«الوطن» فى منزل «أشرف» المتهم بتفجير «المرقسية»: انضم لـ«داعش» فى عهد «مرسى»

«الوطن» فى منزل «أشرف» المتهم بتفجير «المرقسية»: انضم لـ«داعش» فى عهد «مرسى»
- أرقام تليفونات
- أمن الدولة
- أمين شرطة
- الأجهزة الأمنية
- الابن الأكبر
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات الإسلامية
- أبناء
- أبو
- أثاث
- أرقام تليفونات
- أمن الدولة
- أمين شرطة
- الأجهزة الأمنية
- الابن الأكبر
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات الإسلامية
- أبناء
- أبو
- أثاث
لم يكن أحد يعلم عن «أشرف» شيئاً، فهو سائق بسيط مثله مثل عشرات الباحثين عن رزقهم، لكن فجأة وبعد وقوع جريمة تفجير كنيستَى طنطا والإسكندرية، تداولت مواقع التواصل الاجتماعى أنباء عن تورط أشرف رجب أبونعامة فى تفجير كنيسة الإسكندرية، وأنه ينتمى لتنظيم داعش الإرهابى، خاصة بعد أن نشر التنظيم بياناً من خلاله تعرفت الأجهزة الأمنية على هويته.
«الوطن» انتقلت إلى قرية أبوطبل بمركز كفر الشيخ لمعرفة تفاصيل حياة «أشرف»، وبمجرد وصولنا للقرية، فوجئنا بأن أبناء القرية يؤكدون أنه انضم للتنظيمات الإرهابية فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى. سافر «أشرف» البالغ من العمر 43 عاماً، وتزوج من السيدة «مها.ا.ح»، 35 عاماً، وهى من جيرانه، ثم سافر إلى لبنان ليعمل لمدة عام، قبل أن يعود لبلدته، ويشترى سيارة تاكسى، ولديه ثلاثة أولاد: رجب الابن الأكبر، 10 أعوام، وأمينة، 7 أعوام، وبراء، 4 سنوات، ويعيشون بقرية أبوطبل التابعة لمركز كفر الشيخ مع والدتهم وجدتهم لوالدهم وأشقائه الأربعة.
{long_qoute_1}
فى أحد شوارع القرية القريبة من المنزل انطلقت، وعندما وصلت إلى هناك، وجدت بعض الشباب يلتفون حولها، خاصة صغار السن والسيدات، يتحاورون حول ما حدث لابن قريتهم، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعى معلومات تشير إلى أنه مَن نفذ هجوماً انتحارياً بإحدى الكنيستين، ومن هنا تبدأ الحكايات المتضاربة بين أهل القرية، فمنهم من يؤكد استحالة قيامه بهذا العمل، ومنهم من يقول إنه كان على علاقة بإحدى الجماعات الإسلامية، وبعضهم من أبناء القرية المنتمين للتنظيمات الإرهابية خاصة بعد مقتل صديقه أحمد خفاجى، المنتمى لجماعة إرهابية منذ عدة سنوات. عندما اقتربنا قليلاً من منزله وجدنا «على.أ»، موظف على المعاش، الذى أكد أن أسرة «أشرف» كانت أسرة بسيطة لا تملك من حطام الدنيا شيئاً سوى منزل، وكان أشقاؤه جميعهم يعملون فى الحرف المختلفة، حيث يعمل شقيقه الأكبر «مهنى» تاجراً، والذى يليه «محمد» سافر إلى لبنان، ثم شقيقه الثالث «عصام»، سائق على خط كفر الشيخ - القرضا، والأخير يعمل «نقاش»، فيما كان المتهم يعمل سائقاً.
وأكد أن «أشرف» سافر ثم عاد وتزوج واشترى «تاكسى» وعمل عليه سائقاً، وفجأة تحولت حياته عندما سافر إلى الخارج، وبدأت المعلومات تنتشر حول أنه يسافر من دولة لأخرى، مرة تركيا ومرة لبنان وتارة إلى ليبيا، ومؤخراً سوريا: «ولاده بيفتخروا إنه بينتقل من بلد لآخر، وحياتهم اتغيرت تماماً عن السابق».
