كل ما بقى من «الزيارة».. ورود وأشجار جافة

كل ما بقى من «الزيارة».. ورود وأشجار جافة
- أهالى الصعيد
- إشارة البدء
- الإجراءات الأمنية
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- الطرق الداخلية
- القوات المسلحة
- المليون فدان
- أبواب
- أجواء
- أهالى الصعيد
- إشارة البدء
- الإجراءات الأمنية
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- الطرق الداخلية
- القوات المسلحة
- المليون فدان
- أبواب
- أجواء
بعد إعطاء الرئيس عبدالفتاح السيسى إشارة البدء فى المشروع، وقُبيل زيارته الثانية ليشهد موسم حصاد القمح، انقلبت مدينة الفرافرة رأساً على عقب، خصوصاً منطقة سهل بركة، موقع مشروع المليون ونصف المليون فدان، واضطر عدد كبير من المقاولين إلى مضاعفة أعداد العاملين حتى يتمكنوا من الانتهاء من جميع التجهيزات المتعلقة بالمشروع.
توافدت العمالة، وتم تجهيز منطقة البيوت السكنية التى سيتم تسليمها إلى أصحابها، حيث ازدانت المناطق بالأشجار الخضراء وأحواض الزهور، على اختلاف أشكالها، وتم الانتهاء من تركيب الأبواب والنوافذ الخشبية، كما تم تمهيد الطرق والانتهاء منها، وإيصال المياه إلى منطقة المشروع، استعداداً لاستقبال رئيس الجمهورية، وبالفعل جاء الرئيس، وشهد موسم حصاد القمح، وبدا كل شىء على ما يُرام.
{long_qoute_1}
«الوطن» زارت أرض المشروع قبل أيام من تسليمها، لرصد آخر التطورات، ونقل صورة حية من الموقع، فى البداية بدا كل شىء هادئاً إلا من عدد قليل من «الخفر» المسئولين عن تأمين منطقة البيوت السكنية.
بابتسامة هادئة ووجه جنوبى يحمل قسمات أهالى الصعيد، استقبلنا أحد الشباب الذين عيّنتهم إحدى الشركات المكلفة بتنفيذ المشروع، تحتفظ «الوطن» باسمه، يقول إنه كان واحداً من الذين حظوا باستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المنصة، حيث تم إخلاء جميع العاملين فى المنطقة، ولم يتم لهم السماح بالخروج، وكان هذا ضمن الإجراءات الأمنية التى قامت بها القوات المسلحة قبل زيارة الرئيس بيومين.
ويضيف الشاب: «قبل زيارة الرئيس بشهر ونصف الشهر تبدّلت الأوضاع، وبدأت الشركات تضغط على المقاولين لكى ينتهوا سريعاً من التجهيزات، لأن البيوت كانت لسه ماخلصتش، والشركات متأخرة فى التنفيذ، وبقدرة قادر فى وقت قليل تم دهان البيوت وتركيب الشبابيك والبيبان، حتى الأسفلت ماكانش موجود والمقاولين قدروا يسفلتوا الطرق الداخلية للمشروع قبل زيارة الريس بأسبوع».
وتابع الشاب أنه بالإضافة إلى تجهيز البيوت، قام العاملون بزراعة الأشجار الخضراء وأحواض الورد، وعمل الجميع على قدم وساق، حتى يتم الانتهاء من التجهيزات قبل الزيارة، وحول موت الأشجار واختفاء أحواض الأزهار والإهمال، الذى عانت منه الطرق، أوضح الشاب أنه استمر فى رى الأشجار وأحواض الأزهار من خلال خزان مياه كان يحمله على سيارته لمدة 3 أشهر، نظراً لأن المياه لم تصل إلى البيوت السكنية فى المشروع، وكانت الشركة التى يعمل بها تحاسبه على ذلك، ومع طول الوقت وعدم تشغيل محطة المياه الملحقة بالمشروع ماتت الأشجار والأزهار، لافتاً إلى أن الشركات سوف تعود مرة أخرى قبل تسليم الأراضى والبيوت لوضع اللمسات الأخيرة قبل عمليات التسليم.
زيادة الطلب على العمالة قبل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المشروع، أدت إلى نشوب الكثير من المشكلات بين العمال والمقاولين، حيث رفض عدد من المقاولين منح العمال أجورهم إلا بعد الانتهاء من العمل وزيارة الرئيس إلى المشروع، وهو الأمر الذى وافق عليه العمال، ليفاجأ أغلبهم باختفاء المقاولين وتركهم المشروع.
يحيى شعبان عبدالهادى، أحد العمال، يقول عن الأجواء التى سبقت زيارة الرئيس إلى المشروع، أنه قبل الزيارة بأسبوع لم تتمكن الشركات من الانتهاء من التجهيزات، حيث لجأ الجميع إلى تشطيب الوحدات السكنية من الخارج، ودهان الأبواب على الخشب، دون تدعيمها بطبقة المعجون التى تسبق الدهان، مردداً: «من جوه كانت المبانى زى ما هى، كل اللى اتعمل كان دهان المبنى من بره، حتى البيبان أنا دهنتها من غير معجون»، مشيراً إلى أن أحد المقاولين طلبه للعمل فى منطقة تابعة للمشروع، إلا أنه ما زال متردداً بعدما فشل فى الحصول على مستحقاته المالية السابقة، وتمنى أن تكون هناك رقابة على عمل المقاولين فى المشروع، لأنهم لا يُنفّذون وعهودهم تجاه العمال.