المنيا.. رأس المال «طين».. والعمال فى انتظار التطوير.. والأسواق الخارجية حلم الصناع

كتب: إسلام فهمى

المنيا.. رأس المال «طين».. والعمال فى انتظار التطوير.. والأسواق الخارجية حلم الصناع

المنيا.. رأس المال «طين».. والعمال فى انتظار التطوير.. والأسواق الخارجية حلم الصناع

برأس مال ضئيل من الطين، استطاع صانعو الفخار فى محافظة المنيا أن يشكلوا منتجات يدوية تستخدم فى العديد من الأغراض المنزلية، فى قرى ونجوع المحافظة، ورغم التطور الهائل فى صناعة الأدوات المنزلية البلاستيكية التى تستخدم فى حفظ الطعام والشراب، إلا أن مهنة الفخار ما زالت موجودة هناك حتى وقتنا هذا، وهى من المهن القديمة التى تعود إلى عصر الفراعنة، ومن أبرز المنتجات الفخارية «الأزيار» التى تستخدم فى تخزين مياه الشرب ويعتبرها بعض الفلاحين أفضل من الفلاتر التى تنقى المياه من الرواسب والشوائب، و«الماجور» الذى يستخدم فى حفظ منتجان الألبان، و«المنقد» الذى يستخدم فى التدفئة خلال فصل الشتاء.

ويعتبر حسن الفخرانى، أحد صانعى الفخار بقرية «منسافيس»، مركز أبوقرقاص، أنه يقوم بعمل إبداعى، يتعامل خلاله مع مواد خام بسيطة جداً مستوحاة من الطبيعة، عبارة عن طمى وطين، ويقوم بتشكيلها بطريقة تلفت الأنظار، ورغم مخاوفه وانزعاجه الدائم من اندثار هذه الصناعة اليدوية المهمة، بسبب انتشار المنتجات البلاستيكية من أوانى الطهى وحفظ الطعام، إلا أنه يرى أن صناعة الفخار تُعبر عن الماضى وتحاكى تراثنا القديم منذ مئات السنين.

ويقول الفخرانى: «صناعة الفخار تعتمد على الطمى والتبن وتراب الفرن، وتستخرج من هذه المكونات القدر والأزيار، لتخزين مياه الشرب، والمواجير لحفظ منتجات الألبان، وبلاطة الفرن التى يتم إشعال النار أسفلها لصناعة الخبز الفلاحى من الذرة الشامية والمعروف «بالعيش البتاو».

{long_qoute_1}

ويشير الفخرانى إلى أن أسعار الأوانى الفخارية موحدة ومعروفة فى السوق، فسعر الزير الوسط 5 جنيهات، والكبير 15 جنيهاً، و«القدرة» سعرها 4 جنيهات، كما تتراوح أجرة الصنايعى من 30 إلى 50 جنيهاً يومياً، حسب الإنتاج، ويكون إنتاج المطرح «مكان التصنيع» 100 قطعة من مختلف الأنواع، بصافى ربح يتراوح ما بين 500 إلى 1000 جنيه كل أسبوعين، لافتاً إلى أنه على الرغم من المنافسة الشرسة التى تواجه صانعى الفخار جراء انتشار الأدوات البلاستيكية، إلا أننا ما زلنا موجودين فى السوق بهذه المنتجات والصناعات البدائية، حيث يزداد الطلب فى فصل الشتاء على المنقد، الذى يستخدم فى إشعال الخشب والفحم للتدفئة من البرد القارس، وفى فصل الصيف فى موسم حصاد القمح وطرح البلح يزداد بيع «القدر» و«الأزيار» بشكل ملحوظ، وهى تستخدم لتخزين المحاصيل الزراعية مثل البلح لحفظه من التلف والتسوس، كما أن الأزيار تستخدم لحفظ بعض منتجات الألبان مثل «اللبن الزير»، وهو اللبن الذى يستخدم فى صناعة الكشك الفلاحى.

وقال على ربيع، صانع فخار: «من أبرز التحديات التى تواجه المهنة تحرير محاضر للقائمين عليها، عندما يقوم بعض الصبية من العاملين بالمطارح بإحضار الطمى من ضفاف الترع ونهر النيل أو الجسور، مؤكداً أن صناعة الفخار موسمية تنشط وتتراجع فى أوقات محددة خلال العام، ولو تم إدخال بعض التطوير عليها، مثل إضافة مادة من السيراميك ستنافس هذه المنتجات منتجات دول أخرى مثل الصين، مشيراً إلى أن بعض الباعة الوافدين من دول شرق آسيا كانوا فى فترة من الفترات يتجولون بقرى المحافظة، وتحديداً قبل ثورة 25 يناير، ويعرضون أوانى مصنوعة من الفخار لكن بها بعض التعديلات الطفيفة التى تعتمد على المظهر الخارجى «التشطيب»، وكانوا يبيعونها بأسعار مرتفعة مقارنة بالمنتجات الفخارية المحلية»، وناشد ربيع المسئولين أن يهتموا بهذه الصناعة، ويحاولوا دعم القائمين عليها حتى يتم تطويرها للأفضل، وعقب ذلك تتم مناقشة كيفية فتح أسواق خارجية للترويج لهذه المنتجات مع عمل دراسات لاحتياجات السوق الخارجية.


مواضيع متعلقة