سميحة أيوب: خُلقت لأكون سيدة المسرح العربى وعبدالناصر صاحب الفضل الأكبر فى نجاحاتى الفنية

كتب: محمود الرفاعى

سميحة أيوب: خُلقت لأكون سيدة المسرح العربى وعبدالناصر صاحب الفضل الأكبر فى نجاحاتى الفنية

سميحة أيوب: خُلقت لأكون سيدة المسرح العربى وعبدالناصر صاحب الفضل الأكبر فى نجاحاتى الفنية

«الحمد لله، رسالتى نجحت فى توصيلها، أتمنى أن يكون ربنا راضياً عنى» هكذا وصفت سيدة المسرح العربى سميحة أيوب، حياتها ومسيرتها الفنية التى تخطت الـ60 عاماً، وعاصرت خلالها أجيالاً عديدة من رموز الفن المصرى والعربى، ومثلت خلالها مصر فى أكبر وأضخم المحافل الفنية والثقافة بمختلف بقاع العالم إلى أن تم تكريمها بمنحها قلادة النيل التى تعد أعلى وسام فى البلد. تحدثت سيدة المسرح لـ«الوطن» عن مشاركتها الأخيرة كرئيس شرفى لمهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى، ورأيها فى المسرح الذى يقدمه الفنان أشرف عبدالباقى، وتقييمها للحالة الفنية التى تعيشها مصر خلال الفترة الحالية، وذكرياتها مع الرئيس جمال عبدالناصر وسبب إطلاق لقب «سيدة المسرح العربى» عليها.

{long_qoute_1}

■ ما تقييمك لفعاليات النسخة الثانية من مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى الذى ترأست دورته شرفياً؟

- الدورة كانت أكثر من رائعة، وتشعر أنها الدورة العاشرة وليست الثانية، فالأخطاء كانت قليلة للغاية ربما لا تذكر، فالقائمون على المهرجان برئاسة مازن الغرباوى ووفاء الحكيم قدموا كل ما فى وسعهم من أجل إخراجه فى أحسن صورة ممكنة، كما أن العروض والورش الفنية التى عرضت خلال الدورة كانت مختلفة وذات جاذبية، وأجمل ما فى الدورة هذا العام هو التلاحم والتجمع والاندماج بين شباب المسرح العربى والأوروبى والأمريكى، كما أن سعادتى فاقت حدودها حينما خرجت ندوة الفنان كرم مطاوع على أفضل ما يكون، وهو أمر يجعلنا نهدأ ونستريح بعض الوقت لكى نبدأ فى الاستعداد للدورة الثالثة فى العام المقبل. {left_qoute_1}

■ هل غضبت حينما تم اختيارك رئيسة شرفية لمهرجان خاص بالشباب وليس للعام؟

- إطلاقاً، فأنا عاشقة للشباب ودائماً ما أشجعهم وأثنى على أعمالهم، فالشباب بالنسبة لى هم النور والأمل الذى سيقود بلادنا ومستقبلنا لبر الأمان، حينما تم اختيارى لهذا المهرجان شعرت بسعادة غامرة، وقلت لنفسى «قد حان وقت رد الجيل الذى أخذته فى صغرى»، فأنا فى يوم من الأيام كنت فنانة صاعدة واحتجت أن يساعدنى ويدربنى فنانون كبار لديهم خبرة وباع طويلة، وبسببهم هؤلاء أصبحت اليوم فنانة كبيرة، فنحن أجيال نسلم الفن لبعضنا البعض، ولا بد أن يكون الجميع على قدر المسئولية.

