ملحمة «جبل الحلال» الجيش يقهر «أسطورة الإرهاب»
ملحمة «جبل الحلال» الجيش يقهر «أسطورة الإرهاب»
- أجهزة الأمن
- أحمد حمدى
- أرض الفيروز
- أسلحة وذخائر
- أطلق النار
- أعمال إرهابية
- أعمال تطوير
- أهالى سيناء
- إدارة الشئون المعنوية
- إسعافات أولية
- أجهزة الأمن
- أحمد حمدى
- أرض الفيروز
- أسلحة وذخائر
- أطلق النار
- أعمال إرهابية
- أعمال تطوير
- أهالى سيناء
- إدارة الشئون المعنوية
- إسعافات أولية
«الإيمان- الصمود- التحدى»، تلك هى الركائز التى تقوم عليها قوة الجيش الثالث الميدانى قاهر أسطورة جبل الحلال، والذى استضاف «الوطن» فى قلب الجبل.
اصطحبنا القادة إلى الكهوف التى كانت تحوى العناصر الإرهابية بعد تطهيرها إلى غير رجعة، فالطريق الممتد إلى قلب الجبل طويل يحتاج إلى جلَد وصمود، تتلألأ ذرات ترابه الذهبية لتعكس معدن هؤلاء الأبطال الذين تسهر أعينهم ليشعر كل منا بالأمان بين أسرته وعائلته، ووسط سخونة شمس النهار وبرودة قارسة كلما أقبل الليل، إلا أنهم أقسموا أن يطهروا كل ما يعتقده البعض أنه «فزاعة» ليسطروا بطولاتهم حتى قمة هذا الجبل.
{long_qoute_1}
خلال الجولة الميدانية التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية بصحبة عدد من المحررين العسكريين والإعلاميين، استقبلنا اللواء محمد الدش، قائد الجيش الثالث الميدانى، فى مقر قيادته، وأكد خلال حديثه أن ما قامت به قوات إنفاذ القانون من أبطال الجيش الثالث الميدانى فى تطهير جبل الحلال من البؤر الإرهابية والتكفيرية، بالإضافة إلى تطهير الجبل من العناصر الإجرامية الخطرة «هو عمل بطولى»، سبقه إعداد جيد وعلى مستوى عال لقوات الاقتحام، سواء كان الإعداد بدنياً أو قتالياً، نظراً لطبيعة تضاريس الجبل الوعرة والبالغة الصعوبة، كما أن عنصر جمع معلومات حول الجبل والعناصر التى تختبئ به من قبَل الأجهزة الأمنية المختلفة، كان له أثر هام فى عملية الاقتحام وتطهير الجبل.
وأضاف قائد الجيش الثالث الميدانى، خلال كلمة له بحضور عدد من المحررين العسكرين والشخصيات الإعلامية، أن جبل الحلال يقع فى وسط سيناء، حيث يبلغ طول الجبل 60 كيلومتراً، وعرضه 20 كيلومتراً، ويبلغ ارتفاعه 1000 متر، ويقع فى وسط سيناء، ونتيجة طبيعة الجبل وتضاريسه أصبح ملاذاً للعناصر الإرهابية والتكفيرية والإجرامية، مما شكّل تهديداً على منطقة سيناء.
وشدد «الدش» على أن القيادة السياسية أعطت أوامراها بأنه لا تهاون مع أحد خارج عن القانون، أو أى شخص يمُس الأمن القومى المصرى. وعلى الفور، أعطت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها بأن يتم وضع خطة لاقتحام جبل الحلال وتطهيره، وإعادة الاستقرار لمنطقة سيناء، وتمت عملية الاقتحام بعد أن تم جمع المعلومات الخاصة بعملية الاقتحام، وبمساعدة أهالى سيناء الذين كان لهم دور هام فى مساعدة قوات إنفاذ القانون فى عملية التطهير.
وكشف: «نتيجة العمليات العسكرية التى قام بها أبطال قوات إنفاذ القانون فى اقتحام جبل الحلال لتطهيره من البؤر الإرهابية والعناصر التكفيرية والإجرامية والخارجة عن القانون، تم قتل 18 من العناصر الخطرة، كما تم القبض على 32 آخرين، كما تم ضبط 29 دراجة نارية مُفخخة، كما تم ضبط أطنان من المواد المخدرة، وحرق عدة أفدنة حول الجبل كانت مزروعة بالمواد المخدرة».
وقال قائد الجيش الثالث الميدانى، إنه «قبل عملية اقتحام جبل الحلال قامت عناصر القوات المسلحة بتحديد الأماكن والتجمعات التى تختبئ بها العناصر الإرهابية والتكفيرية، فى الكهوف والمغارات، كما قمنا (عناصر القوات المسلحة)، بدراسة ديموغرافية الأرض». {left_qoute_1}
وتابع: بناء على المعلومات التى توفرت، تم وضع خطة الاقتحام، وقامت القوات بغلق كافة محاور التحرك من وإلى الجبل، وقامت القوات بمحاصرة الجبل، واستمرت محاصرة الجبل لمدة 6 أيام، وأطلقنا عليها «محاصرة بعيدة»، وكانت بمسافة من 5 إلى 8 كيلو، كما قامت عناصر إنفاذ القانون بمحاصرة قريبة للجبل، وعملية حصار الجبل استمرت من 12 فبراير حتى 18 فبراير، ولم يكن الإرهابيون يعلمون ما تقوم به القوات المسلحة.
