النساء خلف الكاميرا.. نجاح رغم أنف «المجتمع الذكورى»

كتب: سحر عزازى وضحى محمد

النساء خلف الكاميرا.. نجاح رغم أنف «المجتمع الذكورى»

النساء خلف الكاميرا.. نجاح رغم أنف «المجتمع الذكورى»

لا يزال البعض يرى أن مهنة الإخراج السينمائى ذكورية بامتياز، على الرغم من أن ميلاد تلك الصناعة فى مصر كان على يد امرأة، تولت الإخراج والتأليف والإنتاج، هى عزيزة أمير، أول مخرجة سينمائية فى العالم، ومن مؤسسى تلك الصناعة فى مصر. كانت «عزيزة» أول سيدة مصرية تجرأت على اقتحام ميدان الإنتاج السينمائى بالفيلم الصامت «ليلى»، وتابعها فى الإنتاج فاطمة رشدى، وآسيا، وبهيجة حافظ، وغيرهن من النساء اللاتى شاركن فى صناعة السينما، ونقلن صوراً متعددة عن بنات جنسهن تلخص قضاياهن ومشاكلهن الحياتية، إلا أنه فى ظل محدودية الإنتاج عن المرأة تحديداً لم تنجح السينما فى رصد كل ما يتعلق بهذا الجنس الذى يخفى وراءه العديد من الدهاليز والأسرار.

{long_qoute_1}

المنتجة ناهد فريد شوقى، ترى أن الإنتاج امرأة، لأنه ملىء بالتفاصيل الصغيرة والاختيارات، المرأة دائماً معنية بتلك الاختيارات والتفاصيل، خصوصاً أن الإنتاج ليس قائماً على التمويل المادى وإنما على اختيار المحتوى، فضلاً عن أن الاهتمام بالتفاصيل كلما كان أكبر زاد من قيمة العمل الفنى، بغض النظر عن أن العمل يخدم امرأة أو مجتمعاً أو طفلاً، فهو فى كل الحالات يمس حياة الناس. قالت «شوقى» لـ«الوطن»: «ما يهمنى أن يقدم العمل موضوعاً مهماً فأنا فى شغلى أتبع الإحساس أكثر من عقلى، لذلك دائماً ما أقول إن الإنتاج امرأة، ولم أفكر فى الانحياز للمرأة بأعمالى، لكن تصادف أننى عندما أجد فكرة أتحمس إليها».

ترى المخرجة إيناس الدغيدى، أن السينما استطاعت أن تعبر عن بعض قضايا المرأة، قائلة: «حاولنا جاهدين أن نصنع فناً مميزاً ولكن لا يوجد استجابة من المجتمع ولم نشعر بأى تغيير، فالسينما طالما ظلت تطالب بحقوق المرأة بصور مختلفة، دون جدوى حقيقية». أشارت «الدغيدى» إلى أن المرأة كانت بارعة فى تقديم فن يضاف إلى تاريخ السينما فى مصر، واشتبكت وقدمت موضوعات مهمة وفعالة ولم تتجاهل المرأة سواء مخرجة أو منتجة، قضايا أبناء جنسها وصورتهم الحقيقة، لكن الأهم أن يستجيب المجتمع لتلك المعالجات ويغير من فكره وتعامله مع المرأة، وسبق أن قدمت «عفواً أيها القانون»، واليوم القانون لم يتغير رغم مناقشته فى البرلمان ثلاث مرات. وقالت المخرجة هالة خليل، إن المرأة فى مصر تحديداً ليست لديها مشكلة فى أن تكون صانعة سينما، لأنه منذ بدايات السينما المصرية وهى معترفة بالمرأة كمخرجة ومنتجة ووجودها فى الصناعة ليس أمراً غريباً، وبالتالى لم تكن هناك عوائق أمامها، ومع ذلك فإن عدد المخرجات لدينا قليل جداً مقارنة بالرجال، مضيفة: «أرى أن الأمر لا يرجع لصعوبة المهنة، وإنما لخصوصية تنشئة المرأة فى مجتمعاتنا التى تريدها زوجة مطيعة وأماً صالحة، وبالتالى افتقدت مهارات القيادة والعمل الجماعى اللازمة لمهنة الإخراج».

وأوضحت «خليل» أن الإخراج يحتاج إلى شخصية لديها قدر كبير من الاستقلالية، والقوة، تعرف جيداً ماذا تريد، ولديها القدرة على تحمل الظروف الصعبة وعدد ساعات العمل الطويلة.

