رئيس اتحاد أصحاب المعاشات: معاشى ألف جنيه ومُضطر إلى «التقشف»

رئيس اتحاد أصحاب المعاشات: معاشى ألف جنيه ومُضطر إلى «التقشف»
- اتحاد أصحاب المعاشات
- ارتفاع تكاليف
- الإجراءات القانونية
- البدرى فرغلى
- البرلمانى السابق
- التأمين الصحى
- الحد الأدنى للمعاشات
- الحمد لله
- آمنة
- أجر
- اتحاد أصحاب المعاشات
- ارتفاع تكاليف
- الإجراءات القانونية
- البدرى فرغلى
- البرلمانى السابق
- التأمين الصحى
- الحد الأدنى للمعاشات
- الحمد لله
- آمنة
- أجر
يتكلم بغضب وحزن وحسرة، وفى كل جملة وعبارة شكوى أو لوم أو دعاء، سنوات طويلة خاضها البدرى فرغلى، البرلمانى السابق، ورئيس اتحاد أصحاب المعاشات، فى معارك الدفاع عن حقوق فئة كبيرة من المصريين، يصل عددهم نحو 9 ملايين. إلا أن الوضع الآن «وصل إلى أسوأ درجاته مقارنة بالحقب السابقة»، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع تكاليف المعيشة وأعبائها التى زادت من هموم أصحاب المعاشات. فى حواره مع «الوطن» أكد البدرى فرغلى، أن أصحاب المعاشات فقدوا الأمل، ولم يعد لديهم إلا باب واحد، وهو لقاء يتمنون أن يجمعهم بالرئيس عبدالفتاح السيسى، فيما ينتظرون إما أن ينصفهم حكم المحكمة نهاية مايو المقبل، بشأن استعادة العلاوات التى دفعوها فى الخدمة، أو قضاء الله وقدره لأن حياته وحياة ملايين غيره «تساوت مع الموت» حسب قوله.. وإلى نص الحوار:
{long_qoute_1}
■ كيف هى حياة أصحاب المعاشات حالياً؟
- حياتهم تساوت مع الموت، فمنا من تجاوز السبعين والثمانين عاماً، ومعظمنا يعانون من الأمراض، كما أن تكاليف المعيشة ارتفعت، وأسعار الدواء زادت، فأصبحنا نتسول كل شىء. نحن الأسوأ حالاً فى المجتمع، ونعيش وحدنا هذه الأوضاع الصعبة جداً دون أن يسمعنا أحد، ولا يوجد مصدر آخر للدخل.
■ هل الوضع الاقتصادى ضاعف أزمة أصحاب المعاشات؟
- بالطبع، حدث تضخم فى مصر غير مسبوق منذ 70 عاماً، وانخفض الجنيه وأصبح 50 قرشاً بفعل القرارات الاقتصادية، وبالتالى انخفضت القيمة التى يحصل عليها أصحاب المعاشات، وأنا واحد منهم، وأصبحنا نتقاضى فعلياً نصف ما كنا نتقاضاه، فزاد الطين بلة، والأمر الآن تخطى حدود المجاعة بالنسبة لنا، وأصبح أمام كل صاحب معاش مُعضلتان، هما الطعام والعلاج، وكثيرون منا عاجزون عن تلبية احتياجاتهم الأساسية، وأرى أن ما يحدث لنا جريمة العصر، التى وقعت فى حق 40% من المجتمع، فلدينا 9 ملايين أسرة من أصحاب المعاشات، نصفهم يعيشون تحت خط الفقر، ونصفهم الآخر تحت خط الموت طبقاً للمعايير الدولية، فالفرد الواحد إذا تقاضى أقل من 2 دولار فى اليوم، يصبح فقيراً، ونحن لدينا ملايين يتقاضون ربع دولار، ما يعنى أنهم تحت خط الموت.
■ من واقع احتكاكك بأصحاب المعاشات كيف يقضون شهرهم بمعاش 1000 جنيه؟
- «الحسبة تعقَّد»، فأمام منافذ صرف المعاش تجد طابوراً للرجال وآخر للنساء، هؤلاء ينامون أمام المنافذ من الليل، لأنهم لو انتظروا إلى اليوم التالى، لن يجدوا ما يشترون به غذاءهم، وهؤلاء يتحدثون مع أنفسهم، يسألون كيف سيمر الشهر الجديد، وهل سيكفى ذلك المبلغ احتياجاتهم الأساسية لحين زيارة ماكينة الصرف من جديد، أم لا؟ أصحاب المعاشات يدعون ربهم ويقولون يا رب، لأنه لا يوجد مسئول يسمعهم.
■ ماذا عن حياتك كمواطن من أصاحب المعاشات بعيداً عن أى دور أو منصب؟
- أنا مثلى مثل هؤلاء الذين أحكى لك عنهم، أُعانى ما يعانون، وأحسبها بنفس الطريقة التى يحسبون بها.
