الخبير بـ«الأهرام»: الأوامر الملكية السعودية تلتف على مبدأ عدم التوريث للأبناء.. وتوسع وجود «أبناء سلمان» فى السلطة

الخبير بـ«الأهرام»: الأوامر الملكية السعودية تلتف على مبدأ عدم التوريث للأبناء.. وتوسع وجود «أبناء سلمان» فى السلطة
- أمر ملكى
- أوامر ملكية
- الأمير خالد
- الأمير متعب بن عبدالله
- الأمير محمد بن سلمان
- الجيل الثالث
- الخدمة المدنية
- السفير السعودى
- العاهل السعودى
- أبناء
- أمر ملكى
- أوامر ملكية
- الأمير خالد
- الأمير متعب بن عبدالله
- الأمير محمد بن سلمان
- الجيل الثالث
- الخدمة المدنية
- السفير السعودى
- العاهل السعودى
- أبناء
أصدر العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز أوامر ملكية، مساء أمس الأول، أبرز ما فيها إعادة المكافآت والمزايا للموظفين، وتعيين نجلى الملك الأمير خالد سفيراً لـ«الرياض» فى «واشنطن»، ونجله الآخر عبدالعزيز وزير دولة لشئون الطاقة فى منصب جديد، ما اعتبره الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور حسن أبوطالب محاولة «لتوسيع درجة أبناء الملك» فى السلطة، وقال، فى حوار لـ«الوطن»، إن «الأوامر تعطى رسائل عدة أبرزها أن الأمور الاقتصادية فى المملكة ليست سيئة كما يشاع، بإعادة بدلات ومكافآت الموظفين»، مشيراً إلى أن التعيينات للأبناء محاولة للالتفاف على مبدأ عدم توريث السلطة لأبناء الملك كما هو متبع فى المملكة... وإلى نص الحوار:
■ ما قراءتك للأوامر الملكية التى صدرت فى المملكة العربية السعودية مساء أمس الأول؟
- لدىّ ملاحظتان رئيسيتان، الأولى، أن الأوامر الملكية دمجت بين 3 أمور تبدو متباعدة فى الملامح، لكنها فى الوقت ذاته متقاربة فى محاور عامة، فتقدم رسالة للمجتمع السعودى بأن الأمور الاقتصادية ليست سيئة كما يشاع أو يقال، ولمسنا هذا المعنى فى الأمر الملكى بإعادة المزايا والمكافآت للموظفين إلى ما كانت عليه قبل وقفها فى إطار خطة التقشف التى طُبقت فى ديسمبر 2016. هذا الأمر يعنى أن السعودية رغم الظروف الاقتصادية تحاول إعطاء رسالة أن الوضع ليس سيئاً كما يقال.
{long_qoute_1}
■ والملاحظة الثانية؟
- محاولة لإيجاد شعبية لبعض هذه القرارات، ومسألة أن تتم الاختبارات الدراسية فى المدارس والجامعات قبل حلول شهر رمضان المبارك، يلقى قبولاً وشعبية لدى فئة الطلاب والأسر.
■ وماذا عن التغييرات فى المناصب الحكومية والوزارية؟
- تدخل فى إطار التغييرات الطبيعية التى تقدم عليها السلطة العليا، ولكن ما لفت نظرى أمران: الأول تعيين ولدين أو أميرين من أبناء الملك سلمان وهما الأمير خالد سفيراً للملكة فى «واشنطن»، مع إعفاء الأمير عبدالله بن فيصل بن تركى. وأيضاً تعيين الأمير عبدالعزيز وزير دولة فى وزارة الصناعة والطاقة.
{long_qoute_2}
■ وما دلالات تلك التعيينات فيما يخص نجلى الملك؟
- توسع درجة أبناء سلمان، الذين يندمجون فى بنية السلطة جنباً إلى جنب مع ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، وكما هو معروف فإن منصب السفير السعودى فى «واشنطن» مهم للغاية، وتعيين الأمير خالد يعطى إيحاءً بأن هناك محاولة لتكون وسائل الاتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية، لا أقول فى إطار أسرى، وإنما أن تخضع مباشرة للملك «سلمان» ومن خلاله تخضع لولى ولى العهد الأمير محمد من خلال علاقة أسرية، جنباً إلى جنب مع علاقة تنظيمية متعلقة بأمر ملكى.
