رسالة محافظ كفر الشيخ: «إوعى تبدع.. إوعى تنطلق»
- الرئيس السيسى
- تجارب الشباب
- حقوق الحيوانات
- عز الشباب
- فى مصر
- كلكم راع
- مؤسسات إعلامية
- محافظ كفر الشيخ
- أسماء
- أشياء
- الرئيس السيسى
- تجارب الشباب
- حقوق الحيوانات
- عز الشباب
- فى مصر
- كلكم راع
- مؤسسات إعلامية
- محافظ كفر الشيخ
- أسماء
- أشياء
«ابدع انطلق».. يثير الشعار لدىّ نوازع كثيرة، قاربتُ على إتمام عامى الـ36، لكن طوفان الحماس لم ينضب، إنه عز الشباب، وفى الشعار عز الحماس، كلما طالعته شعرت أنه لا يزال أمامى الكثير والكثير لأفعله، يا الله.. نحن قادرون على بناء ذلك الوطن الذى نطمح إليه، أو على الأقل نطمح لأن يدركه صغارنا، نعوّض فيهم ما حُرمنا منه، ونمنحهم بأيدينا ما عجزنا عن صنعه لأنفسنا.
كلمات كثيرة تجرى فى هذا السياق، يخفت الوميض لحظة حين يطالع بعض الأسماء التى تشارك فى المؤتمر، ثم يعود إلى أعلى درجاته حين يطالع تجارب الشباب الذى تقدم للمشاركة ونجح فى الوصول، على هذا المنوال تسير الأمور والمشاعر، ترمومتر الوميض يخفت ويعلو، هكذا هى طبيعة الأشياء.. لكنه، وقبل انطلاق المؤتمر بساعات، خفت الوميض وانفجر الترمومتر، حين طالعت الخبر الذى توحدت الصحف والمواقع فى نشره نسبة إلى مصدره، دون أن أدرى هل ينشرونه على سبيل السخرية، أم أن فى الخبر قيمة تُذكر لا بد من إعلام القارئ بها.
«نسر يلجأ لمحافظ كفر الشيخ»، وفى رواية أخرى «نسر يحتمى بمحافظة كفر الشيخ»، وفى الروايتين ما يفيد بأن معالى المحافظ اهتم وكلف وتابع محاولات إنقاذ النسر مما لحق به من أذى بسبب مجموعة غربان.. لقد بذلت جهداً كبيراً فى فهم الخبر، وطبيعة التدخل الذى قام به المحافظ فى خناقة طيور دارت رحاها فى سماء محافظته، ألهذا الحد يمارس المحافظ دوره المكتوب فى السنّة الشريفة «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» حتى لو كانت الرعية «طير فى السما»، ألهذا الحد يملك المحافظ منظومة إعلامية تحوّل كل تحرك للمحافظ إلى إنجاز ترسله مرفقاً بصور إلى مؤسسات إعلامية؟! تعاملت مع الأمر باعتباره «أهو خبر والسلام».
وللعلم، لا يعيب المحافظ فعله، ولا يتناقض مع ما يقال حول وجود مشكلات فى محافظته كانت أولى بالمتابعة والتكليف والتحرك، لكن يعيبه ويعيب مسئولى محافظته أن يتصدر الخبر صحفاً ومواقع، وأن يؤكد المراسلون لمسئولى صحفهم المشككين فى الرواية: «مبعوت كده من المحافظة»، وأن يسمح المحافظ من الأساس بتحويل موقف إنسانى إلى مادة إعلامية بقصد التدليل على رقة وإنسانية ورقىّ المحافظ فى التعامل مع الطيور والحيوانات.
إننى أكاد أجزم أن الخبر لم يسعد أولئك المهتمين بحقوق الحيوانات والطيور فى مصر، فما الذى يضيرهم فى نسر تكاثرت عليه الغربان وكادت أن تُلحق به الأذى، إنها معركة متكافئة، البقاء فيها للأقوى، أعتقد أن ما يضيرهم أكثر هو تلك المعارك غير المتكافئة التى تباغتهم يومياً، أطفال يلاحقون الكلاب والقطط فى الشوارع يحدثون فيها جروحاً وإصابات، وشباب يباهى بفيديوهات ذبح الحيوانات، دون أن يبادر مسئول بالتحرك أو حتى دراسة تلك البلاغات والتحذيرات التى ملّ نشطاء حقوق الحيوان ترديدها.
أتخيل حجم السخرية التى واجهها المحافظ بفضل فعلته البريئة فى مضمونها، المسيئة فى شكلها النهائى، وأتخيل أكثر حجم المأساة الملقاة على عاتق الرئيس السيسى، يعمل هو فى اتجاه أو هكذا يحاول، ويعمل الآخرون فى اتجاه آخر، أشد غرابة وأكثر بؤساً، ورغم أننى أتلمس له الأعذار، لكننى لا أتلمس له العذر فى سوء الاختيار الذى نتلمس كوارثه على مدار الساعة.
ولمزيد من المصارحة، أؤكد أننى لا أستهدف محافظ كفر الشيخ لشخصه، فربما كانت المرة الأولى التى أطالع فيها اسمه، لكننى أجد فى فعله نموذجاً لما يجب أن نحاربه، لما يجب أن نغيره، وما يجب أن يختفى قبل أن نطالب الجميع بتطبيق شعار «ابدع.. انطلق».