{long_qoute_2}
■ وما قيمة المعاش الذى تتقاضاه شهرياً؟
- أحصل على 1000 جنيه معاشاً، وقد خرجت إلى المعاش فى 2007 أى قبل 11 عاماً، وكنت قبلها أتقاضى أجراً عالياً يتجاوز 10 آلاف جنيه، نظراً لعملى فى شركة بورسعيد للحاويات وكونى عضو مجلس إدارة وعضو نقابة، ومعاشى الآن أقل من 10% من الأجر الذى كنت أتقاضاه.
■ وكيف تسير حياتك بألف جنيه؟
- أنا مُثقل بالأعباء، وخفضت قيمة الطعام واستبدلت نوع العلاج بنوع آخر أقل سعراً، وأجلس على كافتيريا بالقرب من محل إقامتى تكسب يومياً نصف قيمة معاشى الشهرى، وعلىّ التزامات اجتماعية، لا أعلم كيف أفى بها، ما يضطرنى إلى التقشف. والحمد لله أنا واقف على رجلى، لكن لدينا حقوق نريد الحصول عليها.
■ هل تتواصل مع أصحاب المعاشات لتسمع مشكلاتهم وهمومهم؟
- تأتينى يومياً مئات الاتصالات الهاتفية من جميع المحافظات، مواطنون يشكون ويصرخون من الحالة التى وصلوا إليها، فأنا أسمع منهم شكاوى تجعل جسدى لا يقبل الطعام ولا العلاج.
■ ما أكثر شىء يحزنك؟
- عندما يقف صاحب المعاش أمام التأمين الصحى، فلا يجد الدواء، وعندما يذهب إلى ماكينات الصرف فلا يجد إلا قليل المال، الذى لا يكفى أكله وشربه، وعندما يذهب للحصول على قرض فلا يستطيع، ويردون عليه بأنه ينتظر الموت، وليس القرض. فهل هناك إهانة لنا أكثر من ذلك؟ أنا عشت كل العصور، فلم أجد أسوأ مما نعيشه الآن.
■ بعد سنوات طويلة من الأزمة هل لم تعد هناك ثقة بين أصحاب المعاشات والمسئولين؟
- التفاصيل المرسلة التى يعلنها المسئولون فى وزارتى المالية والتضامن، يسكن فيها الشيطان، فهم يقولون إن أموالنا آمنة، وفى أيدٍ أمينة، لكننا لا نعرف أين ذهبت هذه الأموال، والأرقام المعلنة حالياً نصفها فوائد على مدار عشر سنوات، فهم يسرقوننا باللوائح، وطلبنا مراراً وتكراراً تشكيل لجنة قضائية مستقلة، لتحقق معنا ونقدم لهم المستندات والأوراق القاطعة بأن هناك جريمة ارتكبت ضد أصحاب المعاشات، لكن لم يسمعنا أحد. ولم يعد لدينا إلا باب واحد، هو أن يسمعنا الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويلتقينا بنفسه بعيداً عن المجاملات والمعلومات غير الصحيحة.
{long_qoute_3}
■ بعد سنوات من معركة المعاشات ماذا تنتظر الآن؟
- ننتظر إما قضاء الله وقدره، أو لقاء الرئيس، أو حكم المحكمة الإدارية يوم 28 مايو المقبل، باستعادة 80% من 5 علاوات دفعها بالقوة كل صاحب معاش فى أثناء العمل، ورغم حكم المحكمة الدستورية فى 2005 بالقضية رقم 33 بحقنا فى استعادة هذه الأموال، إلا أن وزارة التضامن رفضت تنفيذ الحكم منذ ذلك الحين، وطلبت اللجوء إلى المحكمة بصورة فردية، ومن يصدر له حكم شخصى فردى يحصل على حقه وهذا مخالف لنص حكم الدستورية، ولا أعلم كيف يطلبون منا مقابلة وزيرة التضامن، ونحن نختصمها. ومع ذلك أعلنت الوزيرة أنها من ترفض مقابلتنا وأن بعض موظفيها سيلتقون بنا، فرفضنا اللقاء، سنتخذ الإجراءات القانونية لكى نجعل من لا يريدون سماعنا يسمعوننا، فمعنا (كراتين) تثبت الفساد الحقيقى والرسمى الذى عانينا منه.
■ هل بالفعل ارتفع الحد الأدنى للمعاشات إلى 500 جنيه؟
- غير صحيح، «ده كلام مسئولين»، بينما الواقع يقول غير ذلك، وأتحدى بالأوراق. فهناك من يتقاضون حتى الآن 200 و300 جنيه معاشاً فى الشهر، ولا أعرف ماذا يفعلون بهذا المبلغ فى هذه الأيام، كما لا أعلم من هم أصحاب المصلحة الذين يعملون على رفع درجة الاحتقان فى قاع المجتمع، ويدفعون الملايين نحو الغضب والسخط، فنحن نسمع الأنين وكلمات صعبة يرددونها، وأقسم بالله أن منهم من أصبح يتمنى الموت، من المسئول عن ذلك؟ والبلد تواجه معركة اقتصادية وأخرى ضد الإرهاب.