رموز دينية عالمية فى مؤتمر «الأزهر»: الأديان بريئة من الإرهاب والتطرف

رموز دينية عالمية فى مؤتمر «الأزهر»: الأديان بريئة من الإرهاب والتطرف
- أحمد الطيب
- الأجيال القادمة
- الأمين العام
- الأنبا بولا
- الأوضاع الاقتصادية
- الإرهاب الأسود
- الإسلام دين
- الإمام الأكبر
- البابا تواضروس
- آلات
- أحمد الطيب
- الأجيال القادمة
- الأمين العام
- الأنبا بولا
- الأوضاع الاقتصادية
- الإرهاب الأسود
- الإسلام دين
- الإمام الأكبر
- البابا تواضروس
- آلات
انطلقت، أمس، فعاليات مؤتمر الأزهر العالمى للسلام، بحضور أكثر من 100 قيادة دينية مسيحية وسنية وشيعية حول العالم، بفندق «فيرمونت تاورز هيليوبوليس»، وناقش المشاركون «معوقات السلام فى العالم المعاصر.. المخاطر والتحديات، إساءة التأويل للنصوص الدينية وأثره على السلم العالمى، الفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما على السلام، ثقافة السلام فى الأديان بين الواقع والمأمول». ويعقد المؤتمر، اليوم، ثانى جلساته بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمشاركة البابا فرنسيس الثانى بابا الفاتيكان، ومن المرجح أن تصدر وثيقة السلام فى التوصيات الأخيرة للمؤتمر.
{long_qoute_1}
وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الإسلام دين سلام وليس دين عدوان، والأديان الإلهية كلها سواء فى هذا التأصيل المحورى لقضية السلام. وأضاف، خلال كلمته بالمؤتمر «الإسلام ينفتح على الآخر واحترامه واحترام عقائده، فكيف يصح فى الأذهان وصفه بأنه دين الإرهاب؟»، مضيفاً: «إذا قيل الإسلام دينُ إرهابٍ، لأن الذين يمارسون الإرهاب مسلمون؟ فهل يقال إن المسيحية دين إرهاب، لأن الإرهاب مورس باسمها هى الأخرى؟ وإذا قيل: لا تحاكموا الأديان بجرائم بعض المؤمنين بها، فلماذا لا يقال ذلك على الإسلام؟ ولماذا الإصرار على بقائه أسيراً فى سجن الإسلاموفوبيا ظلماً وبهتاناً وزوراً، علينا أن نستغل هذا المؤتمر النادر لنعلن للناس أن الأديان بريئة من تُهمة الإرهاب، وأن الإرهاب الأسود الذى يحصد أرواح المسلمين فى الشرق أياً كان اسمه ولقبه واللافتة التى يرفعها لا تعود أسبابه إلى شريعة الإسلام ولا إلى قرآن المسلمين، وإنما ترجع أسبابه البعيدة إلى سياسات كبرى جائرة اعتادت التسلُّط والهيمنة والكيل بمكيالين».
وأضاف «الطيب»: «القُرآنَ الكريم يُقَرِّر حقيقة الاختلاف بين الناس ديناً واعتقاداً ولُغَةً ولوناً، فالاختلافَ سُنَّة الله فى عباده التى لا تتبدَّل ولا تزول إلى أنْ تَزُولَ الدُّنيا ومَا عليها، ويترتَّب على حَقيقة الاختِلاف فى الدِّين منطقياً حق حُريَّةِ الاعتِقَاد لأنَّ حُريَّةَ الاعتقاد، مع الاختلاف فى الدِّينِ، تمثل وجهين لعملةٍ واحدة، وحُريَّةُ الاعتقاد تستلزم بالضَّرُورة نفى الإكراه على الدينِ، والقُرآنُ صَريحٌ فى تقريرِ حُريَّة الاعتقاد مع ما يلزمه من نفيِ الإكراه على العقائد، وحين ننتقل إلى تكييف العلاقة بين المختلفين عقيدةً، والأحرار فى اختيار عقائدهم، نجد القرآن صريحاً فى تحديد هذه العلاقة بإطارين، الأول: إطار الحوار، وليس أى حوار، بل هو الحوار الطيب المهذَّب، والإطار الثانى: إطار التعارف الذى يعنى التفاهُم والتعاون والتأثير والتأثُّر».
