تدويل منصب أمين عام الجامعة العربية.. متى وكيف؟!

من نافلة القول أن نذكر أن «مصرية» هذا المنصب لم يُنص عليها فى دستور الجامعة، وإنما هو عرف عربى تواتر عليه الجميع حتى ظن البعض أن هذا المنصب لا يستقيم إلا إذا كان من يشغله مصرياً ومصرياً فقط.

وهذا إفك كبير.. لأن الأمور قد اختلطت حتى ظن البعض أن جامعة الدول العربية هى بالأساس جامعة مصرية لكن قيل إنها جامعة دول عربية من قبيل ذر الرماد فى العيون.

والحق أن هناك خطأ يرقى إلى مرتبة الخطيئة وهو أن الجامعة إذا وقعت فى خطأ إجرائى، أو تقاعست عن اتخاذ موقف أو حصرت نفسها كالعادة بين الشجب والإدانة، قيل إنها لم تعبر عن الموقف العربى وإنما عن الموقف المصرى باعتبار أنها جامعة مصرية بحكم المقر وبحكم الأمانة العامة المصرية.

وجدير بالذكر أن تونس وحدها هى التى كسرت هذا العرف عندما تولى أحد مثقفيها منصب أمين عام الجامعة العربية ولكن فى ظروف استثنائية عندما نقلت الجامعة إلى هناك.. والحق يقال إنها لم تفعل أى شىء طوال هذه الفترة، ريثما عادت إلى مقرها الأول -فى مصر- وعادت «مصرية» أمينها العام كما كانت وكأن شيئاً لم يكن.

ارحموا مصر -يا سادة- بالفصل بين الجامعة العربية ومصر.. فمصر بريئة من كل ما يتخذه أمينها العام.. وليست أخطاء الجامعة، وهى كثيرة، أخطاء مصرية.. فمثلاً عندما أعطى نبيل العربى، الأمين العام السابق، مقعد سوريا للمعارضة السورية فإن هذا خطأ الجامعة وليس خطأ مصر.. كما أن أمينها الحالى أحمد أبوالغيط لم يؤثر عنه موقف عربى واحد عندما كان وزير خارجية مصر، ورغم ذلك تبوأ مقعد أمين عام الجامعة العربية.. والسبب فى ذلك العرف وليس الكفاءة وليس التوجه العربى.

لو أن منصب الأمين العام مدول بحيث يمكن لأى دولة عربية أن تتوافق مع الآخرين لشغله، سيكون هذا أفضل لمصر.. بحيث إنها لن تتحمل مسئولية قرار الجامعة ولن يقال إنها جامعة مصرية.. كما يقال الآن.

وها هو البعض يتهم مصر بأنها وافقت على أن يضرب حلف الناتو دولة ليبيا.. لأن عمرو موسى المصرى كان على رأس الجامعة.

كما تتهم مصر بأنها حولت قضية الشرق الأوسط إلى مجلس الأمن لأن عمرو موسى حولها لتكون على مائدة اللئام الدوليين.

أما نبيل العربى -المصرى أيضاً- فكان سبباً فى اتهام مصر بأنها تقف ضد نضال الشعب السورى عندما أعطى مقعد سوريا للمعارضة فى واحد من المواقف المتخاذلة عربياً ناهيك عن أن تكون مصريةً.