثاق الأساسى وعلاقتها بإيران وتركيا، والجديد فى هذه الوثيقة هو الموقف من اليهود، ولذلك قلت إن الوثيقة هى للمواءمة السياسية، أما الميثاق القديم فكان يتحدث عن اليهود باستمرار ولا يتحدث عن الصهيونية، ويتحدث عن مواجهة طويلة مع اليهود ومن اغتصب الأرض هم اليهود، والمادة 7 من الميثاق تتحدث عن أن اليهود هم الذين اغتصبوا وليس الحركة الصهيونية، وأن اليهود وراء كل الشرور فى الدنيا، وأيضاً يوجد بند أنه يجب أن نربى أبناءنا والأجيال الجديدة على أن الصراع هو حرب دينية، وهنا فى الوثيقة الجديدة، تأخذ حماس نفس الموقف الذى اتخذته فتح قبل 30 عاماً وهو التفريق ما بين اليهودية والصهيونية.
■ لكن هناك نقاطاً فى الميثاق تمثل اختلافات جوهرية عما كانت تؤمن به حماس فى السابق؟
- إذا تحدثنا عن التسوية، نجد أن حماس تحاول أن تمسك العصا من كل النواحى، تتحدث عن الحقوق المشروعة فى كامل التراب الوطنى الفلسطينى، ولكنها تقول إن التسوية حول دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس وحق العودة، يشكل إطاراً لاتفاق مشترك لإجماع شعبى فلسطينى مشترك، وهى تعلن وتسوق نفسها كإحدى القوى التى توافق على حل الدولتين، ولكنها مع ذلك تتمسك بالثوابت الفلسطينية فى تحرير كامل تراب الوطن الفلسطينى دون الاعتراف بإسرائيل، ولا تزال حماس تراوغ بمنظمة التحرير، ولم تعترف بها فى الميثاق أو الوثيقة وتقول إنها بناء يمكن البناء عليه، ولكنها لم تقل صراحة إنها الممثل الشرعى والوحيد للفلسطينيين، لأنها تعتبر نفسها صاحبة الحق الشرعى فى السلطة، فهى تدعو للاعتماد على إطار موازٍ لمنظمة التحرير وخلق إطارين متنافسين، وبالنتيجة تسقط منظمة التحرير وتتولى هى السلطة، وهناك إجماع لدى كل الفصائل أن منظمة التحرير هى الممثل الشرعى الوحيد ولكن حماس لا تعترف بذلك، كما أن فى الميثاق يتحدثون أن فلسطين أرض وقف للمسلمين لا يجوز شرعاً التنازل عنها، أما فى الوثيقة فإن الأرض هى أرض الشعب العربى الفلسطينى وليست أرض وقف، ليفتح لنفسه باباً شرعياً للتنازل والتفاوض، فهى ليست شرعاً أرض وقف ويمكن التنازل عنها، وطالما أن حماس لم تعلن صراحة أنها فكت ارتباطها التنظيمى بجماعة الإخوان، ولم تعلن عن إلغاء الميثاق، فإن هذه الوثيقة مواءمة سياسية تكتيكية للتفاعل مع المتغيرات التى حدثت على المستوى الإقليمى والدولى.
■ كيف تؤثر الوثيقة الجديدة على علاقة حماس مع مصر؟
- العلاقة بين حماس ومصر منذ اللحظة الأولى هى علاقة عدائية، منذ نشأتها باعتبارها فرعاً من فروع الإخوان المسلمين، وكل الأنظمة السابقة وحتى النظام الحالى، باستثناء فترة الإخوان المسلمين فى عهد مرسى، تعاملت وفق تلك الرؤية، فالإخوان تنظيم غير شرعى فى مصر، وأحد أهم فروعها تنظيم قطاع غزة، وأصبحت العلاقة عدائية منذ إسقاط نظام الإخوان المسلمين، وذاكرة المصريين تتذكر المظاهرات إلى خرجت لتندد بسقوط الإخوان، فهى تدعم وتمول حركات الإرهاب، وهذا مؤكد وثابت تماماً، ومصر لا تقيس علاقتها مع حماس بالقطعة، ولا يجب ذلك، لأن هذه الوثيقة لم تفك الارتباط رسمياً، وبالتالى مصر يجب أن ترى أن حماس لا تزال «إخوان»، وأنها تناور بهذه الوثيقة، والموقف المصرى ينبنى على عوامل مختلفة، منها الموقف من التنظيم بشكل عام والموقف من السلطة الفلسطينية، لأن العلاقة المصرية تتم مع أنظمة وليس فصائل، ومصر لا تزال تستقبل الرئيس الفلسطينى وتعتبره هو ممثل فلسطين والسلطة الشرعية، ولا تتعامل مع أى فصيل آخر، ومنها حماس، التى تتخذ حتى الآن موقفاً عدائياً من مصر.