■ كيف ترين حاضر ومستقبل المسرح المصرى؟

- المسرح يعكس حالة المجتمع، فإذا كان المجتمع صالحاً فستجد مسرحاً صالحاً، وإذا وجدت مجتمعاً فاسداً فسترى مسرحاً وفناً فاسداً وضعيفاً، وخلال الفترة الماضية كنا جميعاً بمصر والوطن العربى نعيش حالة من الضعف والمعاناة بسبب الظروف السياسية والاقتصادية، وعلى أثرها تأثر المسرح مثلما تأثرت كافة الفنون، كالسينما والغناء، ولكن فى الفترة الأخيرة ظهرت بوادر أمل جديدة للمسرح، وأتمنى من قلبى أن تستمر وأن يعود المسرح المصرى كما كان عليه فى السابق، وتسافر العروض المسرحية كافة أرجاء العالم، ويعود اسم مصر يتردد فى كافة المحافل الدولية مثلما كان يحدث فى زمن كرم مطاوع وسعد أردش وأحمد عبدالحليم.

■ ما شروط عودة سميحة أيوب للمسرح؟

- ليس لدىّ شروط قاسية أو مجحفة، فأنا فنانة والمسرح بيتى ومستعدة للعودة له فى أى وقت، خاصة أننى مقتنعة للغاية بأننا نمتلك مخرجين ومؤلفين رائعين وأيضاً فنانين على درجة كبيرة من الإبداع، ولكن المشكلة تكمن فى الجمهور، فحينما يعتدل المشاهد ويتوازن فكرياً، ويعرف يفرق بين العمل الجاد والعمل «الهايف» سأنزل له من بيتى وأقف له على خشبة المسرح، وهنا أنا لا أقصد الشباب مطلقاً، فهناك شاب واعٍ على درجة كبيرة من الثقافة ويعلمون قيمة ورسالة المسرح، ولكننى أتكلم عن الجمهور الذى أصبح يذهب إلى المسرح لكى يشاهد «اسكتشات» ويتداخل مع الفنانين فى نصوص عروضهم المسرحية، دون احترام لكيان المسرح، فأنا حينما أقف على المسرح وأسمع صوت مشاهد يتكلم أشعر كأن هناك شخصاً ضربنى على رأسى.

■ ما أفضل مدرسة مسرحية إخراجية تعاملت معها؟

- المسرح كله بالنسبة لى مدرسة واحدة، وأنا الحمد لله شاركت مع أهم المدارس المسرحية فى العالم، فقدمت مسرحية «أونكل فانيا» مع مخرج سوفيتى، وشاركت مع مخرج ألمانى فى مسرحية «دائرة التباشير القوقازية»، وقدمت مسرحية «أنطونيو وكليوباترا» مع مخرج ألمانى، وشاركت مع المسرح الفرنسى بمسرحية «فيدرا»، وكل تلك المدارس لم تكن تعلم بأن هناك مسرحاً من الأصل بمصر، وحينما شاركناهم فى التمثيل، واقتنعوا بموهبتنا، أصبحوا منبهرين، ومن بعدها أصبحت مصر تشارك فى كافة مهرجانات المسرح الدولية وذلك اعترافاً منهم بأن مصر مليئة بالمواهب المسرحية سواء فى التمثيل أو الإخراج أو التأليف.

{long_qoute_2}

■ هل خططت من البداية لكى تكونى سيدة المسرح العربى؟

- إطلاقاً، لم يكن لقب سيدة المسرح أو أن أكون ممثلة مسرحية كبيرة من أحلامى، فأنا كل ما سعيت له هو أن أكون ممثلة شاطرة، خلال عملى لتحقيق هذا الحلم وجدت أن المسرح استهوانى أكثر من السينما، فاجتهدت وعملت على ذلك، فكنت قبل أى عمل مسرحى أشارك فيه أجلس أياماً وأسابيع مع نفسى لكى أذاكره، ومن بعدها أبدأ أعطى انطباعى حول العمل وأتناقش مع مخرجه ومؤلفه، ومن هنا ازدادت خبرتى وتعلقى بالمسرح، وأصبحت بسبب ذلك فنانة مسرحية كبيرة، أما منحى لقب سيدة المسرح العربى، فهو بالنسبة لى شرف كبير، فأنا عاهدت الله على أن تكون رسالتى تنويرية وهادفة فى كل أعمالى حتى يرضى عنى وأدخل الجنة.