وأضاف: «نتيجة محاصرة الجبل لأيام طويلة، قامت بعض العناصر الإرهابية والتكفيرية والخارجة عن القانون بالهروب من الجبل، وقمنا بردهم، وتتبعت قوات الأمن خط سيرهم، وقامت بالقبض على 21 منهم بعد خروجهم من الجبل، وتم تسليمهم للجهات المختصة، وذلك قبل بدء عملية المداهمة، كما كانت هناك أوامر أن من يخرج ويستسلم، لا يتم رفع السلاح عليه، لكن من يرفع السلاح ويتعامل مع قوات الأمن، يتم الرد عليه فوراً».
وأكمل: «قمنا باستنزاف الذخيرة الخاصة بالعناصر الإرهابية والتكفيرية، نتيجة عملية الحصار، وفشلهم فى عملية الهروب، بالإضافة إلى أن العناصر قد استنزفت المواد الإعاشية والمؤن الخاصة بهم، مما جعلهم يفقدون توازنهم، وذلك ما كان مُحدداً فى عملية الاقتحام». وكشف قائد الجيش الثالث الميدانى أنه تم إعداد 9 مجموعات لعملية اقتحام جبل الحلال، وتم وضع خطة لكل مجموعة أثناء عملية اقتحام الجبل، وقد قُسم الجبل لتسعة قطاعات، وكل مجموعة قتالية كانت تتولى عملية التمشيط والمداهمة والتطهير، حيث كانت القوات المكلفة بعملية الاقتحام تذهب ولا تعود مرة أخرى، وتستمر فى عملية الاقتحام، حتى تطهير المنطقة المنوط بالمجموعة القتالية تطهيرها.
وتابع: قامت العناصر الإرهابية والتكفيرية بتفخيخ وزرع عبوات ناسفة على العديد من محاور التحرك، وذلك بهدف تأمين أنفسهم فى حالة نية اقتحام الجبل من قبَل قوات الأمن، لكن الدور البطولى والمشرف الذى قامت به «عناصر المهندسين العسكريين» أفشل مخططاتهم، وقامت بتطهير محاور التحرك التى ستمر بها قوات الأمن، لبدء عملية الاقتحام. وأوضح: «كان هناك تعاون بين جميع أفرع وإدارات وأجهزة القوات المسلحة المختلفة، قبل وأثناء عملية الاقتحام، كما أنه كان للقوات الجوية دور هام فى عملية الاقتحام، وتوفير الدعم الجوى للقوات أثناء عملية المداهمات».
وقال قائد الجيش الثالث الميدانى إنه أثناء عملية اقتحام جبل الحلال تم اكتشاف أماكن تخزين سيارات لاند كروزر حديثة وسيارات نصف نقل خاصة بالعناصر الإرهابية والتكفيرية، كما تم ضبط سيارات ودراجات نارية قامت العناصر التكفيرية بـ«تفخيخها» لاستخدامها ضد التمركزات الأمنية واستهداف قوات الأمن. كما تم اكتشاف ميدانين للرماية خاصين بالعناصر الخارجة عن القانون، واكتشاف 28 كهفاً و8 مغارات، ومخازن بالجبل، خاصة بالعناصر الإرهابية، كما تم اكتشاف نماذج لكمائن خاصة بالجيش وكيفية الهجوم عليها، واكتشاف وضبط مخازن أسلحة مختلفة، ومواد تُستخدم فى تصنيع العبوات الناسفة، وورش لتصنيع العبوات، وأجهزة لكشف الألغام ومخازن ملابس خاصة بالعناصر الإرهابية والتكفيرية والتنظيمات المسلحة. وفى ختام كلمته، أكد «الدش» أن عناصر القوات المسلحة مستمرة فى عملية تطهير سيناء من البؤر الإرهابية والتكفيرية، وإعادة الاستقرار مرة أخرى إلى أرض الفيروز، وذلك بمساعدة أهالى سيناء الذين وصفهم اللواء «الدش» بـ«الأبطال».
وغادرت «الوطن» قيادة الجيش الثالث الميدانى وتوجهنا نحو سيناء عبر نفق الشهيد أحمد حمدى، وقبل الدخول فى الطريق المؤدى للنفق رصدت «الوطن» العديد من الأكمنة التى تقف مرتكزة لحماية خط سير النفق ومن فوقه الممر الملاحى لقناة السويس وسط وجود أمنى مكثف ومحكم، طالعت تلك القوات مهامها وسمحت لنا بالمرور، لعبور النفق إلى الجهة الأخرى واتخذنا الطريق المؤدى إلى جبل الحلال لنشاهد على جانبَى الطريق أعمال تطوير الطرق وأعمالاً مستمرة لتوسعة شبكة الطرق فى الاتجاهين من أجل عمليات التنمية المستقبلية، وعلى امتداد الطريق تجد عربات النقل المحملة بالمواد الخاصة برصف الطرق، إلى أن وصلنا للطريق العرضى الممهد الذى يصل إلى رفح شرقاً، وغرباً إلى الإسماعيلية، مروراً بالطريق المؤدى إلى وسط سيناء لربطها بشمال سيناء، تعمل منذ طلوع الشمس حتى آخر ضوء من أجل مواطنى القرى والمدن الواقعة فى تلك المنطقة، وأيضاً لصالح عمليات التنمية المستقبلية الواعدة فى تلك المنطقة.