■وما دلائل عداء حماس لمصر؟
- فى عام 2016 مثلاً تم اكتشاف 67 نفقاً بين غزة ومصر، وهذا العام تم اكتشاف 10 أنفاق ونحو 16 فتحة نفق، وهذه أرقام رسمية من المتحدث العسكرى، وكما هو معروف وثابت ولا يوجد أى مجال للشك فى هذا الأمر، أنه لا يمكن حفر أى أنفاق من داخل قطاع غزة إلا بموافقة ومعرفة حماس، ولا يستطيع أى مواطن أن يمرر إبرة دون علم وموافقة حماس، وهناك إدارة داخل حماس اسمها إدارة الأنفاق، فإن المسافة من البحر إلى معبر رفح 13كيلو و300 متر، وهذه المنطقة تسيطر عليها حماس، وفنياً لا يمكن حفر نفق إلا باستخدام كهرباء 3 فاز وهى غير موجودة إلا لدى حماس، وهناك أدلة لا تقبل الشك أن حماس هى المسئولة عن حفر هذه الأنفاق، واكتشفت القوات المصرية حفر مجرى مائى بين مصر وقطاع غزة، ونفق حديدى لا يمكن بناؤه إلا بموافقة حماس، وداخل قطاع غزة يوجد على الأقل من 6 إلى 8 جماعات بايعت داعش و«ولاية سيناء»، أخطرهم لواء موجود فى رفح اسمه «لواء التوحيد» الذى يعلن جهاراً نهاراً، مبايعة داعش وأنه جزء منها ويساهم فى العمليات الإرهابية فى سيناء، وحماس تستطيع أن تدلى بكل المعلومات الأمنية التى تساعد فى إحباط العمليات الإرهابية التى تتم فى سيناء إذا كانت تريد إثبات إخلاص النوايا، فزعيم ما يسمى بولاية سيناء فى مصر أعلن قبل شهر تقريباً فى حديث موثق على مواقع داعش أن عناصر كانت مرتبطة بحماس جاءت إلى مصر وانخرطت فى القتال وقُتلت أثناء مواجهتها مع القوات المسلحة، إضافة إلى أن أحد المخاطر الأساسية حينما منعت حماس العمل العسكرى ضد إسرائيل هاجرت عناصر عديدة منها إلى هذه الجماعات الإرهابية من القسام ومن حماس.
■ إذن هناك تأثير ناتج عن الوثيقة على مسار العمليات الإرهابية؟
- نعم.. هناك عناصر عديدة سوف تهاجر من حماس، وسياسياً بدأت عناصر ترفع شعارات تقول «وثيقة العار لا تمثلنا»، «هيروحوا فين دول»، فدائماً يذهب هؤلاء إلى الجهات الأكثر تطرفاً من حماس، فيذهب إلى أنصار بيت المقدس وإلى القاعدة ومنها إلى داعش كما حصل فى غزة بانتقال وهجرة عناصر من حماس إلى هذه الجماعات، فالجماعات الإرهابية الموجودة فى غزة وبايعت داعش ستجد مبرراً للخروج على حماس، خاصة فى ظل أن الحركة تمنعها من العمل ضد إسرائيل، لأن الردع الإسرائيلى يحملها المسئولية لو أطلقت الصواريخ، وحماس تتحمل المسئولية، وبالتالى المكان الوحيد الذى لا تضيق عليهم العمل به هو فى سيناء، والأسهل أن يواجهوا النظام فى مصر عبر دعمهم للجماعات الإسلامية.
«غطاس» خلال حواره مع «الوطن»