مسؤول أمريكي لـ"الوطن": لن نوجه ضربات أخرى لسوريا

كتب: فلوريدا- أحمد البهنساوي

مسؤول أمريكي لـ"الوطن": لن نوجه ضربات أخرى لسوريا

مسؤول أمريكي لـ"الوطن": لن نوجه ضربات أخرى لسوريا

قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إن أمريكا لن توجه ضربات أخري لسوريا إلا إذا قام الرئيس السوري بشار الأسد، بعمليات عدائية ضد شعبه، موضحًا أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرب سوريا هو الأسرع في تاريخ العمليات العسكرية التي خاضتها الولايات المتحدة.

وأرجع المسؤول الأمريكي السبب في ذلك، إلى استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد، السلاح الكيماوي منذ عام 2013، وهو السلاح المحرم دوليًا منذ الحرب العالمية الأولى، قائلًا: "حتى هتلر بكل شراسته لم يستخدم السلاح الكيماوي".

وأضاف المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن الروس قالوا إنهم سيعملون مع النظام السوري للتخلص من الأسلحة الكيميائية، وتباع: "اعتقدنا أن المشكلة انتهت، لكن في آخر أسبوع من شهر مارس الماضي استخدم الأسد الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، ما حرك مشاعر الجميع فضلًا عن نشر مشاهد الضحايا التي مثلت صدمة لمشاعر الرئيس ترامب، وأن الأسد ضرب عرض الحائط بكل القيم الإنسانية، وقال الرئيس ترامب وقتها إن هذا غير مقبول وبالتالي كان لابد من الرد بشكل مرتبط بالسلاح الكيماوي،ما ترتب عليه ضرب القاعدة العسكرية التي أطلقت منها طائرات تحمل غاز "السارين".

وبخصوص إبلاغ الجانب الروسي بضربة الشعيرات، قال المسؤول الأمريكي: "كان لدينا آلية تواصل مع روسيا، وليس تعاون بالمعنى الكامل، لمنع حدوث اشتباكات بيننا، وكان علينا أن نبلغ الجانب الروسي من خلال قنوات أخرى حتى يكونوا على استعداد، وتأكدنا أننا لا نستهدف طائرات روسية، وأن العملية مصممة فقط للرد على أفعال النظام السوري، وإرسال رسالة لروسيا بأن تعاونهم مع شخص مثل الأسد سيكون له تكلفة الشراكة مع هذا الديكتاتور الذي يقتل شعبه ويهجر الملايين، ويجدر بالروس أن يعملوا مع المجتمع الدولي لإنقاذ سوريا".

وحول المزاعم الروسية، التي قالت إن الضربة الأمريكية فشلت ولم تحقق أهدافها، أكد المسؤول الأمريكي، أنه لا يتفق مع هذا التقييم لأن أمريكا أطلقت 59 صاروخًا بشكل محدد، وأن "الصاروخ يمكن إطلاقه صوب شباك منزل ولا يخطئ هدفه"، لافتًا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي عقد لقاء عامًا مع قائد المنطقة الوسطى المعنية بالعمليات العسكرية في الشرق الأوسط، لتقييم الضربة كما شدد على أن أمريكا لا تريد تغيير موازين القوى في المنطقة وتحترم القانون الدولي.

وأوضح المصدر، أنه قضى 30 سنة في الدبلوماسية الأمريكية ثم الثلاث سنوات الأخيرة متعلقة بالشرق الأوسط، وتركز دوره في التأكد من أن جهود أمريكا العسكرية لا تتضارب مع جهودها الدبلوماسية، لافتًا إلى أنه التقى العديد من قادة دول الشرق الأوسط.

وتابع "صحيح أن روسيا أعلنت انسحابها من اتفاقية منع الإصابات المتبادلة لكن في نفس الوقت لا يزال هناك تواصل بين القيادات العسكرية بين روسيا وأمريكا ونرى أن الاتفاقية سارية لإنها في مصلحة الجميع حتى لا يضر أحدنا بالآخر رغم خلافاتنا، وإذا أصر النظام على استهداف المدنيين في أية عمليات وحشية كالضرب بالكيماوي سنراقب الوضع وناخذ القرار المناسب في حينه".

ولم يستبعد المسؤول الأمريكي حل التفاوض أو الحل السلمي للأزمة السورية بشرط ألا يكون هناك مكان للأسد في سوريا في المستقب، قائلًا: "البيت الأبيض أكد أنه من الصعب تخيل أي وضعية مستقرة لسوريا في ظل وجود الأسد بالسلطة، لأن الطريقة التي تعامل بها مع شعبه كانت سببًا في دخول داعش إلى سوريا، لذلك يجب أن يعمل المجتمع الدولي لايجاد حلًا دون وجود الأسد مستقبلًا في سدة الحكم بسوريا".

وأكد أن أمريكا تركز الآن على هزيمة داعش، باعتباره تنظيمًا مزعزعًا للاستقرار ومثير للعنف، وخلق أزمة اللاجئين، والتحدي الثاني هو ما يجري على مستوى الدول، مشيرًا إلى: "وما نراه من اعتداءات متكرره من طرف إيران مثلًا فالاتفاق النووي معها كان جيدًا لكن يحوم حوله شكوك من حيث جديتها في تنفيذه بسبب تحريك إيران أطرافًا تزعزع الاتفاق" على حد قوله.