وأوضح «على» أن المتهم كان يؤدى فروض الله فى المسجد المجاور للمنزل، وكان شخصاً طبيعياً وعادياً، لكنه كان مرتبطاً بالسلفيين، واشترى مزرعة بالقرب من قرية دفرية، و«موتوسيكل» للذهاب للمزرعة، و«فجأة سافر ومحدش عارف عنه حاجة، لأنه مش بيتصل بحد». وأضاف: «علمت من ابنى أن أشرف متهم بتفجير كنيسة الإسكندرية، وهناك ارتباك لدى أسرته منذ مساء أمس، بعدما انتشر الخبر، وعندما سألت أسرته لم يجيبوا بشىء». وعندما تسأل عن منزله تجد الشباب والنساء قائلين: «أهله ناس غلابة، وعلى قد حالهم، والولد كان بيصلى وبيساعد فى زواج الأيتام، لكن فجأة تغير حالهم وظروفهم المادية، حيث ارتدت زوجته الذهب وأطفاله ملابس تشير إلى تغير أحوالهم المادية»، كلمات تجعلك فى حيرة من أمرك وتطرح فى ذهنك تساؤلات كثيرة أولها: لماذا وقع عليه الاختيار؟ وما علاقته بتنظيم داعش الذى أعلن اسمه فى بيان له؟ نسير بخطى سريعة نحو منزله، منزل ريفى مكون من 5 طوابق، يقابله منزل آخر مملوك للأسرة، نطرق باب المنزل فنجد زوجته تفتح لنا مسرعة ترتدى العباءة السوداء والنقاب الأسود، ندخل المنزل، شقة خاوية إلا من أثاث قليل، تقول: «لم يتصل من شهر ونصف، وقبلها كان يتصل من أرقام تليفونات دولية غير معلومة، وكل مرة يتصل من رقم مختلف»، وتؤكد أنه سافر منذ نحو 4 سنوات، عقب ولادة نجله الأصغر، كان مسافراً لخدمات الحجاج بالسعودية طبقاً لروايته، ولم تعلم شيئاً عن طبيعة عمله، خاصة بعد عدم عودته من السعودية إثر انتهاء موسم الحج: «قال لى سأعمل فى السعودية فى مخبز عيش لتوفير نفقات الأولاد، لكنه منذ هذا الحين لم يرسل مليماً واحداً وأعيش مع والدته وأشقائه».
وتضيف الزوجة: «كان يتصل دقائق معدودة للاطمئنان على الأولاد، ودائماً ما يردد لى عبارة: اعتبرونى عند الله وأولادى أمانة فى أعناقكم، وخلّى بالك منهم، وكان يريد الرجوع ويردد عليها كلمات إنه نادم على سفره وعاوز يرجع بس مش قادر غصب عنه مجبور وحاسس إنه مش هيرجع»، وتؤكد الزوجة بنبرة يملأها الحزن واليأس أنه لم يعد ولم يرتكب أى جرم.
يلتقط شقيقه «محمد» الذى يعمل سائقاً طرف الحديث قائلاً: «أشخاص اتصلوا بى، وقالوا لى إن أخوك متهم بتفجير كنيسة الإسكندرية لكنه ليس الشخص الذى ظهر فى الفيديو». ويتابع: «أمن الدولة استدعانى أنا وشقيقه الأكبر منذ شهر، وطلب منا أن نطالبه بعودته لمصر مع التعهد بعدم المساس به، لكنه كان خائفاً»، مشيراً إلى أنه كان مسالماً وعطوفاً ويساهم فى زواج البنات اليتيمات لكن فجأة أخذه بعض الأشخاص وسافر للخارج، ولم نعلم عنه شيئاً بعدها. وأوضح: «البداية كانت عندما نهره أمين شرطة بموقف كفر الشيخ العمومى، لأنه ملتحى، وسبّه، فقام شقيقى بشق ملابسه نصفين، وبعدها لجأ لبعض الأشخاص من أبناء القرية وأخذوه وسافروا به وبعدها علمنا بسفره لسوريا، أنا ما أقدرش أقول على أسماءهم علشان ولاده بيروحوا المدارس والحضانة لوحدهم». وتابع: «أخدوه أيام مرسى وبعدها لم نعلم عنه شيئاً، وهناك شائعات متداولة، وشقيقى بعيد عن تلك التفجيرات، لكنه انضحك عليه، وأنا عاوز الداخلية تكشف عن هوية منفذ الهجوم».