اللواء «عطية»: انتصرنا فى 73 بإرادتنا الحرة ومصر ستظل دولة شابة يخشاها أى معتدٍ

كتب: الوطن

اللواء «عطية»: انتصرنا فى 73 بإرادتنا الحرة ومصر ستظل دولة شابة يخشاها أى معتدٍ

اللواء «عطية»: انتصرنا فى 73 بإرادتنا الحرة ومصر ستظل دولة شابة يخشاها أى معتدٍ

قال اللواء ممدوح عطية، مدير إدارة «الحرب الكيميائية» بالقوات المسلحة الأسبق، ورئيس عمليات الإدارة خلال حرب أكتوبر المجيدة، إن الخبراء الروس قالوا إن مصر بحاجة لـ«قنبلتين ذريتين» لاقتحام خط بارليف، لكننا قهرنا العدو بإرادتنا الحرة وثقتنا فى الله.

{long_qoute_1}

■ باعتباركم أحد قادة «جيل أكتوبر» العظيم، ما الذى يميزه عن الأجيال الأخرى؟

- لقد كنا جنوداً أشداء، وشباباً ورجالاً نأكل «الزلط»، ولا نعرف المستحيل، بل نقهره؛ فـ«جيل أكتوبر» فريد من نوعه، حيث انتصر هذا الجيل بالسلاح لكى يمكن الوطن من أن ينتصر بالسياسة، ولا يمكن أن تجد فى جيلنا ضابطاً أو مجنداً واحداً تخاذل أو قصر فى حق وطنه، لأن عقيدتنا القتالية راسخة من خلال الإيمان بالله، والدفاع عن الوطن.

■ وكيف تقيِّم استرداد الأرض بـ«السياسة» بعد المعارك العسكرية؟

- كان هذا أمراً طبيعياً بعد الخسائر الفادحة التى لحقت بالعدو؛ فقد فاجأناه، وأبهرناه، وكانت مصر تتمتع بقيادة عسكرية سياسية واعية، ومخلصة لبلدها، ووطنها، كما هو الحال فى الوقت الراهن.

■ كنت رئيساً لفرع العمليات فى إدارة «الحرب الكيميائية» وقت الحرب.. فما ذكرياتك عنها؟

- كانت لدينا فى الإدارة مهام خطيرة، من أبرزها التعامل مع «النابلم»، وهو المانع الحارق الذى صنعه العدو الصهيونى من خلال 5 مواقع كانت بها «فناطيس مواد حارقة»، تم إعدادها باستخدام البترول المسروق منا، لإشعال سطح قناة السويس فى حال العبور، من خلال درجة حرارة لا تقل عن 1000 درجة مئوية.

■ وكيف عملتم على مواجهة هذا التحدى؟

- كان الفريق سعد الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقتها، موجوداً معنا باستمرار، ويتابع اقتراحاتنا بنفسه، ويناقش معنا الحلول، وكان معنا اللواء عبداللطيف الرافعى، مدير إدارة «الحرب الكيماوية» حينها، وكنت وقتها مسئولاً عن إجراء البيانات وتدريب الجنود على مثل هذه المواقف، وكنا نخرج للتدريب فى منطقة مماثلة لقناة السويس، ونقوم بعمل «إشعال تجريبى» مماثل ولكن كانت النتيجة محيرة، وكان التساؤل المطروح: كيف سنعبر وسط النيران؟ وأحضرنا قوات المطافئ الخاصة بالقوات المسلحة وأيضاً عناصر مدنية من «مطافئ العتبة»، وبدأنا نضع الخطط، وندرس كيفية العبور، ودخلنا فى العربة البرمائية وذهبنا إلى منطقة التدريب، وأتذكر أن أحد الجنود لم يكن يرتدى القناع، فوجدنا أن جلد وجهه «طقطق» من شدة الحرارة واللهيب.

■ فما الذى تم فى هذه المعضلة العسكرية حينها؟

- قلنا إن فرقة مشاة واحدة قد تتطلب 5 ملايين جنيه من أجل مواد الإطفاء، وطبعاً الظروف الاقتصادية لم تكن تسمح بذلك، لأن البلد كانت متعثرة اقتصادياً، ولكن كان هناك دور كبير للعزيمة والإصرار والتحدى، لكى نسترجع سيناء وننتصر، حتى تزدهر مصر وتنتعش اقتصادياً، وكان رئيس الأركان، ووزير الدفاع، وكبار القادة يتابعون الأمر معنا باستمرار حتى خرجنا بخطط مدروسة، ومحكمة.

■ وماذا كان رأى الخبراء الروس الذين كانوا موجودين فى مصر وقتها فى هذه المشكلة؟

- لقد تحدثوا عن حاجتنا إلى «قنبلتين ذريتين» لاقتحام خط بارليف، وحتى الأمريكان اعترضوا على اقتراحاتهم، وقالوا إننا بحاجة إلى سلاحين من المهندسين العسكريين الأمريكان والروس معاً، حتى نتمكن فقط من اقتحام خط بارليف، لكننا قهرنا العدو بإرادتنا الحرة، وبثقتنا فى الله.

■ وهل هناك موقف لن تنساه حدث خلال الحرب؟

- كان هناك شهيد معنا يعمل فى نطاق الجيش الثالث الميدانى، وكان يواجه فتحة مانع من الخرسانة المسلحة، وواجه الشهيد العدو بقاذف لهب حتى سمح لزملائه بالنجاة، ولكنه استقبل فى جسده أكثر من 100 طلقة، ومات وهو يهتف «الله أكبر».

■ وهل مصر قادرة على صد أى عدوان عليها؟

- مصر مهما كبرت ستظل دولة شابة يخشاها أى معتدٍ، لأن بها شباباً يدركون معنى الحشد جيداً، وامرأة تشجع، وتتحمل، وتربى أبناءها، وتدفع بالعزيمة والإرادة إلى نفوسهم.


مواضيع متعلقة