وحول الوضع في العراق، قال: "نعمل بتقارب كبير مع السلطات الأمنية العراقية من خلال شركائنا على الأرض، ندعمهم ونساعد شريكنا علي تحقيق أهدافه ونحقق نحن أيضًا أهدافنا"، وبرر عمليات القصف الخاطئ بقوله "نحن لا نقصف بشكل عشوائي ونركز ضرباتنا على داعش الذي يتخذ من المدنيين دروعًا بشرية في المباني التي نقصفها ويأخذنا نحو مثل تلك الأحداث التي تحرجنا وتجعلنا ننسحب فهم يستخدمون كل الوسائل والحيل تجاهنا ونحن نفهم ذلك".

وكشف عن أن السلطات الأمريكية، تبحث حاليًا استقبال لاجئين سوريين خاصة وأن الكثير من دول العالم استقبلتهم، قائلًا:"ينبغي أن نقبل أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين لإن هناك الوضع عصيب وهذا نقاش شرعي يحدث هنا أيضًا في هذا البلد وهناك جدية من جانب الإدارة الأمريكية بسأن استقبال لاجئين سوريين وصولًا إلى تسوية سياسية تخدم الشعب السوري ونحاول بذل الجهود لتقليل العمليات العدائية".

وحول ما يتردد بأن داعش صناعة أمريكية باعتراف هيلاري كلينتون حول تقسيم المنطقة والشرق الأوسط قال: "هذه نظرية سخيفة، فلا توجد مجموعة أكثر تناقضا مع القيم والتسامح والحرية والسعي للسعادة أكثر من داعش هي نظرية مؤامرة وإيران تروج لهذا الأمر وصحافتها الفارسية لنجد ذريعة للعودة إلى المنطقة".

كما كشف المسؤول الأمريكي رفيع المستوى، عن أن داعش حصلت على أسلحتها من القواعد العسكرية العراقية، واستطاعت أن تبسط سيطرتها على هذة الأسلحة المتطورة فلديهم متفجرات محمولة وعبوات ناسفة يعدونها بانفسهم كما تستخدم طائرات بدون طيار واسقاط قنابل معلقًا بقوله: "داعش عدو مبتكر وجعل المعركة صعبة".

وبخصوص ما أعلنته القناة العاشرة الإسرائيلية عن علاج مصابين من داعش قال: "ما أفهمه أن طاقم الإسعاف الإسرائيلي لم يسأل عن هوية المصابين منهم وأتصور أنهم إذا علموا أنهم من داعش سيتعاملون معه لكن في النهاية تم التعامل مع المصابين بدافع إنساني بحت بسبب مشاهد النزيف التي ظهروا بها"، كما أوضح أن إسرائيل تقوم بإجراءات أمنية مشددة على حدودها ولا تستطيع داعش اختراقها، وقال: "أود أن أؤكد أن قدرات داعش تراجعت كثيرًا وتعرضت لهزيمة كبيرة فعلى سبيل المثال قد كانت تسيطر على 40%من العراق الآن تسيطر على نحو 6% فقط".

وأكد المصدر الأمريكي أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع نظيره الأمريكي ترامب كان مثمرًا ومن وجهة نظر القيادة المركزية الوسطى، فإنها مهتمة بشراكة طويلة المدى مع مصر، ويقول قائد القيادة إنه ينبغي أن نذهب إلى مصر أولًا لإنها دولة مهمة في المنطقة "ستكون هناك علاقة أمنية أكثر قربًا مع مصر ونحب أن يكون هناك تعاونًا أيضًا ونريد من مصر أن تتعامل بهواجس عبرنا عنها وقلنا إننا مستعدون للعمل في مكافحة خطر الإرهاب في سيناء وعموما ينبغي أن يكون التعاون في الاتجاهين بين البلدين" بحسب المصدر.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال: "لا يوجد خطة لترامب في هذه المرحلة بخصوص القضية الفلسطينية لإن هذه الإدارة تولت منذ 90 يومًا تقريبًا وتحاول أن تتحدث مع الأطراف على الأرض للإسهام في منهج أوسع نطاقًا في المنطقة لهذه القضية ونحن لازلنا في مرحلة الاستكشاف الدبلوماسي ولقد التقي ترامب كل من الملك عبد الله والرئيس السيسي ونتنياهو وفي النهاية هي عملية فلسطينية إسرائيلية وينبغي ان ندعم منهج يميل اليه الجميع".

وأخيرًا أكد المصدر، أن التوتر الحالي بين السعودية وإيران ليس صحيًا في المنطقة معلقًا بقوله "نحن نقف مع شركائنا وحلفائنا قالوا إن السلاح النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا لنا فضلًا عن دورها في لبنان عبر حزب الله وفي اليمن عبر الحوثيين وفي سوريا أيضًا كلها تصرفات تضر بأمن المنطقة وهناك إدراك بإن العلاقات مع إيران يجب أن تكون أفضل ونأمل أن يكون هناك تحسنًا وأن تغير إيران من مواقفها، هناك تنسيق جيد مع حلفائنا في الخليج بخصوص إيران ويجب أن تتخلى عن فكرة التدخل العسكري بالوكالة".


مواضيع متعلقة