{long_qoute_2}
وتابع: «أما الحرب فى الإسلام فهى ضرورة، واستثناء يُلجأ إليه حين لا يكون منه بدٌّ، وهذه هى نصيحة نبى الإسلام: (لَا تَتمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ)، وليست الحرب فى الإسلام هجومية، بل دفاعية، وأول تشريع يبيح للمسلمين إعلان الحرب ورفع السلاح تشريع مُعلَّل بدفع الظلم والدفاع عن المظلومين، ومشروعية الحرب فى الإسلام ليست مقصورة على الدفاع عن المساجد فقط، بل مشروعة بالقدر ذاته للدفاع عن الكنائس وعن معابد اليهود، وإن تعجب فأعجب لدينٍ يدفع أبناءه ليقاتلوا من أجل تأمين أهل الأديان الإلهية الأخرى، وتأمين أماكن عباداتهم، فالإسلام لم يقاتل غير المسلمين تحت بند (كفار)، فكيف والقرآن الذى يحمله المسلمون معهم فى حروبهم يقول (فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ)، بل قاتل تحت بند العدوان».
وأكد البابا تواضروس الثانى، فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه الأنبا بولا، أننا لن نواجه آلات الموت إلا بنشر السلام فى ربوع المسكونة، وأن مصر ستنتصر على الإرهاب بزرع ثقافة السلام والمحبة فى قلوب النَّاس، مشدداً على ضرورة أن يكون البشر أداة حقيقية لنشر السلام بين الشعوب، وأنه بات على الضمير العالمى الوقوف أمام داعمى الإرهاب ومموليه، ووحدة الصف العالمى فى تجفيف منابع الإرهاب المالى والعسكرى والفكرى.
وناشد البابا تواضروس الثانى ضرورة السعى قدماً لإنهاء البؤر الاستعمارية فى العالم كما هو الحال فى فلسطين، وكذلك تقليل الفجوة الاقتصادية بين الدول الغنية والفقيرة والسعى لوجود حد أدنى لمستوى معيشة الفرد فى كل بلدان العالم لأجل الوصول إلى مبتغانا من التعايش السلمى بين الجميع، مشيراً إلى أنَّ الأوضاع الاقتصادية حول العالم تستدعى عمل الأغنياء بجدية على التكافل الاجتماعى لتقليل الفروق فى المستوى المعيشى بين أفراد الدولة الواحدة لنشر السلام الاجتماعى.
وقال القس الدكتور جيم وينكلر الأمين العام للمجلس الوطنى للكنائس بالولايات المتحدة، إنه على قناعة بأنه لا يمكن أن يعيش العالمُ فى سلامٍ حتى يتعلم المسيحيون والمسلمون واليهود العيش فى سلامٍ واحترام متبادل، وأن يعملوا جميعاً لخير البشرية جمعاء. وأضاف أنه يأمل أن يزور الإمام الأكبر الولايات المتحدة قريباً، مؤكداً أنه على استعداد لمد يد العون والمساعدة لمساعى الإمام لإرساء السلام والعيش المشترك.
ولفت «وينكلر» إلى أنه يعمل على تشجيع كنائسنا المحلية على إقامة يوم أحد للاجئين، كما نرفض استخدام الإيمان المسيحى لصالح أغراض عنصرية ضد المسلمين، إضافة إلى العمل على توسيع الحركات بين الأديان فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، ومواجهة المحاولات التى تسعى لمنع المسلمين من فرصة بناء المساجد والمراكز المجتمعية. وقال القس الدكتور أولاف فيكس، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى، إن الهوية والنصوص الدينية يساء استخدامها من قبل البعض لإضفاء الشرعية على العنف والإرهاب الذى يرتكبونه باسم الدين، مبيناً أن البشرية يجب أن تنبذ هذه الدعوات لكى تعيش الأجيال القادمة فى سلام، ولكى تتحقق تطلعاتهم وأحلامهم.