واستطردت «خليل»: «أفلامى غالباً ما تعبر عن المرأة، لأننى أتولى كتابتها، وبالتالى البطلة لا بد أن تكون سيدة، وهنا الأمر يدخل فى مرحلة الصعوبة لأن النجمات لسن بطلات شباك، وهو ما جعلنى أقدم عدد أفلام قليلاً رغم أننى كتبت سيناريوهات كثيرة، والاتجاه لهذه الموضوعات لأنها تخصنى بشكل شخصى، والمرأة لها نظرة خاصة للعالم مختلفة عن الرجل بسبب خصوصية تكوينها وعالمها، وهناك أعمال أظهرت المرأة قوية مثل (خلطة فوزية)، و(يوم للستات) وأيضاً (نوارة) المرأة لم تكن ضعيفة بل متفائلة وقوية وتقدم دعماً معنوياً للمحيطين بها».

من جانبها، ترى المخرجة مريم أبوعوف، أن السينما ناقشت أفلام المرأة بصورة واضحة، وظهر ذلك فى أفلام كثيرة، وتناولت السينما الكثير من قضايا المرأة، أما فى الوقت الراهن فأصبحت السينما تعتمد على النجوم الرجال أكثر، وقلّ الاهتمام بقضايا المرأة، وقد حاولت مناقشة ذلك من خلال أعمالى مثل فيلم «بيبو وبشير»، حيث ظهرت البطلة وهى تحاول أن تعتمد على ذاتها وأهلها ساعدوها على ذلك.

وأوضحت «أبوعوف»، أن المخرجات غالباً ما يناقشن قضايا المرأة فى السينما بصورة أوضح وأوقع لأنهن يشعرن بالقضية، كما هو الحال مع هالة خليل وكاملة أبوذكرى، ومع ذلك هناك مخرجون رجال مثل محمد خان، مست معظم أعمالهم قضايا المرأة.

وترى المخرجة أيتن أمين، أن الإخراج كمهنة، يتطلب عدداً من العوامل يجب توافرها لدى المرأة إذا أرادت العمل بالمهنة، «أن تجد منتجاً للفيلم يتحمس للموضوع أصبحت مشكلة مرهقة، خصوصاً أن القضايا المطروحة فى السينمات أصبحت تميل إلى الإنسانية بشكل كبير ولا تصنف كقضايا مرأة، بغض النظر عن جنس المخرج، إلا أن محمد خان من أكثر المخرجين عرضاً لمشاكل المرأة». وأشارت «أمين» إلى أن المخرج الناجح يستطيع أن يفرض احترامه ومصداقيته على فريق العمل كله، وتظل الصعوبات المتعلقة بالعمل لا تفرق بين رجل وسيدة، لأنها مهنة مرهقة على الجانب الجسدى والنفسى، ولها ظروف خاصة، بداية من مواعيد العمل المتضاربة، والسفر فى أماكن بعيدة وقيادة عمل كامل. وقالت المؤلفة هناء عطية، إن أصبحت من الصعوبة أن تناقش قضايا المرأة، مضيفة: «أتمنى أن تعود الكتابة مرة أخرى عن مواضيع المرأة، ولكن بعيداً عن المرأة التى تظهر فى الدراما وانحصرت صورتها فى النصب والقتل والدعارة، ما شوَّه صورتها، وأفقدها العمق المطلوب، وأنا أكتب منذ 30 سنة، وفضلت فى الفترة الأخيرة أن أركز بشكل كبير على قضايا المرأة».

وقالت المخرجة منال الصيفى، إن السينما ناقشت قضايا المرأة بوضوح، منذ طرح أفلام إيناس الدغيدى على الشاشات، حيث بدأ المخرجون والمخرجات يتجهون لإبراز دور المرأة من خلال السينما والاهتمام بعرض صورتها ونقلها من الواقع إلى السينمات.

وعن الصعوبات التى واجهتها، قالت «الصيفى»: «أهم شىء هو أن يكون لدى المخرج رؤية وقدرة على التحكم فى موقع التصوير، ويأتى ذلك عن طريق الخبرة، فأكثر ما واجهنى من صعوبات هو رفض والدتى دخولى مهنة الإخراج بحكم الصعوبات التى تواجهها المرأة».

 


مواضيع متعلقة