محمود عبد الشكور ناعيا سمير فريد: "مدين لك بفضل كبير"

كتب: سحر عزازى

محمود عبد الشكور ناعيا سمير فريد: "مدين لك بفضل كبير"

محمود عبد الشكور ناعيا سمير فريد: "مدين لك بفضل كبير"

نعى الناقد الكبير محمود عبد الشكور، رحيل الناقد والمؤرخ السينمائي سمير فريد، والذي وافته المنية مساء أمس بمستشفى السلام بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 73 عاماً.

وكتب "عبد الشكور" عبر حسابه الرسمي على موقع "فيس بوك": "كل واحد من جيلنا له حكاية بل وحكايات مع الفريد سمير فريد، صدمنى خبر وفاته، الذى استقبلته وسط أصدقاء على مقهى فى وسط البلد، رغم علمي مثل الكثيرين بخطورة مرضه، ورغم علمى بنقله إلى المستشفى فى حالة حرجة".

وأضاف: "عرفته من خلال مقالاته الهامة وأنا اكتشف السينما فى كتابات نقاد الصحف والمجلات فى السبعينيات، وكان فريد فى قلب الصورة مع أسماء مثل سامى السلامونى ورؤوف توفيق ورفيق الصبان ومصطفى درويش وأحمد صالح، ثم اكتشفت فى مرحلة تالية دراسات فريد الهامة الطويلة فى نشرات نادى السينما، وتابعت كتبه والإصدارات الدورية التى ينشرها مثل "السينما والتاريخ".

وتابع: "كنت حاضرا تقريبا فى كل التظاهرات الثقافية وأسابيع الأفلام التى نظمها فى الأوبرا أو فى المجلس الأعلى للثقافة، وفاجأنى ذات يوم بكلمات عنى فى مقال بالمصرى اليوم أعتبرها من أكبر الأوسمة التى حصلت عليها فى حياتى، لم يكن قد عرفنى شخصيا وقتها على الإطلاق، فلما تعارفنا فى أحد لقاءات الصورة بالمركز الفرنسى فى المنيرة، أعاد الكلام تقريبا بصورة أربكتنى، والح أن أدخل عالم النشر الأليكترونى، لأننى وقتها كنت متمسكا بالورقة والقلم، وعندما توقفت عن الكتابة فى جريدة روز اليوسف، اتصل بى ليعرف تفاصيل التفاصيل، وليقول كلمات مشجعة أخجل من تكرارها".

واستطرد: "وأعتقد أنه فعل نفس الشىء مع كل نقاد جيلى، والأكثر من ذلك فإنه كان يتصل بى ليرشحنى لهذا العمل أو ذاك، أو لهذا المهرجان أو ذاك، وأعتقد أنه فعل نفس الشىء مع زملاء جيلى.. آخر لقاءين لى معه كانا فى مهرجان القاهرة الأخيرة: هرولت بعد حفل توقيع كتابى عن محمد خان الى المجلس الأعلى للثقافة، لأشارك فى حفاوة عربية ومصرية غير مسبوقة بسمير فريد، وبكتابيه عن سينما الثورات العربية، وعن المخرجات العربيات، وتهدج صوتى فى الميكروفون، وأنا أتكلم بحرارة عنه فى نهاية الندوة، تأثرا بعودة الأستاذ".

وأردف: "وبعد عدة أيام، اتصل بى الناقد الكبير أمير العمرى مؤكدا أن صديق عمره سمير فريد سيظهر مرة أخرى فى المهرجان فى السادسة مساء، حيث سنلتقى معه وأصدقاء آخرين فى كافيتريا المجلس الأعلى للثقافة، وكان احتفال جديد بالأستاذ الذى أحضر لنا نسخا موقعة بأسمائنا من كتابه عن مخرجات السينما العربيات، وأخذ الأستاذ يتحدث بحماس (رغم تعبه وإجهاده) عن حلمه وحلمنا بمتحف للسينما المصرية، ثم كان وداعٌ هو الوداع الأخير.

واختتم: "قليلة هى الأشياء التى أعتز بها فى حياتى، أمران منها يخصان الأستاذ: أولها أننى عرفته عن قرب، وثانيها أننى كتبت نقدا فى زمنه وفى وجوده.. شكرا يا أستاذ على كل شىء، مدين لك بفضل كبير، مدين لك بالكثير".

سمير فريد المولود في القاهرة عام 1943، تخرج في قسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية 1965، وعمل صحفيا وناقدا سينمائيا بجريدة الجمهورية 1964، ثم عميدا للنقاد السينمائيين العرب، وحصل على جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002، وميدالية مهرجان "كان" الذهبية بمناسبة الدورة الأخيرة في القرن العشرين عام 2000، واشترك في إصدار ثلاث مجلات سينمائية منذ 1969، كما صدر له 50 كتابا مؤلفا ومترجما.

 


مواضيع متعلقة