ياسر عبدالعزيز: الفضائيات فشلت فى تغطية الحادثين

09:02 م | الاثنين 10 أبريل 2017

أبدى الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز أسفه وانزعاجه الشديد من سوء التغطية الإعلامية التى قامت بها القنوات الفضائية لحادثى كنيسة «مارجرجس» بطنطا وكنيسة «مارمرقس»، حيث وصف فتح ساعات البث لأكثر من 20 ساعة على جميع القنوات بأنه «إفراط» غير متوازن على الإطلاق، كما أن جميع القنوات لم تستطع أن تقدم أى معلومات مفيدة عن هذه الحوادث من خلال التغطية واكتفت فقط بنصب «مجالس عزاء» للمشاهدين على مدار اليوم بالإضافة إلى تصدير حالة من الياس الشديد لهم.

{long_qoute_1}

■ ما رأيك فى التغطية التى قدمتها القنوات والفضائيات المصرية عن حادثى كنيستى «المرقسية» و«مارجرجس»؟

- التغطية مع الأسف الشديد لم تكن مهنية بما يكفى، كما أنها أيضاً لم تكن موضوعية، حيث تحولت جميع الشاشات والفضائيات إلى «مجالس عزاء» مفتوحة على الهواء واستقبال الاتصالات الهاتفية من المشاهدين، اعتمدت على رصد حالة البكاء والعويل لأكثر من 20 ساعة بث على كل قناة، وهذا مع الأسف دون أن يتم تقديم أى معلومات مفيدة للجمهور، حيث شغلت جميع المساحات فى البرامج بإشاعة اليأس والصدمة بين المشاهدين، ولم تقدم أى قناة نظرة تحليلية مدعومة بالمعلومات عن هذه الحوادث التى أصبحت متكررة، ولكننا مع الأسف لم نشاهد إلا إفراطاً غير مبرر فى ساعات البث فى جميع القنوات دون أى استثناء.

■ وما تفسيرك لذلك؟

- التفسير الوحيد أن جميع القنوات أصبحت تعتمد على عنصرى «الاستسهال» و«التقليد»، حيث لا يوجد أسهل لدى جميع القنوات من إعادة بث فيديوهات هذه الحوادث على مدار اليوم، وصور الضحايا والمصابين وأسرهم الذين يعانون من حالات صدمة وانهيار نتيجة لهذه الحوادث، وفيديوهات «التفجيرات» التى من السهل الحصول عليها من أى كاميرات للمراقبة داخل أو بجوار الكنائس، بالإضافة إلى تقليد القنوات لبعضها البعض فى بث نفس المشاهد والأحداث دون تقديم أى معلومات جديدة أو مفيدة للمشاهدين، أو حتى استضافة خبراء ومتخصصين للتعليق على هذه الحوادث من الناحية الأمنية والدينية.

{long_qoute_2}

■ وفى تقديرك، ما الأسلوب الأفضل الذى يجب أن تتبعه الفضائيات لتغطية مثل هذه الأحداث؟

- نصيحتى لجميع المسئولين فى الفضائيات أن يتم عمل «كنترول» على ساعات البث فى مثل هذه الحوادث، وإذا كان البث على مدار اليوم يجب أن تقدم القنوات معلومات مفيدة للمشاهدين ومن خلال متخصصين وليس آراء ووجهات نظر من مقدمى البرامج أنفسهم، كما يجب أن تقوم القنوات بعمل «موازنة» بين مساحة العرض توازى أهمية الحدث، وإلغاء «مجالس العزاء» التى تنصب على جميع القنوات فى مثل هذه الحوادث لأنه أسلوب غير «مهنى» أو «إعلامى» على الإطلاق.

كما يجب استخدام أسلوب الصحافة «الاستقصائية» فى تغطية مثل هذه الحوادث لأنها الأسلوب الوحيد للوصول إلى معلومات صحيحة تهم المشاهدين.

■ هل ترى أن رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى للإعلام، التى أصبحت كثيرة ومتكررة، ترجع إلى تأخر إعلان القوانين الإعلامية والمجلس الوطنى للإعلام الذى سينظم كل هذا؟

- أولاً أنا أرى أن الدولة لم تقم بواجبها بشكل فعال تجاه الإعلام المصرى، ولا أعتقد أنها وضعت أسساً قوية لتنظيم المجال الإعلامى، وأرى أن الحكومة يجب أن تبذل مزيداً من الجهد لاستكمال الاستحقاقات الدستورية المتعلقة بتشكيل الهيئات الإعلامية الثلاث التى ستنظم المجال الإعلامى والمتمثلة فى «المجلس الأعلى للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام».

كما أن الدولة لم تحدد العناصر التى ستختارها فى تشكيلات مجالس هذه الهيئات، هل هى شخصيات مهنية قادرة على ضبط وتنظيم المنظومة الإعلامية، أم ستختار عناصر «بيروقراطية» تمثل الدولة فقط.