بروفايل: «الطيب».. كلمة حق
بعد أقل من 24 ساعة من لقائه الرئيس محمد مرسى، خرج الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، ببيان يعلن فيه أن المعارضة السلمية لولىّ الأمر الشرعى جائزة شرعاً، وفى نفس الوقت يصف مؤيدى الرئيس ممن وصفوا الخارجين عليه بالكفر بأنهم «فرق منحرفة عن الطريق الصحيح للإسلام».
يعطى «الطيب» ببيانه درساً قاسياً لكل من تسول له نفسه استخدام الدين مطية لأى أغراض أو أهداف سياسية، فقد أشار إلى أن معارضة الحاكم السلمية لا علاقة لها بمسألة الإيمان والكفر، خاصة بعدما زادت محاولات تشويه المعارضين أو المختلفين فى الرأى مع الرئيس وسياساته واتهامهم بأنهم أعداء للإسلام.
كما أن شيخ الأزهر لم يقف عند هذا الحد بل راح يطمئن القوى السياسية المعارضة بأن الخروج المسلح فيه معصية كبيرة ارتكبها الخوارج ضد الخلفاء الراشدين، لكنهم بإجماع أهل السنة والجماعة لم يُكفروا ولم يخرجوا من الإسلام.
خرج شيخ الأزهر عن اتجاه محترفى الدعوة فى الفضائيات بعدما استشعر خطورة الموقف والتلاعب بالدين واستمرار مسلسل الاتجار به وتشويهه لتحقيق مآرب سياسية فى بلد الأزهر والإسلام، أعلن رفضه بكل قوة لأى محاولة للمساس بالدعوة، مؤكداً بذلك مرجعية الأزهر، الذى أهل السنة والجماعة، بالإضافة إلى دوره الوطنى الذى يأبى أن يتخلى عنه فى مواجهة من يسعون لخطفه وتشويهه.
يأتى البيان فى الوقت الذى أعلن فيه النظام عن فتح باب الجهاد فى سوريا، مع إعلان الشيخ الطيب رفضه لدعوات الجهاد لأنها تصب فى مصلحة أعداء الأمة الحقيقيين، وربما تكون فخاً للوقيعة بين الشعوب العربية والإسلامية لصالح الأمريكان والصهاينة، ولأنها جاءت فى توقيت إعطاء الإدارة الأمريكية إشارة لتسليح المعارضة السورية بعد مرور أكثر من 27 شهراً على اندلاع الثورة.
يقف «الطيب» حجر عثرة فى وجه أولئك الذين يسعون للطعن على المنهج الأزهرى، كما نجا من قبل من فخ الإطاحة به، والذى جاء فى أعقاب إصابة عدد من طلاب جامعة الأزهر بالتسمم فى واقعتين شهيرتين، أطاحت إحداهما برئيس جامعة الأزهر، فى حين كادت الثانية أن تودى به هو شخصياً لولا بقية من صلابة لا يزال يتمتع بها.
ولد الدكتور أحمد الطيب بقرية القرنة، التابعة لمحافظة الأقصر، فى عام 1946 لأب رأس طريقة صوفية «الأحمدية الخلوتية»، درس فى الأزهر الشريف صغيراً وغادره شاباً إلى فرنسا ليحصل على الماجستير والدكتوراه، وعاد إليه رجلاً ليتنقل بين المناصب ويستقر به الحال فى النهاية شيخاً للجامع الأزهر فى عام 2010 خلفاً للدكتور محمد سيد طنطاوى.
وللدكتور أحمد الطيب العديد من الدراسات والأبحاث والمؤلفات فى العقيدة والفلسفة الإسلامية، وكذلك ترجمات وتحقيقات لعدد من المؤلفات الفرنسية عن الفلسفة الإسلامية.