وبعد الوصول إلى مصنع الأسمنت الخاص بالقوات المسلحة والواقع بوسط سيناء، وهى النقطة التبادلية لركوب المدرعات التى تقلنا إلى جبل الحلال شاهدت «الوطن» العديد من سيارات التأمين التى صاحبتنا قبل استقلال المدرعات المتوجهة للجبل، وما إن تم التحرك بدأنا نصعد إلى الجبل الممتد بطول 60 كم طولاً وعرضه 20 كم، الجولة التى رافقنا فيها رئيس أركان حرب الجيش الثالث أوضحت أن هؤلاء المقاتلين يعيشون حياه صعبة قاسية وسط سخونة الجبال ولفح الشمس الذى ترك أثره على بشرتهم دون اكتراث منهم، يمكن أن نصفها بأنها حياة تعكس معنى الرجولة وتجسد البطولة.
وخلال طريقنا بالمدرعة وسط منحدرات الجبل تجد كلاً منهم يعرف دوره. وداخل المدرعة التى قادنا بها المجند حسين سائقها يسير ووجهه لا تفارقه الابتسامة، وعندما سألته عن سر ابتسامته التى تعلو وجهه وسط صعوبة المهام قالى لى: «أنا بطل، وربنا هو اللى حامينا، أنا كنت أسمع عن الأغانى الوطنية والانتماء وحب البلد ولكن أقسم بالله أنا ماحستش الكلام ده ومعناه إلا بعد ما دخلت الجيش»، واستكمل: «أنا شرف لى أن أؤدى جيشى وأنا حاسس إنى عملت حاجة لبلدى، إيه يعنى حتى لو أستشهد وأكون بطل فى مكانى عشان بلدى، فالعمر مكتوب وروحنا هياخدها اللى خلقها سواء كانت فى الميدان أو على المخدة»، وتابع سيره إلى الجبل فى فترة زمنية قد تصل إلى أكثر من ساعة وصولاً إلى قلب الجبل حتى استقبلنا قائد العمليات الذى أشرف على تنفيذ المداهمات التى قام بها الأبطال.
{long_qoute_2}
قال العميد قائد قوات ومجموعات عملية الاقتحام بجبل الحلال إنه قبل عملية اقتحام الجبل، كان مأوى للعناصر الإرهابية والتكفيرية، وأصبحت تُخزن فيه السيارات والدراجات النارية المُفخخة، والأطنان من المواد المتفجرة، والمواد التى تساهم فى تصنيع العبوات الناسفة، لذلك كان لا بد أن يتم تطهير الجبل من كل ما يُهدد أمن واستقرار سيناء بصفة خاصة، والأمن القومى المصرى بصفة عامة.
وأضاف، خلال كلمة له مع عدد من المحررين العسكرين والشخصيات الإعلامية، من على «جبل الحلال»، أنه «تم تخطيط عملية الاقتحام على عدد من المراحل، وكانت البداية، فى منع دخول المواد اللوجيستية والإعاشية للعناصر الإرهابية والتكفيرية، عن طريق محاصرة الجبل، وقمنا باستنزاف الذخيرة الخاصة بالعناصر الإرهابية والتكفيرية، نتيجة عملية الحصار، كما فشلت العناصر فى عملية الهروب، وكانت قوات الأمن لهم بالمرصاد».
وتابع: «بناء على المعلومات التى توفرت، تم وضع خطة الاقتحام، وقامت القوات بغلق كافة محاور التحرك من وإلى الجبل، وقامت القوات بمحاصرة الجبل، وكانت عملية حصار الجبل استمرت من 12 فبراير حتى 18 فبراير، ولم يكن الإرهابيون يعلمون ما تقوم به القوات المسلحة، كما قامت عناصر (المهندسين العسكريين) بدور بطولى فى عملية تطهر محاور التحرك التى ستمر بها قوات الأمن، لبدء عملية اقتحام الجبل». {left_qoute_2}
وأكد: «العناصر الإرهابية والتكفيرية غير قادرة على مواجهة أبطال القوات المسلحة وجهاً لوجه، لأنهم يعلمون جيداً أن معركتهم خاسرة فى حالة المواجهة المباشرة»، مشدداً على أن معنويات أبطال قوات إنفاذ القانون فى سيناء عالية للغاية، لأنهم «أهل الحق». وأوضح أن «القوات قامت بالعديد من المداهمات فى عدد من الجبال بوسط سيناء بخلاف جبل الحلال، إلا أن جبل الحلال وتنفيذ مهمتنا به كان الأقوى فقد قمنا من قبل بتطهير جبل الحرام وجبل أم حصيرة والعريقات والشريف، وقريباً سيتم تطهير العجمة ودوره جاى». مؤكداً: «إننا لن نتهاون ولن نرتاح إلا بعد تطهير سيناء كاملة من براثن تلك العناصر الإرهابية».
