رئيس البعثة المصرية بدمشق: مصر لا تنحاز لأى طرف.. وتدعم حقوق الشعب السورى

رئيس البعثة المصرية بدمشق: مصر لا تنحاز لأى طرف.. وتدعم حقوق الشعب السورى
- أسرة مصرية
- الأزمة السورية
- الأطراف المعنية
- الأمم المتحدة
- البعثة المصرية
- التعليم العالى
- التوزيع الجغرافى
- الحكومة السورية
- الحل العسكرى
- آمنة
- أسرة مصرية
- الأزمة السورية
- الأطراف المعنية
- الأمم المتحدة
- البعثة المصرية
- التعليم العالى
- التوزيع الجغرافى
- الحكومة السورية
- الحل العسكرى
- آمنة
قال السفير محمد ثروت سليم، رئيس البعثة المصرية القائم بأعمال السفارة فى دمشق، إن مصر ليست مع أى طرف فى الأزمة السورية، وإنما مع الشعب السورى، مشيراً إلى رفضها المطلق للحل العسكرى للخروج من الأزمة، منوهاً بأنها مستمرة فى تقديم كل الجهود السياسية من أجل تمرير أى مساعدات إنسانية إلى الشعب السورى، لافتاً إلى أن الأولوية فى التأشيرة المصرية للطلبات الإنسانية ولم الشمل، مؤكداً ترحيل العديد من المصريين من مناطق الحرب، والباقون فى سوريا نعمل على حمايتهم.
{long_qoute_1}
وأضاف «ثروت سليم»، فى حوار خاص فى دمشق لـ«الوطن»، أن مصر تستضيف أكثر من نصف مليون سورى على أراضيها، وتعاملهم معاملة المواطنين المصريين، كما أنها الدولة الوحيدة التى لا توجد فيها مخيمات للاجئين، مشيراً إلى أنه منذ بداية الأزمة السورية وجهت الخارجية المصرية عشرات التحذيرات شديدة اللهجة للمصريين بضرورة مغادرة البلاد لأنها منطقة حرب، وتم ترحيل جماعى بالآلاف فى عامى 2011 و2012. وإلى نص الحوار:
■ ما جهود مصر لتخفيف معاناة الشعب السورى؟
- مصر مستمرة فى تقديم كل الجهود السياسية من أجل تمرير أى مساعدات إنسانية إلى الشعب السورى، وقد قامت السفارة المصرية فى دمشق خلال الأزمة تباعاً بالتنسيق مع الهلال الأحمر السورى بتوزيع المساعدات الإنسانية والغذائية إلى المواطنين، وفى يونيو 2016 قمنا بتوزيعها فى خمس محافظات رئيسية فى سوريا هى: «دمشق، ريف دمشق، القنيطرة، درعا، السويداء»، واختيار هذه المناطق حسب هذا التوزيع الجغرافى يعكس حرصنا على تقديم المساعدات إلى جميع المناطق دون أى تمييز طائفى، والتى كانت كميات كبيرة من «الطحين» (الدقيق) نحو 500 طن، وهو المادة الرئيسية التى يعتمد عليها الشعب فى غذائه لإنتاج رغيف الخبر، بالإضافة إلى صناديق «الحلاوة الطحينية» التى تتميز بأنها غنية من ناحية القيمة الغذائية وتعطى سعرات حرارية أكبر، ومعلبات مأكولات لانشون الدجاج (لحم الدجاج المجفف) جاهزة للأكل التى لا تحتاج إلى معدات للطهى، أخذاً فى الاعتبار عدم توفر معدات الطهى فى الكثير من المناطق المنكوبة التى انقطعت عنها الكهرباء والغاز، ولن يناسبها اللحوم والخضراوات التى قد تفسد وقد يصعب تمريرها من الحواجز أساساً، واختيارنا لهذه النوعية من الإمدادات الغذائية جاء بعد مقارنتها بما تقدمه منظمات الإغاثة الدولية مثل الأمم المتحدة، فالشعب السورى لا يفضل «البسكويت» مثلاً، من ناحية أخرى حرصنا على شراء هذه المساعدات من السوق المحلية ليحصل المواطن على الغذاء الذى يعرفه واعتاد عليه، كما كان لنا دور فى الحوار مع الحكومة السورية لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية فى العديد من المناطق الأخرى وبالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة والدول والأطراف المعنية فى الأزمة السورية.
{long_qoute_2}
■ وهل تقف الجهود عند حدود المساعدات الغذائية فقط؟
- ما دمنا نتحدث عن تخفيف المعاناة، فلا بد أن تعرفوا أن مصر أيضاً تستضيف أكثر من نصف مليون سورى على أراضيها، وهناك قرار رئاسى بمعاملة السوريين بنفس معاملة المواطنين المصريين فى قطاع التعليم والتعليم العالى والصحة، أى إنهم يستفيدون من الدعم الذى يقدم للمواطن المصرى فى هذه القطاعات، كما أنه يوجد أكثر من خمسين ألف طالب سورى يدرسون فى المدارس المصرية الحكومية وتم تسجيلهم فى الموسم الدراسى الحالى، وهى الدولة الوحيدة التى لا توجد فيها مخيمات للاجئين، بل الإخوة السوريون انضموا إلى المجتمع المصرى بسهولة ودون تفرقة أو تجميعهم فى مكان واحد منفصل تحت اسم مخيم، لقد رفضنا ذلك منذ اللحظة الأولى لأسباب كثيرة، أبرزها الظرف النفسى، وأن السورى فى مصر ليس غريباً وإنما هو شقيق يتساوى مع المصرى وله نفس المعاملة، وهناك مشاكل أخرى واجهت العائلات السورية مثل قضية «لم الشمل»، وهو أمر يشعر به السوريون ويدركونه جيداً؛ وقد تم حله بشكل جيد وواضح خصوصاً فى الشهور الأخيرة، فمجرد وجود مواطن سورى بشكل شرعى ومنتظم ولديه إقامة فى مصر؛ فإنه يستطيع أن يتجه إلى مجمع التحرير ويطلب «لم شمل» والده أو والدته أو أبنائه، وتتم الموافقة على طلبه فوراً، ولا توجد دولة أخرى غير مصر تفعل ذلك، وسفارتنا هنا فى دمشق تعطى يومياً عشرات التأشيرات من أجل لم الشمل.