■ ما الشعور الذى ينتابك كلما تتذكرين أن مسيرتك الفنية تخطت حاجز الـ60 عاماً؟

- أشعر بحنين وفرحة لا مثيل لهما، وأفتخر بأن حلمى الذى رسمت له منذ طفولتى لم يضع هباء، ولم أفشل فى تحقيقه بل استطعت أن أحققه وأتخطى كل ما كنت أحلم به، فأجمل لحظات حياتى هى اللحظات التى كنت أجلس وأسترخى فيها وأسترجع خلالها شريط ذكرياتى الخاص بالفن وأراه يمر أمام عينىّ، وأشاهد فيه لحظات النجاح والتكريمات التى تسلمتها من الوطن العربى والغرب، فالنجاح الذى وصلت له لم يكن وليد الصدفة، ولكن هناك عظماء شاركونى فيه، فأنا محظوظة لأننى بدأت العمل فى الفن وسط نخبة من العظماء، سواء على مستوى التمثيل أو الكتابة أو الإخراج. {left_qoute_2}

■ هل نالت سميحة أيوب ما تستحقه من مصر؟

- للأمانة، أنا أخذت حقى كاملاً من التكريمات والأوسمة، ولا أستطيع أن أنكر هذا الأمر، فيكفى أننى فى العام الماضى حصلت على قلادة النيل التى تعد أكبر وسام فى جمهورية مصر العربية، وكنت السيدة الوحيدة الذى حصلت عليها، فمصر منحتنى أشياء أدبية كثيرة، ربما لم أحصل على مميزات مالية لكونى وافقت من البداية أن أكون موظفة حكومية.

■ ما الشعور الذى ينتابك مع كل تكريم تحصلين عليه؟

- مع كل تكريم أحصل عليه أشعر بأن هناك حاجة بداخلى تقول «الحمد لله رسالتك وصلت صح يا سميحة»، فالتعب لم يذهب هباء، فالوقوف على المسرح لحظة أى تكريم متعة لا توصف، فحينما أحصل على جائزة أو شهادة أشعر بأننى ملكة وأمتلك العالم كله فى يدى.

■ لماذا قبلت العمل الحكومى فى المسرح القومى فى حين أن كل المسارح المصرية والعربية تمنت التعامل معك؟

- المسرح القومى هو مسرح بلدى، وأنا تعهدت أن أكون سبباً فى تثقيف الشباب المصرى، ولذلك لم أكن أفكر فى أى عرض يأتى لى، فأتذكر أننى كنت أتقاضى 12 جنيهاً فى المسرح القومى، فى حين أن أحد المسارح عرض علىّ مبلغ 400 جنيه، حينها جلست أفكر فى العرض وجدت نفسى أقول «هقف على المسرح أقول إيه، مش أنا اللى هقف أقول نكت»، فأنا لن أضيع تاريخى من أجل حفنة جنيهات.

■ من أطلق عليك لقب «سيدة المسرح العربى»؟

- هذا اللقب أدين فى الفضل به لسيادة الرئيس السورى رحمة الله عليه «حافظ الأسد»، فخلال تكريمه لى فى سوريا ومنحه لى وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، قال لى أمام الوزراء ورجال الصحافة تفضلى يا سيدة المسرح العربى، فقامت الجرائد ووسائل الإعلام العربية بمنحى اللقب، ففى تلك الفترة كانت الدول والقادة يهتمون بالفن ويضعون ثقة كبيرة فى الفنانين، لكونهم على درجة كبيرة من الفهم بأن الفن هو الرسالة التنويرية، وأكبر دليل على ذلك هو ما فعله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مع الفنانين خلال فترة حكمه.

