أمين جبهة «الأحواز» لـ«الوطن»: الانتخابات الإيرانية «مسرحية إعلامية».. والرئيس «يخرج من جيب المرشد»

أمين جبهة «الأحواز» لـ«الوطن»: الانتخابات الإيرانية «مسرحية إعلامية».. والرئيس «يخرج من جيب المرشد»
وصف محمود أحمد الأحوازى، المحلل السياسى وخبير شئون الشرق الأوسط والأمين العام للجبهة الديمقراطية الشعبية لشعب الأحواز العربى، الانتخابات الرئاسية الإيرانية بأنها «مسرحية رئاسية إعلامية»، مشيراً إلى أن الرئيس يخرج من «جيب المرشد» ويسير على الخُطى التى يحدّدها له.
وقال فى حوار لـ«الوطن»: إن «الوحيد الذى تمرّد أخيراً عن هذا الخط هو أحمدى نجاد، ضمنياً، ومجموعته هى الوحيدة القادرة على تغيير الشارع». وأكد أنه لا يمكن المقارنة بين المرشد فى مصر وإيران وتأثيرهما على الانتخابات، لأن مصر بها معارضة قوية، لكن من الممكن أن تؤثر إيران على أصدقائها فى مصر مع مرور الوقت، لتتغير سياسات الجماعة بنفس الطريقة التى تغيّرت بها سياسات العراق وسوريا. وأشار إلى أن الأقليات غير الفارسية، لم تحظ بأهمية لدى المرشحين، وتحديداً عرب الأحواز الذين يعانون من محاولات طمس الهوية العربية لهم من قبَل النظام الإيرانى.
* برأيك، ما الجديد الذى تقدّمه الانتخابات الإيرانية للمواطن؟
- كما جرت العادة، الانتخابات الإيرانية مجرد «مسرحية سياسية إعلامية»، والرئيس المنتخب يخرج من «جيب المرشد الأعلى» الذى يجمع كل السلطات، وبرأيى أنا: «أى مرشح يأتى، سيسير على نفس الخُطى التى يحدِّدها المرشد وسياسته والنظام بشكل عام، لن تكون له سياسة ودية للعالمين العربى والإسلامى، متعاونة مع الغرب، ولديها موقف متصلب فقط للوصول إلى السلاح النووى».
* هل تعكس عملية انتخاب المرشحين والقائمة النهائية صراعاً حول محورية منصب المرشد فى العملية الانتخابية؟
- المرشد مقبول بشكل عام لدى العناصر الرئيسية للنظام، والإصلاحيون يؤمنون ببدعة «ولاية الفقيه، ونيابة الإمام الغائب له»، وآخر من تمرّد على هذا الخط بشكل ضمنى هو أحمدى نجاد، وقد استُبعد مرشحه المفضل من الانتخابات. لكن الهمّ الأول للإصلاحيين دوماً هو الحفاظ على النظام، ونظراً لأنهم يرون أن بقاء مرشحى المرشد وحيدين فى هذه المرحلة، يقلل من قيمة النظام والمشاركة فى الانتخابات، فقد قرروا العودة ومساندة الإصلاحى حسن روحانى، أما القوى الأخرى والحرس الثورى فكلها يقودها ممثلو المرشد.
* هل ألقت انعكاسات الانتخابات الماضية بظلالها على الانتخابات الجديدة؟
- فى هذه الانتخابات ليس هناك من يريد الزج بالشارع إلى التدخل وإحداث تغيير لصالح تيار معين، وتبقى مجموعة أحمدى نجاد حتى الآن رغم عدم المشاركة فى الترشيح، لكنها ما زالت موجودة ولها حضورها القوى، وهى الجهة الوحيدة التى يمكنها أن تغير شيئاً فى الشارع أو تعمل لإضعاف المشاركة، أما الإصلاحيون فحتى لو طُردوا غداً، فإنه ليست لديهم خطط للنزول للشارع.
