الإعلانات وملتقيات التوظيف تفشل فى جذب الشباب للعمل

كتب: سارة صلاح

الإعلانات وملتقيات التوظيف تفشل فى جذب الشباب للعمل

الإعلانات وملتقيات التوظيف تفشل فى جذب الشباب للعمل

لم يجد أصحاب الشركات وسائل لجذب الشباب إلى الوظائف إلا عبر وسائل محددة أبرزها الاشتراك فى ملتقيات التوظيف، أو الإعلان على مواقع التواصل الاجتماعى، وحتى توزيع دعاية ورقية، ليفاجأ الكثيرون منهم فى يوم «الإنترفيو» أو «المقابلة» بعدم تقدم أحد للوظيفة رغم الدعاية والعروض الجذابة، فى حين عانت شركات أخرى من عدم استمرار الموظفين فيها لأكثر من يومين رغم تحفيزهم على العمل، على حد قول المسئولين فى هذه الشركات.

يقول «محمد شديد»، مدير شركة متخصصة فى إدارة المطاعم، إنه يقوم بتوفير فرص للعمل بوظائف مختلفة للعديد من الشباب من خلال سلسلة المطاعم التى يديرها، عن طريق الانضمام لكل الملتقيات التى تقام بين الحين والآخر، إلا أن حصيلة كل ملتقى لا تتعدى الـ4 أشخاص، منهم من يترك وظيفته بعد تسلمه لها بيومين ومنهم من يستمر فيها على حد قوله: «العمالة دائماً متوفرة وفيه شركات بتطلب شباب أكتر مننا لكن الشباب عايزين يريحوا دماغهم ومش بيدوروا على الوظيفة وبيكون فى اعتقادهم إن الشغل هييجى لحد عندهم».

{long_qoute_1}

ويضيف «شديد»: «بنشترك فى كل ملتقيات التوظيف التى تقام فى مختلف الأماكن، بنوفر من خلالها ما يقرب من 50 وظيفة بتتوزع على كل فروع المطعم، لكن بعض الملتقيات اللى شاركنا فيها مكانش فيه شباب بيقدم على أى وظيفة، وآخرها كان من أسبوع، رغم إننا بنعمل دعاية قبلها بوقت كافى، وأحيانا فيه ملتقيات أخرى بيتقدم فيها أكثر من 100 شاب، وبعد عمل الإنترفيو وشرح طبيعة العمل، ونبلغ عدد منهم إنهم اتقبلوا بالوظيفة والمفترض تجهيز الورق خلال 3 أيام، وبنتصل بيهم نحدد معاد تسلم الوظيفة بلاقى أغلبهم بيعتذروا دون أى مبرر».

ويتابع «شديد»: «طبيعة الشباب بتختلف، لكن أغلب الشباب فى الوقت الحالى بيبحث عن وظائف معينة دون التخلى عنها، حتى وإن أتيح أمامه فرصة عمل أخرى، وفيه شباب مش عايز يتعب أو يتعلم شىء جديد أو يجتهد فى شغله، وفى النهاية بيطالبوا بوظائف تتلاءم مع إمكانياتهم رغم أنهم لم يحصلوا على أى خبرة فى أى مجال»، لافتاً إلى ترك بعض الشباب العمل فى مطاعم مختلفة بعد تسلمهم الوظيفة بيومين فقط، رغم سهولة الوظيفة، على حد تعبيره: «بحتاج كل فترة مجموعة من عدد من الشباب للعمل فى وظيفة كاشير أو عضو فريق أو فى المطبخ لكن عدد الشباب اللى بيقدم بيكون أقل من العدد المطلوب رغم إن الوظيفة سهلة وكل ساعتين بياخدوا (بريك) وفيه وقت مخصص بياخدوه للأكل وبندربهم على طبيعة الشغل فى البداية، لكن نادراً لما حد بيكمل مع إن الأجر بيكون مناسب وفيه شباب تقدموا لنفس الوظيفة وبعد أقل من سنة حصلوا على ترقية وتضاعفت مرتباتهم».

محاولات عديدة سعى إليها «أحمد محفوظ»، مسئول التوظيف فى شركة متخصصة فى مجال السيارات، لتشجيع الشباب على خوض تجربة العمل فى شركته بعدما زاد احتياجه للشباب فى عدة وظائف، بدءاً من عمل دعاية على «السوشيال ميديا»، مروراً بالانضمام لملتقيات التوظيف حتى النزول إلى المعاهد والمدارس لمخاطبة الشباب وحثهم على التقديم فى تلك الوظائف، خاصة أنها تتعلق بمجال دراستهم مقابل الحصول على مرتبات مجزية، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل على حد تعبيره: «نحتاج بصفة مستمرة إلى فنى صيانة سيارات وعلى طول بنعمل إعلانات وندوات فى المعاهد والمدارس لكن كلهم بيرفضوا الوظيفة وبيتطلعوا لحاجة أكبر، رغم إن ده مجال دراستهم، ومش بيكونوا مستوعبين إنهم عشان يحققوا هدفهم لازم يعدى بأكتر من مرحلة وطبيعى شاب لسه متخرج أو بيدرس إنه يتعب فى البداية وخطوة خطوة هيرتاح ويحقق هدفه».

ويواصل «محفوظ»: «نادراً لما فيه شباب يقدموا على وظايف فى الشركة رغم إننا بنكون معلنين عن احتياجنا مثلاً لـ10 فنيين و20 عامل مخزن و15 عامل غسيل و7 مشرفين مراكز صيانة.

لم يختلف الوضع كثيراً مع «أحمد حسين»، مدير توظيف فى إحدى شركات الحراسة، فبرغم إعلاناته المستمرة عن فرص عمل فى مجالات مختلفة سواء كانت وظائف إدارية أو وظائف فنية فإن عدد المتقدمين لتلك الوظائف لا يتناسب مع العدد المطلوب: «أحياناً بنطلب محاسبين وإداريين ودى بتكون كل فترة لكن على طول بنعلن عن احتياجنا لعمالة فنية، لكن قليل لما حد بيتقدم وممكن أفضل بالشهور أدور عليهم وأكثف الإعلانات والنتيجة مفيش»، مبرراً ذلك بأن الشباب دائماً لديه تخوف من فكرة العمل فى القطاع الخاص نتيجة لعدم وجود ثقافة التعامل مع متطلبات سوق العمل: «عندهم مشكله إنهم معتقدين إن العمل فى القطاع الخاص غير مستقر من قبل ما يخوض تجربة العمل، ولو فيه وظيفة فى القطاع الحكومى بـ700 جنيه ممكن يوافق عليها، فى حين إن لو فيه وظيفة فى القطاع الخاص بـ1200 جنيه بيرفضها»، مضيفاً: «لازم الشباب يشوفوا متطلبات السوق ويطوروا من نفسهم».


مواضيع متعلقة