وكشف قائد قوات عملية اقتحام جبل الحلال عن بعض من الأدوار البطولية التى قام بها أبطال القوات المسلحة، حيث كان أحد الجنود قد أصيب إصابة بالغة، وكان «يلفظ أنفاسه الأخيرة»، فتوجه إليه قائده ليساعده على عملية إخلاء مكانه، لكن الجندى طلب من قائده الاستمرار فى عملية الاقتحام والمداهمة، حتى استُشهد. كما سرد قائد قوات عملية اقتحام جبل الحلال قصص وبطولات أبطال القوات المسلحة أثناء عملية الاقتحام، حيث قال: «توفيت والدة المقاتل عاشور أثناء عمليات المداهمات، وعندما علم بوفاة والدته قُلنا له بأنه سيتم توفير وسيلة لنزوله من الجبل مع توفير حماية له من أجل المشاركة فى عزاء والدته، لكن البطل المقاتل رفض، وأصر على استمراره فى عملية المداهمات ليأخذ ثأر زملائه من الشهداء».
أما عن أبطال العمليات الميدانية فقد التقت «الوطن» بهم ليحكوا لنا عن 16 يوماً من ملحمة الصمود والتحدى التى سبقتها 4 أيام لتأمين كافة المسالك المؤدية إلى الجبل وغلق كل الطرق المؤدية إليه والتى تبعتها محاصرة القوات للجبل لمدة 4 أيام تم فيها محاصرة تلك العناصر من بعيد ثم تبعها 6 أيام كحصار قريب، ونجحت القوات فى القبض على أكثر من 20 عنصراً من العناصر الإرهابية دون القيام بأى أعمال إيجابية مباشرة أو مواجهات مع تلك العناصر، ثم تم القبض على عدد آخر منهم خلال المواجهات المباشرة. وخلال سطورنا المقبلة يحكى لنا الأبطال عما سجلوه من مجد لحماية مقدرات هذا الوطن.
«أحكمنا الحصار وضيّقنا الخناق وحققنا هدفنا وثأرنا لشهدائنا»، بتلك الكلمات بدأ العقيد مقاتل قائد إحدى مجموعات القتال بالجيش الثالث الميدانى التى داهمت جبل الحلال، يروى لـ«الوطن» تفاصيل الأيام الستة عشر التى عاشها على سطح الجبل الذى كان يسمى بالجبل الأسطورة، وقال: عشت فترة من أجمل فترات حياتى خلال الـ16 يوماً مدة تلك المداهمات، فذلك الجبل يراه الكثيرون أسطورة إلا أن أى أسطورة يمكن تحطيمها بإيمان وإرادة أبناء القوات المسلحة، واستطعنا أن نُحكم الحصار ونضيق الخناق على العناصر الإرهابية وفقاً لخطة مدروسة وتحقق نتائجها خطوة بعد أخرى، فقد قامت مجموعات منا بتمشيط كل شبر فى الجبل وفقاً للتقسيمات التى تم إعدادها فى خطة المداهمات، وبدأنا فى عملية التنفيذ، حتى إن كبار القادة كانوا على تواصل معنا بشكل مستمر ويومى من غرفة العمليات والمتابعة، وكنا نسمع صوت القائد العام فى تواصله مع قادة الجيش الثالث يشجعنا ويحمسنا ونحن فى أرض العمليات، وكذلك رئيس الأركان، فكانوا ينادوننا: «ازيكم يا أبطال، ربنا معاكم ويحميكم»، وكانت المتابعة مستمرة، وهذا الثناء كان له تأثير كبير فى نفوس الجنود والأبطال المقاتلين.
وأوضح العقيد قائد إحدى مجموعات المداهمة أن «التكتيك العملياتى الذى تم إعداده وتنفيذه جعلنا نسيطر بإحكام محققين إبادة تامة لكافة العناصر التى كانت تتخذ الجبل ملاذاً آمنا لها، وخلال 16 يوماً من العمليات كان الوقت يمر عليهم كأنه سنوات، فهم محاصرون تنقطع عنهم كل السبل للفرار، حتى إن من فرّ منهم وهرب وجد نفسه مقبوضاً عليه فى أحد الأكمنة المنتشرة والمحاصرة للجبل الذى أغلقت كافة الطرق المؤدية إليه من كافة الاتجاهات».
