آخرهم وجدي غنيم.. الانشقاقات تضرب صفوف "الإخوان" خلال 4 سنوات

آخرهم وجدي غنيم.. الانشقاقات تضرب صفوف "الإخوان" خلال 4 سنوات
سنوات أربع أخيرة شهدت نوبات عديدة من انشقاق عدد من القيادات الإخوانية البارزة عن الجماعة، فبعضهم رأى أن سياسة تلك الجماعة لا تعنيها مصلحة بلدهم التي يعشوقونها، وآخرون لاحظوا تغيرا في رؤية الجماعة لا يتناسب مع أفكارهم، كان آخرهم ذلك الإخواني وجدي غنيم، الذي أعلن، أمس، تجميد عضويته من الجماعة حتى تعود إلى ما وصفه بـ"الثوابت والوضوح والقوة والشفافية في القرارات والتصريحات والمواقف".
"غنيم"، الصادر ضده حكم بالحبس 5 سنوات مع الشغل وغرامة 500 جنيه بتهمة التحريض ضد مؤسسات الدولة وإلحاق الضرر بمصلحة البلاد، اختتم قائمة من الشخصيات والكيانات التي تُعبر عن منشقي الإخوان، على رأسهم المستشار عبد الرؤوف أحمد، القيادي البارز بحزب الحرية والعدالة سابقا، والذي أعلن استقالته، خلال برنامج تليفزيوني على الهواء، اعتراضا على سياسة الجماعة قبل سقوط نظامها، ثم تبعه عدد كبير من الشباب نظموا حركات احتجاجية على سياسات "الإخوان"، أبرزهم حركة "إخوان بلا عنف" التي أسسها أحمد يحيى وـ30 آخرون خرجوا عن طوع الجماعة بعد أشهر قليلة من ثورة 30 يونيو عام 2013، وتحالف "شباب الإخوان" الذي أسسه المنشق عمرو عمارة قبل فض اعتصام رابعة العدوية، بالإضافة إلى حركات "أحرار الإخوان، وائتلاف بنحب البلد دي"، فضلا عن حركة "منشقون عن الإخوان"، التي اسسها الشاب محمود الحبشي، الذي كان ملقبا بـ"المرشد الصغير" ونجل أحد قيادات الإخوان الذي أباح دمه بعد إعلانه انشقاقه عن الجماعة مع سقوط نظامهم.
المحافظات شكلت حلقة قوية في سلسلة الانشقاق عن الجماعة الصادر بحقها حكم قضائي باعتبارها تنظيما إرهابيا، بدأتها البحيرة ممثلة في القيادي طارق أبو السعد وطارق البشبيشى، واستكملها محمد المسيرى رئيس اللجنة السياسية للإخوان بالبحيرة، وعمرو كامل مسئول الطلاب فى دمنهور، قبل أن تصل حمى الانشقاق غلى شمال سيناء مع انشقاق القيادي الإخواني عبد الرحمن عبد الجواد دياب، ومدير إدارة التعليم بمدينة الشيخ زويد السابق، بعد أعلن انفصاله بشكل رسمي عن الإخوان الإرهابية في محضر رسمي، بالإضافة إلى الدكتور سيد عبدالستار المليجي وإبراهيم ربيع أحد أهم قيادات الجماعة في الجيزة.
طعنة جارحة في قلب جماعة الإخوان الإرهابية لم يحدثها الانسحاب، هذه المرة، وإنما جرت بفعل الانشقاقات المتصاعدة داخل الجماعة وانقسامها لفريقن في مايو 2015، حيث ضم الأول كل من العواجيز محمود عزت، المرشد الفعلي للجماعة، ومعه محمود حسين أمين عام الجماعة ويعاونهما محمد عبد الرحمن المسؤول عن الجماعة في الخارج، في مواجهة فريق قاده عضو مكتب الإرشاد محمد كمال، الذي لقى مصرعه على يد قوات الأمن منذ أشهر، وعاونه عدد كبير كبيرة من الشباب وقيادات الصف الثاني، لتتحول الجماعة إلى جبهتين متناحرتين لفترة طويلة.
القفز من مركب جماعة الإخوان لم يتوقف عند قياداتها، فقط، بل شمل بعضا من المؤيدين أو المتعاطفين من خارجها، كان على رأسهم عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الذي أعلن استقالته من حب الجماعة الإخوانية، وواصفا منهجها بـ"المزيف والمشوش"، وأن لديهم شوط طويل ليكونوا ثوارا حقا، وأن كل تلك العوامل أثرت بقوة على تصوراتهم وخياراتهم لفترة طويلة، مختتما: "إن الثورة ليست الإخوان ولا الإخوان هم الثورة".