الخبير الإعلامى: حاسبوا «المذيعين».. و«ضيوف الشتائم»

كتب: انتصار الغيطانى

الخبير الإعلامى: حاسبوا «المذيعين».. و«ضيوف الشتائم»

الخبير الإعلامى: حاسبوا «المذيعين».. و«ضيوف الشتائم»

أكد الدكتور صفوت العالم، الخبير الإعلامى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن بعض المذيعين ومقدمى البرامج مسئولون عن تدنى الخطاب الإعلامى، لأنهم غير متخصصين أو أكاديميين، ودعا لمحاسبة من أتاح المنبر الإعلامى لمثل هؤلاء ليكونوا أوصياء على المجتمع، لأنهم يستضيفون فى برامجهم من يصم آذان المشاهدين بالشتائم والسباب وتخوين الجميع، وقال فى حواره مع «الوطن»، إن مقدمى البرامج من الفنانين حولوا الفضائيات إلى «قعدة ستات»، لأنهم لا يدركون أهمية المنبر الإعلامى والرسالة التى يوجهها للمشاهدين، داعياً المجلس الأعلى للإعلام لأن يتدخل لإنقاذ الشعب من الفوضى والعشوائية الإعلامية ويعيد ضبط المنظومة من جديد.

 {long_qoute_1}

■ ما رأيك فى تدنى الخطاب الإعلامى الذى وصل إلى حد تعميق الكراهية بين المواطنين؟

- القضية ليست قضية مستوى الإعلام فلا تظلموه، بل انظروا إلى القضايا التى يثيرها المذيعون ومقدمو البرامج على الشاشات، وهى قضايا تثير الفتن والضغائن والمشاكل والأزمات بين فئات المجتمع، وهناك أيضاً نوعية «الضيوف» الذين أصبحت الفضائيات ساحة مفتوحة لهم، وتدنى مستوى المداخلات الهاتفية الذى قد تتجاوز الساعة، ووجود بعض الضيوف فى الاستوديوهات بشكل دائم، وأحاديثهم دائماً ما تحتوى على ألفاظ غير لائقة ومنفلتة، بالإضافة إلى الشتائم والسباب وغيرها من الصفات التى نشاهدها يومياً على الشاشات، كما تعج الشاشة بالضيوف الذين يكيلون الاتهامات للآخرين أو بمعنى آخر ضيوف «البلاغات»، وهم من يتهمون من يتبنى وجهة نظر مختلفة عنهم بـ«الخيانة»، وأنه يتجاهل الإحساس بمشاكل بلده، وكل هذا يروج لسلوكيات خاطئة أصبحت مع الأسف سمة أساسية فى جميع البرامج لتحقيق أعلى نسب مشاهدة، وهذا ما يسعى إليه الإعلام حالياً، دون النظر إلى نتائج هذه السلوكيات فى توجيه المشاهدين، التى انعكست بشكل سلبى جداً على مجتمعنا.

{long_qoute_2}

■ وأين الدور التوعوى الذى من المفترض أن يلعبه المذيعون؟

- مع الأسف مذيعو برامج التوك شو والإعلاميون على الشاشة، هم من يدفعون الضيوف للوصول إلى هذه المرحلة من الانفلات، حيث إن بعض «المذيعين» ذوى الأصوات العالية والنبرة الحادة والصراخ والعويل على الشاشات، لا يفقهون معنى كلمة «إعلام» وبعضهم جهلاء بالفعل، حتى إن هناك مذيعين يستخدمون ألفاظاً مثل «ها ضربه بالنار» هكذا على الهواء وأمام ملايين المشاهدين دون أى ضبط إعلامى، بل جعلوا من أنفسهم أوصياء على الآخرين، وأن آراءهم هى الصحيحة ويجب أن يلغى أمامها أى آراء أخرى، وتنتاب ضيوفهم حالة من «الاستكانة» أى الذين يوافقون على جميع هذه الآراء والتوجهات ويسيرون على الخط المطلوب دون أى مناقشة أو اعتراض، فماذا تنتظرون من هؤلاء «المذيعين»، وماذا تنتظرون أن يكون رأى المشاهدين فى هذه المادة التى يتم تصديرها لهم من خلال الشاشات، هذا بالإضافة إلى النوعية الأخرى من «الفنانين» الذين أصبحوا سمة جديدة وأساسية فى جميع القنوات لتقديم «البرامج» أياً كانت نوعية هذه البرامج، ذلك لأن أصحاب القنوات يخلعون لقب «إعلامى أو مذيع» على أى شخص يجلس أمام الكاميرا، دون النظر إلى خلفيته العلمية والأكاديمية، والدليل على ذلك، «قعدة الستات» التى أصبحت موجودة فى جميع القنوات تقريباً وتقدمها بعض الفنانات، دون أن يكون لها أى هدف، أو تقدم معلومات مفيدة للمشاهدين، بل ساعات فى الضحك والتهريج مع الضيف دون أن تكون هناك رؤية واضحة لمسار الحوار.

■ ما رؤيتك للقضاء على تلك الظواهر السلبية فى الخطاب الإعلامى؟

- الحل بات حالياً منوطاً بالمجلس الأعلى للإعلام، فعليه وبشكل عاجل أن يبدأ فى تشكيل لجان لرصد ومتابعة كل ما يدور على الفضائيات المصرية، وتقييمها مهنياً، وأن يتخذ إجراءات عاجلة ضد جميع هذه المخالفات اليومية، وتحريكها حسب الشكل القانونى «للمجلس» حتى لو وصل الأمر إلى إلغاء برامج ومنع مذيعين من الظهور، خاصة أننا كنا فى انتظار تشكيل هذا المجلس من أجل ضبط المنظومة الإعلامية والقضاء على العشوائية والفوضى الموجودة على الفضائيات، التى أصبحت تثير أزمات يومياً فى المجتمع المصرى، خاصة بعد استغلال القنوات والمذيعين «السوشيال ميديا» فى نشر المقاطع «المثيرة» فى برامجهم، خاصة التى تضم «شتائم وسباباً».


مواضيع متعلقة