أسرة الشهيد «وهبة» لـ«الإرهابيين»: مش هنخاف.. موت ولادنا بيقوينا

أسرة الشهيد «وهبة» لـ«الإرهابيين»: مش هنخاف.. موت ولادنا بيقوينا
- أم الشهيد
- أنا فرحان
- الفترة الأخيرة
- الهجوم الإرهابى
- اليوم الأول
- صلاة الفجر
- كلية الشرطة
- كلية الهندسة
- محمد عادل
- محمد وهبة
- أم الشهيد
- أنا فرحان
- الفترة الأخيرة
- الهجوم الإرهابى
- اليوم الأول
- صلاة الفجر
- كلية الشرطة
- كلية الهندسة
- محمد عادل
- محمد وهبة
منذ أن تلقت خبر استشهاد ولدها، والدموع لم تفارق عينيها، اتشحت بالسواد وسط مجموعة من الأقارب والأصدقاء، جاءوا يشاطرونها حزنها، تتذكر مواقفه بين الحين والآخر وتتمتم بالكلمات: «كان جرىء من صغره، وعمره ما خاف من حد، أو فرط فى حقه»، تتحدث همت أشرف، والدة الشهيد محمد عادل وهبة، ضحية الهجوم الإرهابى على كمين مدينة نصر، عن إحساسها منذ اليوم الأول لدخول ابنها كلية الشرطة، حيث اختلط الفرح بالخوف، وصارت تخشى أن يصيبه مكروه من كثرة حديثه عن الشهداء لدرجة أنه كان يجاهر بنيته فى أن ينال الشهادة: «الفترة الأخيرة ليه كنت بخاف من كتر كلامه على الشهداء، كان دايماً يقول لى إنه عايز يبقى شهيد، وإن أنا هبقى أم الشهيد».
رغم معرفة «همت» بقدر الشهادة التى لا يمكن أن ينالها إلا من يختارهم الله فى خلقه، إلا أنها لم تمنع قلبها من الانقباض تحسباً لما قد يحدث لفلذة كبدها، كانت سرعان ما تجيبه: «حرام عليك، الجنة ليها طرق كتير وبلاش تاخد الطريقة اللى توجع بيها قلبى». كان الشهيد «محمد» يقسم يومه بين أمور عدة، حسب قول والدته، فبين عمل يذهب إليه فى مواعيده المحددة، وصلاة لم يقطعها، وبين حبه للموسيقى: «عمره ما ساب صلاة الفجر فى الجامع طول ما هو فى البيت، وعنده شرايط الشعراوى كلها كان دايماً يسمعها، وفى نفس الوقت كان بيحب الموسيقى جداً وكان عنده جيتار دايماً يعزف عليه وياخد رأيى فى اللى بيعزفه».
دموع احتجزتها الأم المكلومة، وهى تتحدث عن «عزومة غدا» دعا إليها الشهيد أصدقاءه فى يوم استشهاده ولم تكتمل: «اليوم ده كنت واقفة طول النهار فى المطبخ بحضر الأكل، وقبل ما يمشى على الشغل دخل عليا وادانى شيكولاتة كبيرة عشان عارف إنى بحبها، وعشان ما كنتش قدام التليفزيون وقت الحادثة سمعت أخوه وهو بيتكلم فى التليفون وبيقول هقولها إزاى مش هقدر، وقتها عرفت إن اللى كنت خايفة منه حصل وما حستش بنفسى من الصدمة». نبرة حادة ظهرت فجأة من «همت» بمجرد الحديث عن قتلة ابنها وكأنها رأتهم أمام عينيها: «لو فاكرين إن همّا باللى بيعملوه ده هيخلونا نخاف فده مش هيحصل، وقتل ولادنا ما بيكسرناش ده بيقوينا، وإحنا موافقين إن هما يموتوا عشان باقى الناس تعيش».
30 سنة كاملة عاشها الشهيد محمد وهبة بين أسرته المكونة من أمه وشقيقين آخرين، أحدهما يكبره بأعوام قليلة، والآخر فى عامه الأخير من كلية الهندسة، ليغيب عنهم «محمد» بذكريات ستدوم معهم ما بقى لهم من عمر، حسب ما عبرت عنه «همت»: «عمره ما جه فى يوم وزعلنى، وكان دايماً بيحاول يفرحنى». فى جانب آخر من جوانب البيت، جلس الأربعينى ياسر شاكر، خال الشهيد، يتحدث عن صداقة نشأت بينهما أذابت فوارق السن: «كان دايماً بيتكلم معايا، وبياخد رأيى فى كل حاجة، وقبل ما يستشهد بكام يوم كان بياخد رأيى إنه عايز يخطب»، ليشير إلى مكالمة هاتفية تمت بينهما فى يوم الاستشهاد اطمأن فيها كل منهما على الآخر وانتهت بلقائهما فى بيت الأسرة، ليعود بعدها الشهيد مرة أخرى إلى عمله، فيأتيه الخبر الذى وصفه بـ«الصعب»: «أنا فرحان لمحمد لأنه خد اللى هو عايزه، وكان دايماً يقول لى أنا لو ما طلعتش من شغلى بالشهادة هبقى ما عملتش حاجة، رغم إنه حقق أمنيته بس مش قادر أمنع حزنى على فراقه».
«ربنا ينتقم من اللى عمل فيه كده»، جملة أراد «ياسر» أن يختتم بها حديثه عن الشهيد «محمد» قبل أن يشرح إحساسه بالصدمة الذى لم يستوعبها بعد: «صعب عليا قوى إنى أعبر عن اللى أنا حاسس بيه دلوقتى، بس كل اللى بعمله إنى بدعى على اللى عمل فيه كده». لم تقتصر محبة الشهيد على أهله فقط، وإنما امتدت إلى «ناصرة» خادمة منزلهم التى لم تفارق الدموع عينيها طيلة حديثها عما كان يفعله معها «محمد» من أمور لن تنساها، على حد قولها: «عشان عيالى أيتام كان دايماً بيعاملهم حلو قوى وبيفسحهم ويجيب لهم لبس، ويوم ما بنتى اتخانقت مع جوزها راح قعد معاه، وقال له: مراتك دى بنتى، وأمها تبقى أختى».
وهبة