"الوطن" تنشر تقارير طبية توضح تأثير "الغازات السامة" على السوريين

"الوطن" تنشر تقارير طبية توضح تأثير "الغازات السامة" على السوريين
تسبب قصف جوي بغارات سامة على "خان شيخون" شمال غرب سوريا، الثلاثاء الماضي، بوفاة 90 مدنيًا على الأقل بينهم طفلين وإصابة 200 آخرين، من جراء حالات اختناق.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 90 مدنيًا على الأقل بينهم طفلان قتلوا صباح الثلاثاء، من جراء إصابتهم بحالات اختناق، إثر قصف جوي على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب.
"الوطن" حصلت على تقارير طبية سورية تٌشخص حالات سابقة تعرضت للقصف بالأسلحة الكيماوية في غارات بإدلب ومعضمية الشام.
وأوضحت التقارير، أن الأسلحة الكيماوية المستخدمة في الصراع السوري، تحول دون وصول الأوكسجين للرئة، وبالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا لإصابة نتيجة استنشاقهم الغازات الكيماوية تبدو معاناتهم مضاعفة من خلال ظهور علامات واضحة لصعوبة التنفس، لاسيما الأطفال الذين تطور المضاعفات معهم إلى الرذاذ الهوائي والأزمات التنفسية.
في التاسعة والنصف، من يوم الاثنين الموافق السادس عشر من مارس 2015، تعرضت مدينة سرمين بمحافظة إدلب السورية لقصف كيماوي.
مدير المستشفى الميداني، الدكتور محمد تناري، قال وقتها: "تعرضت اليوم بلدتنا سرمين لضربتين بالغازات السامة استقبلنا في المشفى حوالي سبعين حالة بين خفيفة إلى متوسطة الضربة الثانية استقبلنا حوالي عشرين مصاب توفى منهم ستة مصابين أب وزوجته ووالدته وأولاده الثلاثة، كما تعرض أكثر من خمسة عشر شخص من الدفاع المدني ومن كادر المشفى للإصابة إثر إسعافهم واحتكاكهم مع المصابين أسعف عدد من المصابين لمشافي مجاورة عددهم غير معروف بشكل دقيق، تم فور وصول الإصابات إلى المشافي تشخيص الحالة على أنها هجوم بغاز الكلور وقد قامت الطبية بالسيطرة على الحالات من خلال إعطاء الأوكسجين بتركيز عالي واستخدام رزاز (البيكربونات مع اليدوكانين والكرتيزون)، ونزع الملابس ومسح الجسم بالماء وتغسيل الرأس والوجه بالماء لإزالة بقايا الدفاع المدني على الفور بإخلاء المدينة تحسبًا من إعادة الهجوم على المدينة مرة أخرى، مازال ما جرى تلك الليلة في البال ولن ينسى أبدًا والخشية من إعادته مرات ومرات".
وكشف التقرير الطبي الصادر عن مستشفى الغوطة التخصصي، بتاريخ 29 ديسمبر عام 2014، ولادة لطفلة تعرض والديها للغاز الكيماوي في أحداث 21 أغسطس من العام 2013 وعقب إتمام الولادة القيصرية في إحدى غرف العمليات داخل المستشفى ولدت طفلة تحمل صفات: موت محصول الحمل داخل الرحم، تشوهات متعددة في الأطراف والعمود الفقري والرأس، غياب العظم الفذالي والجداري المشكل لعظم الجمجمة، صغر الدماغ مع وجود كمية كبيرة من السائل المحصور بين عظم الجمجمة وفروة الرأس المغطية لها، وإنسلاخ الجلد في أماكن متعددة من الجسم، تخثر الحبل السري.
وفي دراسة أجراها فريق ميداني مؤلف من أطباء داخل معضمية الشام، عقب دراسة استمرت نحو شهرين ونصف، على 211 شخصًا ممن تعرضوا للغاز الكيماوي، وجدوا أن 53 امرأة من النساء الحوامل، أجهضن في الثلثين الأول والثاني من الحمل، و17 امرأة من النساء الحوامل أجهضن في الثلث الأخير من الحمل، 5 من النساء الحوامل ولدن أطفال يحملن تشوهات متعددة، 3 من هؤلاء الأطفال توفى عقب ساعات أو أيام من الولادة، 2 من هؤلاء الأطفال بقيا على قيد الحياة تحت مراقبة الفريق الطبي.