* هل تؤثر نتيجة الانتخابات الرئاسية على السياسة الخارجية الإيرانية، وتحديداً فيما يتعلق بالنزاع فى سوريا والملف النووى؟
- السياسة الإقليمية والدولية للنظام ثابتة بيد المرشد، وستستمر على ما هى عليه مع كل ما سبّبته من مشكلات للناس، خصوصاً للشعوب غير الفارسية فى إيران، والذين يعانون من الفقر بدرجة كبيرة بسبب النظام، وهم يشكلون 72% من تعداد السكان فى إيران.
* هل تؤثر نتيجة الانتخابات على طبيعة العلاقة بين إيران وكل من «مصر وحماس وجماعة الإخوان»؟
- هذه المناطق تأتى أيضاً ضمن سياسة المرشد، والتدخل فى المنطقة هو استراتيجية إيرانية واضحة ولن تتغير، على الأقل فى الفترة القصيرة المقبلة.
* هل هناك قضايا محل اختلاف حقيقى بين المرشحين، خصوصاً القضايا الإقليمية والخارجية؟
- الإصلاحيون لديهم رؤية سياسية أكثر هدوءاً مع الملفات، لكنهم يسيرون على نفس السياسة المرسومة، لكن بظاهر مسالم، وهذا ما حصل فى زمن «خاتمى»، الذى بدأ بناء المؤسسات النووية والتسليحية، وهو الذى قمع الكثير من الأقليات فى الداخل، وفى ظل حكمه وقعت انتفاضة الأحواز التى قُتل فيها أكثر من 500 عام 2005.
* برأيك، هل هناك تشابه بين الحالتين المصرية والإيرانية فيما يتعلق بسير العملية الانتخابية؟ وفكرة وجود مرشد أعلى بالنسبة للبلدين؟
- لا، على الإطلاق، على الأقل فى هذه المرحلة، حيث إن ما يجرى فى إيران ليس انتخابات، بل هى مجرد عملية نتائجها محسومة فى بيت المرشد، وليس هناك مثل القوى المصرية على الساحة الإيرانية، فالمرشد أنهى عمل كل المعارضة الخارجة عن إطار النظام الحاكم فى إيران فى فترة الثمانينات، لكن فى مصر لن يتمكن أحد من أن يبنى ديكتاتورية ولاية الفقيه فى مصر فى هذه المرحلة على أقل تقدير، لكن التعاون الذى يتم بين الجانبين يمكن أن يُفضى إلى سياسة مشابهة، خصوصاً أن إيران تعاونها دائماً، تدس السم فى العسل وستُغير سياسة أصدقائها حتى يصبحوا حلفاء يسيرون بنهجها، ونشاهد اليوم جيش «حزب الله» وجيش «الأسد» وجيش «المالكى»، كلها أصبحت تتحرك بأوامر الحرس الثورى وهى جزء منه.
* هل تمثل قضية عرب الأحواز والعلاقة مع السُنة، خصوصاً فى ظل رفض الحركات السلفية لإيران، وتحديداً فى مصر، نقاطاً محورية لدى المرشحين؟ وهل نتيجة الانتخابات قد تعكس هذا؟
- كل المرشحين زاروا مناطق مختلفة من الأحواز، وبعضهم مثل «رضائى» طرح بعض الحقوق للقوميات وطرح الفيدرالية الاقتصادية ضمن سياسته المقبلة، لكن إحدى مقابلاته فى هذا الخصوص، حُذفت منها الفقرة الخاصة بالقوميات والأقليات، وهو كان مجرد سوء استغلال لهذا الأمر من المرشح لجذب آراء الشعوب، أما الآخرون فلم يشيروا لا إلى موضوع الأحواز ولا إلى القوميات غير الفارسية عموماً، ولا حتى إلى الأقليات الدينية المقموعة، وجميع المرشحين فى النهاية عناصر النظام الرئيسية اليوم، ولن يحيدوا عن رأى النظام الذى هم جزء منه.