المشاط: الحوار بين الدول المتقدمة والناشئة يدعم زيادة الإنتاجية والنمو

كتب: إسماعيل حماد

المشاط: الحوار بين الدول المتقدمة والناشئة يدعم زيادة الإنتاجية والنمو

المشاط: الحوار بين الدول المتقدمة والناشئة يدعم زيادة الإنتاجية والنمو

شاركت الدكتورة رانيا المشاط مستشار كبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي في الحوار الاقتصادي بين الدول المتقدمة ودوّل الاقتصاديات الناشئة الذي نظمته مؤسسة بروجل الاقتصادية في العاصمة البلجيكية بروكسل.

وتعد مؤسسة بروجل "Bruegel" من أهم مراكز الدراسات الفكرية الاقتصادية في أوروبا، ويرأس مجلس إدارتها جون كلود تريشية رئيس البنك المركزي الاوروبي الأسبق.

وحضر الحوار شخصيات اقتصادية متميزة وصناع للقرار الاقتصادي في الاتحاد الاوروبي ومنظمة التجارة العالمية ومحافظين لبنوك مركزية وخبراء وممارسيين للسياسات المالية والنقدية في العالم، بالاضافة الي خبراء دوليين في الطاقة والأمن وشوؤن الهجرة.

وركز الحوار الاقتصادي علي ثلاث محاور: أولاً، كيفية خلق سلاسل إنتاجية دولية "global value chains"؛ ثانيا، أثر اتفاق باريس المناخي علي اقتصاديات الدول المنتجة والمصدرة للبترول في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا؛ ثالثاً، الوضع الأمني في المنطقة وأثره علي النمو الاقتصادي والهجرة من الشرق الأوسط وشمال افريقيا إليّ أوروبا. وتطرقت المشاط في مشاركتها في المحور الأول على أهمية سلاسل الإنتاج الدولي كداعم للإنتاجية المحلية وزيادة النمو الاقتصادي، ولكي تصل الدولة الي الاستفادة من هذا النموذج من الانتاج عليها صياغة إطار واضح للسياسة الاقتصادية بما فيها من تحديد الميزة التنافسية في الانتاج من حيث القوة العاملة والبنية التحتية بالاضافة الي تكلفة الانتاج وبالأخص ضرورة الحفاظ علي معدلات مستقرة ومنخفضة للتضخم.

وتأتي أهمية رسم الخطة الاستثمارية وصياغة السياسة الاستثمارية لتشجيع التصنيع والصناعات التحويلية التي تعتبرالأساس في سلاسل الإنتاج الدولي، ويجب تسليط الضوء على تجمعات إنتاج الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيعها هي والقطاع الخاص بما يخدم خلق وتعظيم سلاسل الانتاج الدولي، هذا بالاضافة الي تغيير القوانين والتشريعات بما يتسق مع تطبيق المعايير الدولية وحقوق الانتاج.

ويضاف إلى ما سبق أهمية التنسيق بين الحكومات المختلفة لتمهيد الفرص وخلق سلاسل الإنتاج، بالإضافة إلى تسهيل عمليات التجارة خاصةً اللوجستية منها والتركيز علي التأهيل المهني لزيادة الإنتاجية والميزة التنافسية.

ومن النماذج الناجحة صناعة السيارات وقطع إنتاج الطائرات في المغرب، حيث تقدمت في خلال ٧ سنوات من المركز الثالث بإنتاج ٣ ٪‏ من سيارات القارة الافريقية إلى المركز الثاني بإنتاج ٤٥ ٪‏ من انتاج القارة.

وتطرق المحور الثاني إلى أهمية صياغة سياسات اقتصادية تدعم التحول إلى اقتصاد متنوع لتقليل الاعتماد على العوائد النفطية بعد اتفاق باريس المناخي والذي يُحد من انبعاث العوادم الكربونية، فبالرغم من احتمال انتاج وتصدير نفس الكميات من النفط إلا أن بدائل مصادر الطاقة بما فيها الطاقة الشمسية والطاقة المنتجة من الرياح قد تؤدي إلى انخفاض أسعار النفط وبالتالي الإيرادات النفطية، وبناءً عليه يصبح من الضروري تبني إصلاحات هيكلية تشجع القطاع الخاص وتؤدي إلى تنوع الاقتصاد.

ويأتي هنا اهمية السياسة الاستثمارية لصناديق الثروة السيادية التي ركزت بشكل أساسي علي القطاع العقاري والمضاربات المالية وبالتالي شجعت علي خلق اقتصاد ريعي منخفض الإنتاجية.

وبناءً علي ما سبق ذكره يجب أن يكون من الأولويات الاقتصادية التركيز علي التحول الهيكلي لخلق اقتصاد متنوع.

اما المحور الثالث للحوار الاقتصادي فقد ركز على سياسات التنمية والهجرة حيث عٌرضت بعض المقترحات ومنها التطرق إلى الوضع الأمني، الحوكمة وتقوية المؤسسات الاقتصادية لدعم ريادة القطاع الخاص، و تطوير التعليم وزيادة فرص العمل والتنسيق بين الحكومات لتنظيم عمليات الهجرة. هذا وقد اختارت السيدة كريستين لاجارد المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي أن ترفع الستار عن التقرير السنوي لآفاق الاقتصاد العالمي الذي يعده قسم الأبحاث الاقتصادية في صندوق النقد الدولي في بروكسل تحت رعاية مؤسسة بروجل.

وفِي كلمتها شددّت لاجارد علي أهمية أن تكون السياسات الاقتصادية المحلية قائمة على التنسيق بين السياسات المالية والنقدية والهيكلية في كل دولة طبقاً لوضعها الاقتصادي.

 

جانب من الحوار في بروجل

رانيا المشاط مع جوترم وولف مدير مؤسسة بروجل الأوروبية

 


مواضيع متعلقة