في يوم "الألغام الأرضية".. إزالتها أول خطوة لتطوير الصحراء الشرقية

في يوم "الألغام الأرضية".. إزالتها أول خطوة لتطوير الصحراء الشرقية
خلفت الحرب العالمية الثانية في منطقة العلمين جنوب الساحل الشمالي وحتى حدود مصر الغربية ما يقرب من 17.5 مليون لغم؛ وتوجد على مساحة تزيد على ربع المليون فدان صاالحة للزراعة، وخلفت الحروب المصرية الإسرائيلية مايقرب من 5.5 مليون لغم في سيناء والصحراء الشرقية، وحسب الإحصاءات الرسمية يوجد في مصر حوالي 21 مليوناً و800 ألف لغم بعد أن كان الرقم 23 مليون لغم، وذلك بعد نجاح القوات المسلحة في إزالة ما يقرب من 1.3 مليون لغم منذ عام 1995 وحتى الآن.
نشأت مشكلة الألغام بالصحراء الغربية بفعل مخلفات معارك الحرب العالمية الثانية، ففي الفترة من عامي 1941 حتى 1943 دارت معارك حربية بين الجيشين الألماني والبريطاني في منطقة العلمين بالساحل الشمالي، واستخدمت الألغام الأرضية حينها على نطاق غير مسبوق وأدى نقص الإمدادات والوقود للجيش الألماني في أواخر عام 1942 إلى صعوبة خوض معارك دفاعية متحركة.
تم زراعة خط المواجهة بين ألمانيا وبين القوات البريطانية وسمي "حدائق الشيطان" وهي حقول ألغام غير عادية زرعت في باطن الأرض رأسياً على إمتداد ثلاث طبقات بحيث إذا تمت إزالة اللغم الأول ينفجر الثانى وإذا أزيل الثانى انفجر الثالث، وأشارالتقرير إلي أنه استعملت في هذه الحقول جميع أنواع الألغام المعروفة عالميا وقتها وذخائر متعددة الأنواع ثم تمت تغطيتها بمخلفات العربات المدمرة وأحيطت بأسلاك التفجير بحيث تنفجر بمجرد اللمس.
وتتعلق بمشكلة الألغام فى مصرنتائج سلبية، حيث إنها تعوق التنمية، ففى الصحراء الشرقية تسببت فى إعاقة العديد من مشروعات التنمية السياحية بشواطئ البحر الأحمر وسيناء وارتفاع تكلفة المشاريع التى تقام بهذه المناطق لارتفاع تكاليف تطهيرها من الألغام، كذلك تسببت فى إعاقة عمليات التنمية الصناعية وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة بجانب التكلفة الباهظة لتطهير المناطق المخطط لتنميتها، بجانب إعاقة عمليات التنمية الزراعية فى بعض مناطق سهل الطينية وبالوظة وشمال سيناء، وتعطيل عمليات التنقيب عن البترول.
وتسببت فى الصحراء الغربية فى تعطيل زراعة مساحات شاسعة من الأراضى الصالحة للزراعة على توافر المياه اللازمة لها فى مناطق مثل الحمام والعلمين وتعطيل إقامة مشروعات التنمية فى الساحل الشمالى وبعض مناطق مرسى مطروح.
وتواجه إزالة الألغام فى مصر عدة مشكلات منها تعدد أنواع الألغام المضادة للأفراد والدبابات، كذلك مشكلات تحريك الألغام من أماكنها بسبب الكثبان الرملية، والتغيرات المناخية على مدى نصف قرن وعدم توافر خرائط الألغام في مصر.
هذا بجانب التكلفة المالية التى تحتاجها عملية إزالة الألغام وضخامة الأعباء البشرية المرتبطة بعملية إزالة الألغام، وعدم وجود العدد الكافى من الخبراء وقد بذلت مصر عدة جهود من أجل إزالة الألغام، منها مطالبتها الدول التى زرعت الألغام فى أراضيها بتحمل مسئولية إزالتها، وذلك خلال خلال أجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1993 وايضا خلال مؤتمرنزع السلاح بجنيف عام 1996 واللقاء الذى تم بين وزير الدفاع المصرى ونظيره الألمانى فى مارس 1998، والذى أبدت فيه ألمانيا استعدادها لتقديم المساعدة التكنولوجية والمالية لإزالة الألغام، وقدمت ألمانيا لمصر 110 جهاز للكشف عن الألغام فى أكتوبر 1998.
وأصدرت وزارة الدفاع كتاب بعنوان "القتلة الحديدين" وكان بمثابة توعية عالمية بمشكلة الألغام فى مصر. كما قامت وزارة الخارجية المصرية بجهد كبير فى الاتصال بالدول المعنية وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا ومطالبتها بتقديم مساعدات وأجهزة ومنح تدريبية لإزالة الألغام.
كما أنشأت مصر جمعية الناجين من الألغام للتنمية الاقتصادية عام 2009 بعد تزايد حالات ضحايا انفجار الألغام وذلك لتقديم كافة المساعدات لهم.