■ ماذا عن منصب الأمير عبدالعزيز؟
- هناك خطة لطرح نسبة من شركة «أرامكو» وهى الأكبر فى العالم فى نطاق صناعة البترول كصكوك، لتمويل العجز فى الميزانية السعودية، وتعيين الأمير عبدالعزيز وزير دولة لشئون الطاقة فى وزارة الطاقة والصناعة التى ستكون مشرفة على بيع جزء من سندات أو صكوك شركة «أرامكو» يدل على الاهتمام الذى يوليه الملك لتلك العملية، من خلال إشراف مباشر له.
■ ما تعليقك على الإطاحة بوزير الخدمة المدنية وتحويله للتحقيق؟
إشارة لمسألة أن الملك مهتم جداً بمواجهة مظاهر الفساد إذا تم التأكد منها فى المستويات العليا، كما هى فى المستويات الدنيا. وبالتالى فإن هذه القرارات تجمع بين أكثر من رسالة فى الوقت ذاته، رسالة فيما يتعلق بإعادة المكافآت والبدلات واختبارات رمضان ومواجهة الفساد وتعيين 2 من أبنائه فى منصبين مهمين يتبعان مباشرة للملك.
■ هل تحولت ولاية الملك سلمان إلى مرحلة انتقالية لتمكين أحفاد المؤسس الملك عبدالعزيز من السلطة؟
- طوال الخمسين أو الستين سنة الماضية، كانت الفكرة أن يكون هناك نوع من تداول السلطة وانتشارها بين أبناء الملك عبدالعزيز فيما يتعلق بناحية الأم، حين يكون الملك من السديرية يكون ولى العهد شقيقاً من أم أخرى، والعكس صحيح، ما حدث فى عهد الملك عبدالله رحمه الله والملك سلمان هو استحداث منصب ولى ولى العهد وأعطى هذا المنصب لأحد أبناء الملك، مثلاً الأمير متعب بن عبدالله كان ولى ولى العهد للأمير سلمان وقتها حين كان ولى عهد الملك عبدالله.
■ وما الذى يشير إليه هذا التقليد فى إطار الأوامر الملكية الجديدة؟
- يعطى إشارة أن أحد أبنائه يكون ولياً للعهد إذا ما حدث الأمر القدرى، ويعطى إشارة أن أحد أبناء الملك الذى هو من الجيل الثالث للمؤسس عبدالعزيز، ما يعنى أن الملك يرغب أن أحد أبنائه يكون ولى ولى العهد، أى أن يكون الابن هو الملك فى وقت ما بعده، إذا حدث هذا الأمر، فإن هذا يعنى نزعة للتوريث، وهذا الأمر كان معروفاً فى المملكة أنه لا يتم اللجوء إليه، بمعنى لا يوجد ملك ورث ابنه الحكم.
■ هل نعتبره نوعاً من التحايل فى مسألة التوريث المباشر من الملك للابن؟
- نستطيع اعتباره التفافاً على هذا المبدأ الذى التزم به الإخوة الكبار أو أبناء الملك عبدالعزيز، سواء من السديريين أو من الأمهات الأخريات، وهذا مؤشر جديد لبنية السلطة فى السعودية. ولكن من تجربة الملك سلمان أنه عندما جاء ملكاً أعفى مباشرة ولى ولى العهد الأمير متعب بن عبدالله، وبالتالى من يضمن أن الملك المقبل لن يعفى ولى ولى العهد الحالى الأمير محمد بن سلمان، وهذه نقطة يجب أن ينظر إليها باعتبار أن هناك تقاليد لا تزال موجودة فى الأسرة، والبعض لا يزال متمسكاً بها.
■ ولمن يعود القرار فى هذه الأمور الحساسة؟
- هناك بعض القرارات تأخذ بالتشاور، لكن هناك بعض القرارات ذات الطابع التنفيذى يرى الملك أنه مؤهل لاتخاذها، وإذا نظرنا إلى تلك القرارات نجد أنها ترقية للأمراء من أبناء آخرين للملك عبدالعزيز، مثل ترقية اللواء الركن فهد بن تركى بن عبدالعزيز قائداً للقوات البرية، وهناك أمير آخر تمت ترقيته بهذا المعنى، وبالتالى هناك محاولة ومراعاة لأبناء الأمراء الآخرين الذين يمثلون إخوة الملك سلمان.