وشرح جانباً من العمليات الميدانية، وقال: إن المواجهات المباشرة مع تلك العناصر وغير المباشرة امتدت لمدة 10 أيام على مراحل، حيث ظلت القوات التى تسير وفقاً لخطة قائد كل مجموعة مرابضة 4 أيام فى حصار فى أول مرحلة، ثم 6 أيام أخرى ليتم حسم الأمور، وخلال عمليات الحصار تم سماع عدد من العناصر التكفيرية عبر وسائل الاتصال يخبر أحدهم بأن أحدهم قد أصيب فقال له: «اتركه مكانه، سيبه للى خلقه»، وبعد مداهمة الكهوف وجدنا أن بعض العناصر التابعة لهم قاموا بدفنها فى الجبل، ورائحتها عفنة وكريهة، فضلاً عن أننا وجدنا كميات كبيرة من قطع الغيار لاستخدامها فى تصليح السيارات التى يتنقلون بها، فضلاً عن عدد غير قليل من الدراجات النارية المفخخة والجاهزة للاستخدام، فعملنا كان أشبه بالقيام بعملية جراحية شديدة الخطورة والحمد لله نفذناها بنجاح. {left_qoute_3}
المقدم المقاتل أحد أبطال المجموعات التى توزعت على الجبل يقول: قبل تنفيذ المهمة ذهبنا وأقسمنا ألا نعود إلا بعد تطهير الجبل تماماً من العناصر الإرهابية ودونها الموت بسلاحنا، فالقادة والجنود كلنا واحد جميعاً نتقدم للمواجهة، القادة فى الأمام والجنود فى الخلف لأن هذا الإقدام يرفع من الروح المعنوية للجنود، وعقيدتنا القتالية أننا على الحق واليقين جعلتنا نحقق تقدماً فى مرحلة الحصار كل يوم عن اليوم الذى قبله، فبدأنا فى مرحلة الصعود للجبل وتم تأمينه وحصاره، وقام كل قائد بتوزيع قواته على المساحة المكلف بتغطيتها، ووجهنا الجنود أن التعامل يتم مباشرة على كل من يمسك السلاح، وبالفعل تم الحصار المحكم، وأشار بيده على أحد الكهوف التى تستقلها بعض العناصر الإرهابية وأوضح أنهم كانوا يتخفون فى الكهوف، ويأتون بأغنامهم وبعض المواد الغذائية التى تساعدهم على الاستمرار داخل الجبل لفترات طويلة، «لدرجة أننا وجدنا آثاراً لحرق وشواء للأغنام وبقاياها، ولديهم ما يعينهم من المؤن والبقوليات، وطبعاً لأن الجبل به العديد من الالتواءات فكنا نسير وفقاً لخطة حذرة تماماً لعدم إحداث خسائر بقدر المستطاع».
واستكمل كلامه قائلاً: جنودنا البواسل وزملاؤنا من الضباط كل منا لديه إصرار على الأخذ بثأر شهدائنا ممن تركونا لننال شرف المواجهة معم ولكن أرواحهم شاهدة وحاضرة فى كل أرجاء المكان، فلم نكن نشعر بجوع أو تعب أو إرهاق، رغم أننا نتناوب الخدمة للصمود والحفاظ على ما حققناه من مسافات تم تمشيطها وتطهيرها، إلى أن بدأت العناصر الإرهابية تضعف عزيمتها وتنهار، ومع تشديد وتضييق الحصار والتقدم نحو قمم الجبل بدأت بعض العناصر تقاوم إلى أن استنفدت ذخيرتها، ومنهم من استسلم، فهم أجبن من أن يكون لديهم القدرة على المواجهة، ولكن الله ينصر من كان على الحق ونحن نسعى للنصر المبين.
«المهمة لم تكن بالسهلة ولكن لا شىء يقهر الصعب سوى الإرادة والإيمان الخالص وهو ما كنا عليه»، هذا ما أكد عليه المقدم المقاتل البطل واحد من قادة المجموعات التى شاركت فى عمليات التطهير، ويسرد لـ«الوطن» قائلاً: رغم برودة الطقس خاصة كلما صعدنا إلى أعلى الجبل إلا أن أجسادنا كانت ساخنة وعروقنا تنبض بالإصرار على استكمال المهمة وتطهيرها من العناصر الإرهابية الآثمة التى تخرب وتبدد وتشوه، وكلما تقدمنا كنا نعرف أنهم يرتجفون، ويظهر هذا من رد الفعل الغاشم من جانبهم، وبدأت الفئران تخرج من جحورها كلما صعدنا إلى الجبل وأخذنا مساحات متقدمة أكثر مع توزيع القوات والجنود على أماكن متفرقة. وأشار بيده: «كما ترون من هنا»، وأوضح أن كلاً منهم مسئول عن تغطية نقطة ومراقبتها وتم انتشار القوات فى كل أنحاء الجبل بينما توجد مجموعات تتقدم إلى قمته، وبالفعل تم قتل أكبر عدد من تلك العناصر التى كانت تواجهنا من وراء تلك الصخور ومن داخل الكهوف، إلا أننا صعدنا إلى قمته واستسلم عدد منهم، إلا أنه بعد بلوغ قمة الجبل لم يتبق سوى اثنين من العناصر الإرهابية، وقد قام أحد الجنود بإمسك أحدهم وكأنه أرنب لأننا أنهكناهم بعد 16 يوماً من الحصار وقطعنا عنهم الإمدادات اللوجيستية مما حسم أمر المعركة ليسجل لنا شرف جديد فى حماية مصر.