■ كيف أثر جمال عبدالناصر فى مسيرة سميحة أيوب الفنية؟

- هذا الزعيم الخالد كان له أثر كبير فى مسيرتى الفنية، فكل النجاحات التى وصلت إليها الآن له فضل فيها، فالخطوات التى كان ناصر قد أخذها خلال فترة حكمه كانت سبباً من أسباب ازدهار الفن المصرى، فهو منذ صغرنا حملنا المسئولية، فلك أن تتخيل فنانة مثلى فى عمر الـ26 عاماً قام بمنحها وسام العلوم والفنون، فمن وقتها شعرت بكونى فنانة كبيرة، وأصبحت أخجل من تقديم الأعمال الفارغة التى تخرب العقول، وتعاهدت أمام الله ونفسى بأننى لا أقدم إلا الفن الهادف والصادق الذى يكون مرآة لمصر أمام شعوب العالم، فعبدالناصر كان يريد أن تكون مصر أعظم بلد فى العالم، وأن يكون فنانوها هم السفراء الحقيقيين لها فى العالم، ولذلك كان يحتضننا دائماً.

{long_qoute_3}

■ لماذا لم تعط اهتماماً للسينما مثلما فعلت مع المسرح؟

- الله خلقنى لكى أكون ممثلة مسرح، كما أن السينما لم تكن جاذبة لى، خاصة فى الفترة التى ظهرت فيها، لكونها كانت تعتمد على القوالب، فالسينما كانت تحتاج إلى نوعين من الفتيات، الأولى هى البنت الشريرة ولا بد أن تكون دميمة المظهر، والثانية البنت الطيبة ولا بد أن تكون قصيرة وضعيفة الجسد، إنما أنا فكنت طويلة وذات جسم سليم، ولذلك كان المخرجون يريدون حصرى فى أدوار الإغراء، ولذلك لم تستهونى الفكرة، ففضلت أن أفجر قدراتى التمثيلية فى المسرح، والحمد لله أن المسرح لم يخيب ظنى وأحبنى مثلما أحببته.

■ ما أكثر أعمالك السينمائية التى تفتخرين بمشاركتك فيها؟

- أنا أحب كل أعمالى التى قدمتها، ولا يوجد عمل أرى أنه كان ضعيفاً، ولكن حينما أتحدث عن مشوارى السينمائى الذى ضم 43 فيلماً، لا بد أن أختار فيلم «فجر الإسلام» لكونه عملاً عظيماً ومميزاً فى تاريخ السينما المصرية والعربية، فيعتبر أول عمل لى لا تظهر فيه البارات أو السجائر، ويوثق لمرحلة مهمة فى حياة كل إنسان مسلم، أحببته أيضاً بسبب تميزى فيه بالتحدث باللغة العربية، فأنا عاشقة لتلك اللغة، وأفتخر بمقولة الشيخ الباقورى الذى شاهد الفيلم وقال فى وقتها: «أحب اللغة العربية وهى تخرج من فم سميحة أيوب»، فلا أجد أفضل من إشادة هذا الشيخ العظيم فى حقى، وهو أمر يدل أيضاً على أن الشيوخ العظماء فى الماضى لم يكونوا بالفظاعة التى نراها الآن منهم.

■ كيف ترين شكل الدراما السينمائية خلال السنوات الأخيرة؟

- للأسف الدراما السينمائية تدهورت كثيراً، وأصبحت تسبب لنا أمراضاً ومآسى نفسية واجتماعية كثيرة، فالعنف والسباب والألفاظ غير المحترمة أصبحت عنواناً يميز الدراما المصرية، بعد أن كانت درامتنا هى الأفضل والأقوى فى المنطقة العربية، فأنا كل ما أتذكر أننا فى يوم من الأيام كنا نقدم أفلاماً عظيمة مثل «السمان والخريف» و«البوسطجى» و«بداية ونهاية» لا أستطيع أن أتخيل أننا أصبحنا نقدم تلك «المصايب» التى تعرض حالياً على شاشات السينما والتليفزيون من عرى ومخدرات وضرب وألفاظ، فالدراما دائماً هى ما ترسم شكل المجتمع، ومجتمعنا الحقيقى مختلف تماماً عن الذى نشاهده فى تلك الأعمال.