■ سمعنا عن مشكلات ما تخص التأشيرات المصرية.. فهل هى أصبحت تقتصر على «لم الشمل»؟
- لا توجد مشكلات تتعلق بالتأشيرة المصرية، وهى لا تقتصر فقط على «لم الشمل» وإنما السفارة تفتح أبوابها لطلبات التأشيرات، ونحن ننظر فيها حسب الطلبات الإنسانية؛ الصحية والتعليمية وغيرهما، بمعنى أن أى طلب منطقى للتأشيرة نحن نتعامل معه على وجه السرعة، إضافة إلى التجارة، فنساعد دائماً على التجارة بين البلدين، ولذلك نعطى تسهيلات لرجال الأعمال من الطرفين: المصرى والسورى، وهناك تجمعات بدأت تظهر مثل تجمع «رجال الأعمال المصرى - السورى» الموجود فى القاهرة، وبغض النظر عن هذه التجمعات، فإن أى رجل أعمال؛ ليس بالضرورة أن يكون كبيراً، بمجرد أن نتأكد من جديته فى ذهابه إلى مصر من أجل مشروع استثمارى حقيقى؛ فإنه يتم منحه التأشيرة فوراً.
■ هذا ما يخص الأشقاء السوريين.. فماذا إذن عن وضع المصريين فى سوريا؟
- منذ بداية الأزمة السورية وجهت الخارجية المصرية عشرات التحذيرات شديدة اللهجة للمصريين بضرورة مغادرة سوريا لأنها منطقة حرب، وتكررت هذه التحذيرات خصوصاً للمقيمين فى مناطق بها تماس عسكرى، وقمنا بعمليات ترحيل جماعى بالآلاف فى عامى 2011 و2012، تقريباً قمنا بترحيل كل المصريين على نفقة الدولة المصرية، لكن لم تنته مسئوليتنا عند هذا الحد، فالأمر هنا فى سوريا معقد جداً، لأن هناك حالات زيجات مصرية - سورية كثيرة قد تصل إلى المئات بل الآلاف، وأنا شخصياً لى عامان فى سوريا ولم يحدث أن رأيت أسرة مصرية خالصة، بل مصرية - سورية بالزواج ويعيشون فى مناطق سورية مختلفة من عشرات السنين، لذلك فإنه فى الغالب تجد أنه كان يسهل ترحيل من جاءوا إلى سوريا قبل الأزمة بخمس سنوات مثلاً، أما الذين استقروا هنا من عشرات السنين صاروا جزءاً من نسيج المجتمع السورى، أعمالهم وبيوتهم وسياراتهم وحياتهم كلها هنا، هؤلاء كان من الصعب أن تخبرهم بأن يتركوا بيوتهم ويرحلوا، وهؤلاء سافر بعضهم إلى مصر ثم عاد إلى سوريا مرة أخرى، وأنا لا أوجه له اللوم وأقول له: «أنا نبهتك قبل كده»، فأنا أراعى ظرفه النفسى والمادى الذى جعله يغادر بيته، وأتعامل معه كما حدث فى 2011 بالضبط، ونقوم بترحيل من يرغب من المصريين، وهناك حالات إنسانية كثيرة ساعدناها فى ظروف صعبة سواء فى تقنين أوضاعهم أو ترحيلهم، كالعائلات التى ساعدناها للخروج من حلب والغوطة الشرقية ومناطق أخرى على خط التماس العسكرى حتى فى دمشق نفسها، لأنه فى دمشق تظل المساحة الآمنة محدودة فى إطار 10 كيلومترات تقريباً، ويوجد فى جنوب دمشق مخيم اليرموك بكل معاناة أهله، وهو يبعد عن السفارة المصرية بمسافة 3 كيلومترات تقريباً.
■ موقف مصر تجاه الأزمة السورية على قدر وضوحه، لكن قد يحتاج بعض التفسير.. من موقعكم هل تلقون عليه بعض الضوء؟
- مصر ليست مع أى طرف فى الأزمة السورية، إنما مع الشعب السورى ومع الحل السلمى للأزمة، وهو ما أعلنته منذ اليوم الأول رافضة الحل العسكرى من كل الأطراف، حكومة ومعارضة بكل أطيافها، وتدعم جميع الجهود الخاصة بذلك سواء من خلال جنيف أو الأمم المتحدة، خاصة أنه على الجميع إدراك أن الحل العسكرى قد فشل، ولذلك لا بد أن يتقابلوا للتوصل إلى الحل السلمى، مصر لن تكون مع الحل العسكرى أبداً، إضافة إلى أنها تعاملت مع الحكومة السورية وجميع أطراف المعارضة، وهناك مجموعة القاهرة للمعارضة السورية، وهى أطياف مختلفة ولكن يجمعها شىء واحد، وهو أن كل من شاركوا فى اجتماعات القاهرة يؤمنون بالحل السلمى للأزمة، وعموماً فإن الشعب السورى بكل أطيافه مع الدور المصرى لأنه ليس له أى أطماع.