وأضاف المقدم المقاتل: أنا لم أخش على أهل بيتى مثلما أخاف على من معى من جنود وضباط لأنهم فى رقبتى فهم مسئوليتى، فأنا أجلس وآكل وأشرب معهم أكثر من أسرتى، فكلنا نأكل من نفس الطعام ونرتدى نفس الأفرول، وسقوط أحدنا مؤلم لنا ربما أكثر من أهله. وذكر المقدم البنهاوى أن أحد الجنود فى مجموعته بعد إصابته ورغم أنه بدأ ينزف استمر فى القتال، وعندما طلب منه الإخلاء رفض وقال: «لا يافندم سيبنى أنول الشرف وانا فى مكانى، سيب رمل سيناء يشهد على إنى عرفت أبقى راجل وأحمى أرضى وعرضى»، وقام أحد زملائه بمساعدته على الإخلاء، إلا أنه قد نال ما تمنى ليشهد تراب جبل الحلال وسيناء أن الأساطير يصنعها هؤلاء الأبطال.
يقول الملازم أول المقاتل البطل أحد المشاركين فى عمليات المداهمات والمواجهات للعناصر الإرهابية بجبل الحلال إن «تلك المعركة بالنسبة لنا حياة أو موت، هم يقاتلون من أجل المال، ونحن نقاتل من أجل الوطن، وبالتالى عقيدتنا وإيماننا ينتصر فى النهاية»، وتابع: كل منا تقدم ويتمنى أن ينتصر أو يطلب الشهادة، وصدقاً ويقيناً عندما أقع فى مواجهات مع أحد العناصر الإرهابية وأصوب سلاحى نحوه كنت أرى رجفة عينيه فى اللحظة الأخيرة قبل إطلاق الرصاص نحوه وكأنه موقن أن الموت يناديه، فهم عناصر تتخفى مثل الفئران تتحرك فى الظلام وتخشى ضوء النهار ووضوحه.
وأكد الملازم البطل: أنا وكل زملائى بالمجموعة كنا جميعاً على قلب وطن واحد، صعدنا إلى الجبل وتقدمنا، وكل منا نفذ التعليمات التى وُجهت إلينا، والخطة كانت محكمة وهذا ما ساعد على تقليل حجم الخسائر فى صفوفنا. وتذكّر زملاءه فى حزن قائلاً: حتى إن ما نراه خسائر بفقدان زميل أو مجند أو قائد هو مكسب لمن تركونا ورحلوا ونالوا الشهادة وخسارة لنا أننا فقدناهم، ولكننا فقدناهم وهم أبطال، فتحية إلى كل روح مجند وقائد تعلمنا منهم أن نقف كالأسود ندافع عن عرين وطننا مصر.
«إرادتنا النابعة من الإيمان هى كلمة السر التى تحقق لنا النصر بإذن الله». تلك الكلمات التى أكد بها العميد مقاتل الذى تقدم مجموعات المواجهة مع العناصر الإرهابية وقائد إحدى المجموعات التى اقتحمت جبل الحلال، أن القوات المسلحة أحكمت سيطرتها على جبل الحلال بجميع مخارجه ومداخله، مشيراً إلى أن القوات وصلت وسيطرت على أعلى سلاسل الجبال.
وأضاف قائد إحدى المجموعات أنه لمدة 14 يوماً فى جبل الحلال لم يستطع أى إرهابى أو أعوانهم أن يدخلوا أو يخرجوا من جبل الحلال، كما تم القبض على الكثير منهم بالإضافة إلى أنه تم قتل كثير منهم، مؤكداً أن الجيش الثالث الميدانى طهّر كل شبر فى جبل الحلال.
وأكد «مرسى» أن جبل الحلال قبل السيطرة عليه كان مأوى وملاذاً آمناً للعناصر الإرهابية وللخارجين عن القانون، موضحاً أن العناصر الإرهابية قامت بتجهيز جبل الحلال، تجهيزاً إدارياً ولوجيستياً لمساعدة وإمداد العناصر الإرهابية الموجودة بشمال سيناء. وأكد أن عزيمة وإرادة الجندى المصرى لا أحد يستطع أن يقهرها، موضحاً أنه فى أحد أيام المداهمات كانت درجة الحرارة أقل من 9 درجات، وكان المطر من الساعة العاشرة صباحاً فى أحد الوديان بالجبل، لكن القوات من ضباط وجنود رفضت العودة وإلغاء المداهمة إلا بعد القضاء على كل العناصر الإرهابية داخل أحد الكهوف، وضبط ما لديهم من أسلحة وذخائر. وكشف: فى إحدى المداهمات استشهد أحد الجنود، وقبل استشهاده بدقائق طلب من القائد دفنه مكانه واستكمال العملية، قائلاً فى نص رسالته: «لو هتدفنّى مكانى ادفنّى، لكن كمل، أنا عايزك تجيب حقى وحق كل الشهداء اللى قبلى»، وأثناء دفن جثمان الشهيد، طلب إخوته وأبناء أعمامه من قائد القوات ارتداء الأفرول والتجنيد فى الجيش مرة أخرى.
وعن عقيدة الجيش المصرى أكد قائد المجموعة أن المقاتل المصرى يتربى على عقيدة الشجاعة والعزيمة. وأوضح أن العمليات العسكرية التى تمت فى جبل الحلال سيتم تدريسها فى المعاهد العسكرية، قائلاً: «إزاى القتال غير النمطى يتم فى المناطق الجبلية على عناصر فردية غير نظامية؟ حتى لو تم دراستها مش هيعرفوا يفكوا لغز واحد هو لغز الجندى المصرى، لغز العقيدة المصرية اللى تخلى البطل فى ظل الظروف الصعبة واستشهاد أصدقائه يكمل مهمته القتالية حتى النهاية».