■ لماذا ابتعدت عن الدراما التليفزيونية طيلة السنوات الماضية؟

- الدراما التليفزيونية لا تختلف كثيراً عن الدراما السينمائية، فهى أصبحت مليئة أيضاً بغسيل الأموال والمخدرات والعنف والألفاظ غير المحترمة، كما أننا فى الماضى حينما كنا نعمل على عمل تليفزيونى، كنا نقيم الجلسات والورش من أجل كتابة وإخراج العمل بدقة، إنما ما يحدث حالياً يعتبر «هيافة» و«سطحية»، فالمسلسلات أصبحت تكتب من أجل الفنان، ويتدخل فيها ويوافق ويعترض على ما يكتب.

■ من الفنانة التى ترين أنها ستكون خليفتك فنياً؟

- مفيش نسخة تانية من سميحة أيوب، وهذا ليس غروراً، إنما هى حقيقة، فنانات الزمن الحالى «نفسهم قصير»، ولا يجتهدن من أجل فنهن، وأضاعهن السعى وراء المادة، فأنا دائماً أنصحهن بأن يكن صادقات مع أنفسهن ويعملن ويجتهدن ولا يهتممن بالمال بقدر الاهتمام بالفن الذى يقدمنه، فالفلوس زائلة إنما الفن باق إلى أمد الدهر، فالمركز الأدبى أهم مليون مرة من المركز المادى.

■ ما الرسالة التى تحبذين توجيهها لصناع الدراما بمصر؟

- اتقوا الله فى أعمالكم، هناك أطفال يرون ما تقدمونه، فالفن رسالة.

■ هل هناك أزمة نصوص فى الدراما المصرية؟

- إطلاقاً، فمصر مليئة بالمواهب، فحينما شاركت مؤخراً فى لجنة تحكيم مسابقة «ساويرس» للأعمال الأدبية، قرأت عدة أعمال عبقرية، ولكن للأسف دائماً المنتجون يلهثون وراء الأعمال «الهايفة»، ويتركون تلك الأعمال بدون أن تظهر على الشاشات.

■ ما الرسالة التى تحبين أن توجهيها لكل من يرى أن الفن تيار ظالم؟

- يخبط دماغه فى الحيط، من يقول على الفن ليس إبداعاً هو جاهل، أنا لا أحب أن أتحدث أو أتناقش مع ناس جاهلة، فالفن فى كل دول العالم ما هو إلا رسالة تنويرية هادفة، أما الجهلاء الذين يرون أن الفن ليس إبداعاً ما هم إلا جهلاء من الأفضل ألا يعيشوا معنا فى هذا الكوكب، فالله خلقنا فى الأرض لكى نبدع ونقدم فناً راقياً.

■ هل فكرت يوماً ما فى الاعتزال؟

- لماذا أعتزل، المعتزل هو الشخص الذى أصبح غير قادر على العطاء، وأنا الحمد لله ما زلت بصحتى وقادرة على تقديم أعمال وأفكار جديدة.

■ ما تقييمك لتجربة «مسرح مصر» للفنان أشرف عبدالباقى؟

- هو ليس عرضاً مسرحياً، إنما هو اسكتشات لإضاعة الوقت، كما أنها أساءت للمسرح من وجهة نظرى، لأن المسرح كما تربينا عليه هو مكان تنوير الشباب وليس مجرد مكان لإطلاق الألفاظ السخيفة، وأن «تعوج بُقك» و«تنكش شعرك»، فأنا ليس لدىّ غضاضة من تقديم عمل كوميدى، ولكننى ضد أن يكون العمل تافهاً بلا قيمة، فالمشاهد فى حاجة إلى أن نصيغ له وجدانه، وأن نناقش مشاكله الاجتماعية والنفسية والأسرية، ونقدم له أبياتاً من الشعر، وجملاً وأقاويل فلسفية يستعين بها فى حياته الشخصية، فالمسرح مكان هادف للتنوير والتصحيح حتى لو كان يقدم الأعمال الكوميدية.


مواضيع متعلقة