وعن المواجهات مع التكفيريين قال: «إن المواجهة لم تكن مع جيش نظامى، بل كانت مع عناصر إرهابية لا تستطيع مواجهة الجندى المصرى، لأنهم يعلمون مدى شجاعته وقوته، ودائما يلجأون إلى أعمال الخسة والغدر والجبن بوضع عبوات ناسفة وألغام على الطرق لاستهداف القوات»، مشيراً إلى أن التكفيريين لهم مبدأ وهو سياسة الهروب والجبن وليس المواجهة، لكن الجندى المصرى يبحث عنهم فى كل شبر فى مصر لقتلهم.
وكشف قائد المجموعة العميد مرسى أن اثنين من الجنود رغم شدة إصابتهما رفضوا ترك مواقع القتال إلا بعد انتهائها وحتى أثناء وجودهم فى المستشفى طلبوا من الأطباء إجراء إسعافات أولية لهم حتى يعودوا مرة أخرى لاستكمال أعمال المداهمات. وأشار العميد المقاتل إلى أنه قبل وأثناء عملية اقتحام جبل الحلال كانت رسالته إلى مجموعته من الضباط والجنود هى: «احنا رايحين نحارب فكر إرهابى يعتقد أنه داخل مصر يستطيع أن يرتكب أعمال إرهابية ويروع الشعب المصرى دون التصدى له»، وكانت رسالته الثانية هى ضرورة أخذ حق الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن تراب هذا البلد.
«شاهدت الإرهابيين يحاولون الهروب كالفئران وقادتنا يحاولون افتداءنا بأرواحهم حفاظاً علينا، واجبنا وحق البلد علينا أننا نطهّر البؤر الإرهابية من أجل أن يعود الأمن والأمان لسيناء مرة أخرى».
هكذا تحدّث الجندى المقاتل أحد الأبطال من قوات الجيش الثالث الميدانى الذين شاركوا فى عمليات المداهمة والذى قبض على أحد العناصر التكفيرية خلال عملية المداهمات بجبل الحلال وتطهيره من البؤر الإرهابية والتكفيرية والإجرامية.
وقال إنه تم تجنيده منذ عام، وعندما علم بأنه سيقضى فترة تجنيده فى سيناء ردد قائلاً: «الحمد لله، ده كرم من ربنا علىّ وشرف إنى أكون بطل من أبطال سيناء»، مشدداً على أنه شارك فى مداهمات جبل الحلال منذ بدايتها وكان يشاهد العناصر الإرهابية تحاول الهروب كالفئران خوفاً من أبطال الجيش المصرى. وتحدّث الجندى البطل قائلاً: «شاهدت الخوف والجبن فى أعين التكفيريين، وكانت سعادتى لا توصف، وأثناء اقتيادى أحد العناصر الإرهابية المقبوض عليهم لإحدى المدرعات بعد القبض عليه كانت يده ترتعش من الخوف، فقلت له بنظرة غضب: لا تخف، عقيدتنا لا تقتل المقبوض عليهم مثلما تفعلون أنتم»، مؤكداً أن الجيش المصرى لا يقتل أحداً، إلا من يحاول أن يرفع السلاح فقط أمامه.
وأضاف أنه «خلال المداهمات على الجبل، وبعد أن يئست تلك العناصر الإرهابية الخائنة، وفى محاولة أحدهم للهروب لحقت به وحاصرته وقمت بالإمساك به وبسؤاله لماذا لم أطلق النار عليه، قلت: نحن أخذنا تعليمات أن إطلاق النيران على من حمل السلاح، وهو كان يفر هارباً من الجبل دون أى مواجهة فقمت باللحاق به وإمساكه، وكان كالفأر بين يدىّ يرتجف من الخوف والهلع، فهم جبناء ولا يقدرون على المواجهة وليس لديهم عقيدة سوى الأموال التى يتلقونها وبالتالى فهم يخافون، وما قد يشعرهم ببعض القوة هو التخفى وراء أسلحتهم، وأكمل قائلاً: بعد القبض عليه شعرت بفرحة كبيرة وشعرت بأنه أكبر إنجاز لى خلال المداهمة ولو القائد سمح لى كنت قطعته بأسنانى.
وأكد أنه كان يستمد الشجاعة والعزيمة فى المداهمات من قادة المجموعات، مكملاً: «قادتنا يكونون فى أول المواجهة ويفتدوننا بأرواحهم فى الدفاع عن الوطن»، مشيراً إلى أن «القيادات دائماً تطمئن علينا أثناء المواجهات وكلمتهم للأبطال دائماً: أنتم أهم من أى شىء وروحنا فداكم». وكشف البطل أنه وزملاءه رفضوا أثناء المداهمات نزول الإجازات الرسمية، وذلك حباً فى المشاركة مع القوات والثأر لزملائهم وقادتهم.
وبعث الجندى محمود رسالة إلى كل من يحاول هدم الجيش المصرى قائلاً: «الجيش المصرى جيش وطنى شريف وقادته يحترمون جنودهم ويعاملونهم مثل إخوتهم الصغار ويخافون عليهم أكثر من أنفسهم».
وشدد أنه عندما كان ينزل إجازته كان يحكى لعائلته وأصدقائه كيف يحارب الجيش المصرى فى سيناء حفاظاً على تراب مصر وحتى يعيش الشعب المصرى فى أمان، لافتاً إلى أن والده كان يتحدث معه فى إحدى إجازته ويوصيه بزملائه قائلاً: «كن شجاعاً وبطلاً مش جبان، وخاف على زميلك وربنا يحفظك ويرجّعك بالسلامة».
وقال المقدم المقاتل البطل قائد إحدى المجموعات التى اقتحمت جبل الحلال، إن مجموعته اشتركت مع عدد من المجموعات التى اقتحمت الجبل، كما أن الجبل طبيعته وعرة للغاية وتضاريسه بالغة الصعوبة، مما جعله ملاذاً آمناً للعناصر الإرهابية والتكفيرية والخارجة عن القانون. وأضاف أنه أثناء عملية الاقتحام تم التغلب على العبوات الناسفة والموانع التى وضعتها العناصر الإرهابية والتكفيرية والإجرامية الخطرة، حتى تمنع القوات من المرور واقتحام أوكارهم، لكن إرادة وعزيمة واحترافية المقاتل المصرى تغلبت على كل ذلك. وأكمل: «بدأت عملية اقتحام الجبل بحصار استمر لمدة 20 يوماً، كما أن مدة المداهمة داخل الجبل استمرت شهراً كاملاً، ورغم صعوبة الجبل المتمثلة فى تضاريسه، تغلبنا على ذلك، وبفضل الله اقتحمنا الجبل وقمنا بتطهيره وتعاملنا مع العناصر الإرهابية والتكفيرية التى كانت موجودة بداخله».
وأشار إلى أنه تم وضع خطة، للتعامل مع «العمليات الانتقامية»، التى ستقوم بها العناصر الإرهابية والتكفيرية، ضد القوات التى اقتحمت الجبل، وذلك نتيجة الهجوم عليهم وتدمير مخازن الأسلحة والإعاشة والمؤن الخاصة بهم، «وكنا مستعدين للتعامل مع ذلك، وبالفعل، قاموا بالعديد من العمليات، لكننا تصدينا لهم بكل قوة وشجاعة». وشدد البطل المقاتل بقوات الجيش الثالث الميدانى على أن الروح المعنوية لأبطال قوات إنفاذ القانون التى اقتحمت جبل الحلال كانت عالية فى السماء، لا يخشون الموت، مؤمنين بأن ما يفعلونه هو من أجل حماية الأرض والعرض، والدفاع عن تراب مصر وحماية الأمن القومى للبلاد، من جماعات الظلام والتخريب.
وقال الجندى المقاتل البطل، أحد الذين شاركوا فى المجموعات التى اقتحمت جبل الحلال، إنه اشترك ضمن أبطال المجموعة التى اقتحمت الجبل، موضحاً أن «الجبل طبيعته وعرة للغاية وتضاريسه بالغة الصعوبة، لكن عزيمة وإرادة المقاتل المصرى جعلت من الصعوبات أشياء هينة أمامنا، وبفضل الله اقتحمنا الجبل وقمنا بتطهيره وتعاملنا مع العناصر الإرهابية والتكفيرية التى كانت موجودة بداخله»، وأضاف أنه أثناء عملية الاقتحام، تم التغلب على العبوات الناسفة والموانع التى وضعتها العناصر الإرهابية والتكفيرية والإجرامية الخطرة، حتى تمنع القوات من المرور واقتحام أوكارهم، لكن إرادة وعزيمة واحترافية المقاتل المصرى تغلبت على كل ذلك.
وأكد أن الروح المعنوية لأبطال قوات إنفاذ القانون التى اقتحمت جبل الحلال كانت عالية فى السماء، ولا يخشون الموت، مؤمنين بأن ما يفعلونه هو من أجل حماية سيناء ومصر من جماعات العناصر الإرهابية والتكفيرية. وأوضح أنه كان «يستمد الشجاعة والعزيمة فى المداهمات من قادة المجموعات وتشجيع القادة دائماً له ومتابعة قائد الجيش الثالث المستمرة للعمليات التى كنا نقوم بها خلال المداهمات ووجود كبار القادة أثناء المداهمة معنا جنباً إلى جنب، وعن يقين أن تلك العناصر لا يهمها حب الوطن ولا تعرف معنى الانتماء أو الولاء، وهؤلاء خونة ومرتزقة، فكانت جرأتنا تُضعفهم، ولمعة أعيننا أصابتهم بالعمى ويقيناً كانوا مرعوبين، مهما أتكلم مش هقدر أعبّر ولا أوصف بالكلمات ما رأيت وما أراه فى كل مهمة أقوم بها، ولكن أريد لكل الناس فى بيوتها أن تعلم أننا بإذن الله قادرون على حماية أرض مصر كلها وكل شبر فيها لنجعلكم فى بيوتكم تستقرون بأمان».